مقالات حرة

مأساة النمور.. في محرقة باختاكور

 

إبراهيم الحجاجي

لم يكن حتى أكثر المتشائمين يتوقع أن تسقط نمور سبأ بهذا الشكل أمام ذئاب شرق القارة الصفراء، في موقعة باختاكور التي لا يمكن وصفها إلا بمحرقة مؤلمة، اجتاحت مشاعر وأفئدة أكثر من ثلاثين مليوناً من اليمنيين ظلت تعذبهم على مدى 94 دقيقة، وستظل آثارها النفسية وذكراها المؤلمة لفترة طويلة.

خمسة أهداف أوزبكية مع الرحمة هزت شباك منتخب اليمن وأرعشت كيان شعب بأكمله، بعد أن كانت جماهير نمور سبأ قد اعتدت متكأها تنتظر هذه المباراة بشوق ولهفة لمشاهدة معشوقها منتخب بلدها على أمل تقديم مستوى يسعدها ويرسم البسمة على شفاهها، خاصة بعد أن عاشت (الجماهير اليمنية) شهر عسل من المتعة والفرحة والانتصارات التي صنعها نجوم اليمن بفئتي الناشئين والأول من خلال أول جولتين بالنسبة للكبار وتأهل الناشئين الى نهائيات آسيا 2020 في البحرين.

نمور سبأ دخلت اللقاء بدون هيبة، منزوعة المخالب، لم نسمع منها حتى زئيراً واحداً يحفظ ماء الوجه، أمام ذئاب اوزباكستان التي عرفت كيف تدير المعركة لصالحها وهي في أرضها ومملكتها، مسلحة بخبرتها وإمكانياتها التي لا يمكن مقارنتها بأي وجه بإمكانيات نمور سبأ التي أنهكتها الظروف وأوجاع المعاناة، ويكون حضورها فقط بكبرياء المكانة وحماس يتحدى هذه الظروف والمعاناة.

شهراً كاملاً ومنتخب اليمن يستعد للقاء نظيره الأوزبكي، ولا نعلم ماذا كان يعمل طوال هذه الفترة ؟ خاصة أننا لم نشاهد في المباراة جملة فنية واحدة أو لمحة تكتيكية تثبت بأن المنتخب كان في وضع استعداد وتأهب، منتخب لم نشاهد فيه سوى القمصان ذات الثلاثة الالوان العزيزة على قلب كل يمني، عدا ذلك مجرد أجساد بلا روح، بلا عزيمة، بلا حماس، بلا فكر كروي، مقومات غابت تماماً عن ما شاهدناه في المباراة السابقة أمام الأخضر السعودي.

منتخب اليمن لم يقدم مستوى يتيح لنا مساحة لتحليل فني أو حتى قراءة مختصرة، لكن الأهم هو سرعة نسيان مأساة الخسارة من نظيره الأوزبكي، ومن ثم الاسراع في إيجاد المعالجات العاجلة، وفي مقدمتها تطعيم المنتخب بلاعبي خط وسط (صانع العاب) ولاعب دفاع وظهير أيسر، خاصة أن لدينا في اليمن حوالي 40 نادياً تقريباً في الدرجتين الأولى والثانية، فهل يعقل أن تفتقر كل هذه الاندية للاعبين يمكن تغطية النقص الذي تعاني منه خطوط المنتخب ؟

على طريقة عادل إمام في فيلم مرجان “أذاكر لكم انا” سامي نعاش مطالب خلال هذا الشهر الذي يفصلنا عن المباراة القادمة الإعداد الفني والتكتيكي المناسبين والتركيز على كيفية بناء الهجمات وسرعة تنقل وتقارب اللاعبين داخل مربعات الملعب وتناقل الكرة بطريقة مركزة تسهل سرعة الوصول الى مرمى المنافس، كذا كيفية إيصال الكرة للأجنحة المتقدمة سواء عبر كرات طولية ساقطة أو بينية، كيفية التخلص من الضغط على حامل الكرة، كيفية فتح الثغرات عند إغلاغ المساحات، كيفية الانتقال السريع من الدفاع الى الهجوم بأكبر عدد من اللاعبين، كيفية الارتداد السريع من الهجوم الى الدفاع وسرعة اغلاق المساحات، وغيرها من الامور الفنية التي يفهمها الكابتن سامي نعاش واللاعبين أكثر منا، خاصة أن الفترة لا بأس بها وليس صعباً احداث هذه التغييرات خلالها، ولن نفقد الأمل أبداً حتى آخر لحظة من التصفيات، لكن ذلك يتطلب عمل بمسئولية وسرعة اتخاذ المعالجات المناسبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى