يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

ميناء عدن- الوهم يتملَّك عقول بعض البشر!

الأحد 06/يناير/2019 - الساعة: 12:26 ص
ميناء عدن- الوهم يتملَّك عقول بعض البشر!
 

بقلم/البروفيسور  أيوب الحمادي*

هناك الكثير من يتناقل مقالة لخبير مغربي اقتصادي في بورصة نيويورك و مهندس سوق الاوراق المالية السنغافورية يقول فيها ان اليمن دولة غنية جدا و من مجمل كلامه ان هناك العديد من دول العالم ترغب في الاستثمار في ميناء عدن مما يحقق 75مليار دولار اقل عائدات و وظائف عمل لملايين اليمنيين, و ان اليمن سوف تجني ما يتجاوز عن 100 مليار سنويا مع توظيف الملايين فقط في مواني بحر العرب. و طبعا يستهل سرده و يواصل. و حتى لا نعيش في الوهم هذا طرح غير اقتصادي ولا صحيح و لا يمكن لليمن ان تبني اقتصادها على الاوهام و مثل هذا الكلام يسمعه شخص من الحراك الانفصالي ويجد له حجة و يخرج بعدها الشباب الطافش على صاحب البسطة من تعز او الشمال, يقلب الدنيا يشتي "ينتع دولة له" بامتهان كرامة اخيه الغلبان ابن الشمال, تعيش على ميناء عدن و البحر العربي كما تصور له مثل هذه التقارير المريضة.

و لكي نكون اكثر عقلانية في نقل مثل هذه المقالات, فلننظر الى ميناء جبل علي أكبر ميناء بحري في منطقة الشرق الأوسط و منفذ إلى أسواق أكثر من ملياري شخص. هذا الميناء يعتبر مركز متكامل متعدد لوسائط النقل البحري و البري و الجوي مزود كما تعرفون بمنشآت لوجستية واسعة, و يعتبر ميناء لأكثر من 90 خدمة ملاحية أسبوعية تربط أكثر من 140 ميناء في أنحاء العالم, و طاقته الاستيعابية تقريبا 19 مليون حاوية كما يعرف الصغير و الكبير. هذا الميناء جزء من 78 ميناء و محطة بحرية تتوزع على قارات العالم تمتلكها او تديرها شركة مؤاني دبي العالمية. لو نظرنا هنا لشركة مؤاني دبي اقتصاديا, فانها بادارتها ل 78 ميناء كانت عائداتها 4.163 مليارات دولار في عام 2016 ارتفعت 200 مليون دولار عن السنة 2015 بينما عام 2017 فهو اقل بحكم خروج السوق القطرية و وجود مؤاني متعددة, مثل الدقم في عمان, و ميناء غوادر في باكستان, و قطر و في ايران, و ميناء بورتسودان السوداني و غيره.

ارباح مؤاني دبي لم تصل الى مليار و 300 مليون دولار و هم 78 ميناء و محطة بحرية تتوزع على قارات العالم, و نحن معنا مؤاني بنيتها التحتية مخجلة, و كادر غير قادر على المنافسة, و اجنبي لن يعيش في بلد غير مستقر و حسب احلام الحكومة اليمنية من 2013 كان هناك مشروع تطوير ميناء عدن, كان من المقرر ان تتولى شركة صينية مهمة تعميق و توسعة حوض السفن و تركيب رافعات جسرية عملاقة و رافعة حاويات متنقلة و قاطرات عملاقة لنقل الحاويات لرفع قدرة المناولة حتى 1.5 مليون حاوية في العام بإضافة 500 ألف حاوية. اي هدفنا كان 2 مليون حاوية اي اقل من جبل علي ب 17 مليون حاوية و يطلع لنا تقرير يقول ميناء عدن سوف يحقق 75مليار دولار اقل عائدات.

المشكلة اليمنية معقدة و متراكمة تتمثل بالمشاريع الصغيرة, التي تمنع الاستقرار ,تتمثل بالقيادات التي لا تدرك عامل الزمن و فن الادارة و منهجية التنفيذ, تتمثل بانعدام مشاريع التعليم الصحيحة و تتمثل بانعدام مشاريع التنمية و استغلال طاقات المجتمع المختلفة, مما يجعل غيرنا في المنطقة يسبقنا بسنوات و ايضا تتمثل في الارتهان للخارج و التصور انهم يحرصون على بلدنا. و مختصر الموضوع اليمن فقيرة و قوتها تكمن في وحدة نسيجها وارضها و تنوعها و موقعها و بشرها, ان استثمرنا بتعليمهم صح و انطلقنا بتوازي لمشاريع البناء و التنمية, الباقي مجرد امور تكميلية.

______

______

*برغم انني نشرت هذه المقالة قبل تقريبا سنة لكن لازال البعض يعك والمواقع تنشر كلام الخبير مغربي اقتصادي في بورصة نيويورك  وحتى لايتملَّك الوهم عقول ابنائنا اعدت النشر

اضف تعليقك على الخبر