محمد سعيد العولقي لا يمكن الحديث عن النجاح الكبير الذي حققته الفعالية الجماهيرية الكبرى في سيئون بمحافظة حضرموت، انتصارًا للقضية الجنوبية ودعمًا للشرعية واليمن الاتحادي الجديد، والتي نظمها الائتلاف الوطني الجنوبي مساء الإثنين 24 أغسطس، دون التطرق إلى الحضور المهيب، والدور الهام الذي لعبته قبائل آل كثير. تمكنت قبائل آل كثير بحضورها الكبير والحاشد في الفعالية من تسجيل موقف وطني شجاع، يضاف إلى رصيدها النضالي المشرف، ليتضح للجميع تأثيرهم السياسي وإجماعهم على كلمة واحدة مفادها نعم للدولة، نعم للحرية والشراكة والمواطنة المتساوية، لا للمليشيات والتهميش والتخوين وادعاءات التمثيل الحصري للجنوبيين. ومن لايعرف قدر هذه القبائل اليمنية العريقة والضاربة بجذورها منذ القدم فآل كثير، قبائل قحطانية يمنية عربية بدوية، سجل لها التاريخ تواجدًا كبيرا، على مر المراحل، وتعتبر من أكبر قبائل شبه الجزيرة العربية، ويرجع نسبهم إلى كثير بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن جبران بن نوف بن همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ من قبائل همدان العريقة، حسب المراجع التاريخية. وتعد قبائل آل كثير من القبائل التي تسلمت زمام السلطة لمئات السنين، وشكلت مزيجًا فريدًا بين السلطة القبلية والسلطة السياسية، وشكلوا نموذجًا متميزا بين البداوة والحضارة في أجمل صورها، مع الاحتفاظ بالقيم اليمنية العربية الرفيعة، وتعد من أكثر القبائل تأثيرًا سياسيًا في إقليم حضرموت. وشكلت قبائل آل كثير امتدادًا طبيعيًا للزعامات السياسية التي سجلها التاريخ منذ الجاهلية وإلى عصرنا القريب الماضي، وعليه فإن الزعامة موروثة في نفوسهم، وهم مجبولون عليها، لما لمسوه في الأجداد الأوائل من ريادة وتسيد ورئاسة، وهذا ماجعلهم في واجهة المشهد السياسي حتى يومنا هذا. لقد تقاطرت جموع آل كثير كالسيول الهادرة في مليونية سيئون غير عابئة بعراقيل القطاعات التي فرضتها مليشيات الانتقالي، حيث تداعوا من معظم مديريات الوادي والصحراء والساحل، ورفعوا شعارات تدعم الدولة والشرعية برئاسة فخامة المشير الركن عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية. ومنذ وقت مبكر أكدت قبائل قبائل آل كثير في لقاءات لمشائخها مع رئيس الجمهورية دعمها للدولة، ووقوفها جنباً إلى جنب مع القيادة السياسية والسلطة المحلية بمحافظة حضرموت، لما من شأنه حفظ الأمن والإستقرار والسير نحو تحقيق الدولة المدنية الإتحادية. وهنا لايسعنا إلا أن نتقدم باسم كل أبناء حضرموت واليمن جميعًا لقبائل آل كثير بجزيل الشكر، وبالغ العرفان لمواقفهم الوطنية وحضورهم المشرف في فعالية سيئون، وما هذا الحضور إلا دليلًا واضحًا على حرصها على مصلحة إقليم حضرموت والجنوب واليمن جميعًا.