يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

استمرار الفوضى في تعز.. من عدوان الحوثي إلى الانقسامات العسكرية

الثلاثاء 08/أكتوبر/2019 - الساعة: 2:08 م
استمرار الفوضى في تعز.. من عدوان الحوثي إلى الانقسامات العسكرية

يمن اتحادي - تعز / متابعات*

يتصاعد التوتر الأمني والصدام المسلح بين فصائل من القوات الموالية للإمارات والشرعية في تعز.

نُظر التصعيد في ريف المدينة ظهرت رغم كل المحاولات لاحتواء الوضع.

يشتكي السكان من عودة الحصار المفروض على المدينة من قبل مليشيا الحوثي وجهات أخرى محسوبة على الشرعية.

يتفق الجميع على أن بوسع تعز قلب الموازين وتغيير المعادلة في معركة التحرير واستعادة الدولة، لكن كما يبدو أن محاولات جر تعز إلى مربع العنف نجحت أخيرا رغم حرص الكثيرين من أبناء الحالمة على الحفاظ على مدينتهم.

فتعز التي صمدت في وجه طوفان مليشيا الحوثي والرئيس السابق صالح ترخت قبضتها الأمنية منذ تحريرها لتقع في مغبة العنف الذي فرضته بعض القوات الممولة من دولة الإمارات.

بعد مرور قرابة أربعة أعوام على انطلاق المقاومة وما تلاها من طرد المليشيات من المدينة ومواقع كثيرة إلا أن تعز لا تزال حتى اليوم رهينة حصار مطبق تلتقي فيه مليشيات الحوثي العدو التقليدي لكل اليمنيين، بالإضافة إلى كتائب أبو العباس وقوات عسكرية أخرى باتت اليوم تشكل جزءا من مصيبة تعز.

الحجرية والشمايتين وصولا إلى مدينة التربة، باتت مناطق تحشيدا عسكريا ومواجهات، شهدت طرقها نقاطا وقطاعات تنشر العنف وتزرع الفوضى والاشتباكات في المناطق الأكثر أمناً في تعز منذ بدء الانقلاب الحوثي، ناهيك عن قطع الطريق الوحيد الرابط بين تعز وعدن عن طريق هيجة العبد.

لكن قطعه هذه المرة من قبل المحسوبين على فريق الشرعية أكمل الحلقة حول تعز شرقا وجنوبا وغربا.

فماهي أسباب الصراع بين القطاعات العسكرية في ضواحي مدينة تعز؟!

عنف ممول

المتحدث باسم محور تعز عبدالباسط البحر قال إن ما حدث مؤخراً في مدينة التربة "من قتل لمرافقي المحافظ" عبارة عن حادث جنائي طبيعي كان سيأخذ القانون مجراه حول هذه الحادثة ولن تحدث هذه التداعيات الحاصلة الآن لولا استغلال الحادث من قبل بعض الجهات لإثارة الفتنة والمشاكل.

وأضاف البحر، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة بلقيس مساء أمس، إلى أن هذه "الفتنة" والمشكلة ستنتهي قريبا بفعل الجهود التي تبذلها السلطة المحلية والقيادة العسكرية والأمنية والقوى الوطنية، مشيرا إلى أن هناك لجنة تحقيق قد بدأت في التحقيق بمسؤولية المواقع العسكرية المستحدثة في إطلاق النار واستهداف المدنيين ومنازلهم.

لافتا إلى أن هناك أطراف محلية ودولية تريد إدخال تعز في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار من خلال إحداث بعض التمردات والقلاقل هنا أو هناك، حيث لم يستبعد البحر أن يكون هناك دور للإمارات فيما يحدث بتعز كونها متهمة بشكل رئيسي من قبل أعلى سلطة في الدولة وهو الرئيس هادي بالخروج عن أهداف التحالف العربي.

السفير اليمني في المغرب عزالدين الأصبحي قال إن أكثر الملفات مأساوية في الكارثة اليمنية التي يعيشها اليمنيون هو ملف تعز، وتبقى تعز هي الجرح الغائر في قلب الجسد اليمني.

مضيفا أن ملف تعز يجب أن يكون في المرتبة الأولى من اهتماماتنا بشكل أساسي، أن لم يكن لأهميته السياسية الخطيرة فيما يخص مكانة تعز ودورها الأساسي في عملية التغيير الثورية، فعلى الأقل من الجانب الإنساني؛ حيث تتعرض تعز لعقاب جماعي ويجب أن يكون في دائرة الضوء.

صراع كارثي

ولفت إلى أن الألم زاد من خلال ما يراه من انفلات واحتراب داخلي بين الأطراف والمكونات السياسية والعسكرية كارثة تتطلب أكثر من مجرد إظهار مشاعر.

مردفا القول أن على مؤسسات الدولة من رئاسة وحكومة وبرلمانيين وقيادات حزبية النزول الحقيقي لحل هذا الملف وإعطائه الأهمية.

القصوى على الأقل من الجانب الإنساني إن لم يكن في الجانب السياسي.

وأضاف أن هناك طرف أساسي وهو الطرف المؤسساتي في الدولة يجب أن يجتمع الآن لإيجاد حل حقيقي لتعز كون تعز لديها أكبر كتلة برلمانية تمثل كافة الأحزاب السياسية وباستطاعتهم أن يكونوا هم حجر الزاوية لإيجاد حلول واخماد النار في أماكن مختلفة من المدينة.

ودعا الأصبحي كافة البرلمانيين المنتمين لتعز النزول إلى دوائرهم وأن يكون هناك لقاء برلماني يعيد الاعتبار لهذه المحافظة والعمل على توقيع اتفاقية لحقن الدماء.

المحامي والناشط الحقوقي عمر الحميري قال إن هناك تفاعلات تحت السطح في تعز لم تظهر إلا في الفترة الأخيرة على شكل اقتتال وتحشيد ونوع من الاستعداد لشن معركة لم يحدد أهدافها، مشيرا إلى أن ما يجري في التربة من توتر بين فصائل الجيش التي لها قيادة واحدة غير مبرر.

لافتا أن مدينة التربة تشهد اليوم توترا كبيرا وقطع للطرق وتحشيد لمجاميع مسلحة من خارج مدينة التربة.

ويعزو الحميري ذلك بسبب وجود ارتباطات بين ألوية الجيش وبين أحزاب سياسية.

مضيفا أن التحالف صنع فجوة بين ألوية الجيش في تعز من خلال دعم لواء دون الآخر في مسعى منه لخلق المشاكل بين هذه الألوية.

*بلقيسTV

اضف تعليقك على الخبر