يمن اتحادي - متابعات*
حذرت صحيفة "ذا ناشيونال انترست" الأمريكية من العواقب المستقبلية لتجزئة اليمن مشيرة الى "أن وحدة البلاد باتت ضرورة ملحة من أجل تحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين في بلد يحتل موقعا ًاستراتيجيا للغاية".
وفي مقال نشرته الصحيفة – وترجمة "يمن شباب نت" - تساءل الكاتب لدى مؤسسة جمستاون البحثية الأمريكية مايكل هورتون "هل يمكن عودة الدولة اليمنية الموحدة مرة أخرى؟ مضيفاً "الإجابة المختصرة على السؤال هي، نعم، يمكن إصلاح المشاكل، بل المسألة ضرورية من أجل الاستقرار والأمن الإقليميين".
وأضاف الكاتب "أن أي يمن منقسم لن يقود الا إلى سنوات من الحرب على الأرض بين الشمال والجنوب. سيكون جنوب اليمن أكثر ملجأً للجماعات السلفية المتشددة مثل القاعدة في شبه الجزيرة العربية، في حين قد تعمق إيران علاقاتها مع الحوثيين في الشمال".
وقال "اليمن المنقسم هو وصفة لعدم الاستقرار والنزاع المزمنين في بلد يحتل موقعًا استراتيجيًا على طول أحد أهم طرق التجارة في العالم".
وأوضح الكاتب "تكمن مشكلة اليمن المقسّم في أن غالبية سكان البلاد البالغ عددهم ثمانية وعشرون مليون نسمة يعيشون في الشمال فيما تقع معظم موارد اليمن الطبيعية، والنفط والغاز والذهب والمعادن الأخرى، إضافة إلى طبقات المياه الجوفية غير المستغلة في الجنوب". أما الشمال فغالبية السكان وتماسكًه الاجتماعي أكثرً بالإضافة الى كونه مسلحاً جيدًا، وسوف يقاتل من أجل تأمين الوصول إلى تلك الموارد. فبدونها، شمال اليمن ربما يصبح غير قابل للاستمرار كدولة على المدى الطويل.
وقال "لقد كان اكتشاف النفط مصحوبًا بتدهور الأوضاع الاقتصادية في الجنوب، فيما كان يعرف آنذاك بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، والتي دفعت جزئياً إلى الانضمام إلى الشمال".
خلال ثورة 2011 التي أدت إلى استقالة الرئيس اليمني الذي أمضى فترة طويلة في الحكم، علي عبد الله صالح، عزز الحوثيون من العلاقات الودية بالفعل مع مختلف القادة داخل الجماعات الناشطة في الجنوب.
وانتقد الكاتب هورتون التدخل السعودي والإماراتي في اليمن، والذي دعمته الولايات المتحدة وما زالت تدعمه، الذي قال بأنه حقق عكس ما كان يهدف إلى تحقيقه. فبدلاً من إلحاق الهزيمة بالحوثيين، أصبحوا أكثر قوة من أي وقت مضى، وتعمقت روابطهم مع إيران، والتي كانت ضئيلة للغاية عندما بدأ التدخل.
وتابع "وبدلاً من تحقيق الاستقرار، كفل التدخل بسنوات من عدم الاستقرار، إن لم يكن عقودا. وعلاوة على ذلك، لا يمكن أن تكون الظروف المواتية للانبعاث الدراماتيكي للقاعدة في جزيرة العرب والمجموعات المسلحة الأخرى أفضل من الآن. فقد بات اليمن حالياً وأكثر من أي وقت مضى، غارق في الأسلحة وسكانه أكثر فقراً".
ودعا الكاتب المجتمع الدولي أن يضع جهوده وراء استئناف مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، أو تكرار نموذج مماثل. مشيراً الى أنه "يجب أن يدرك أن الحوثيين والجنوبيين سيلعبون أدوارًا مهمة في أي حكومة وحدة مستقبلية".
ومع ذلك، استدرك الكاتب بالقول بأنه إذا استمرت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في تمويل وتسليح الوكلاء الذين هم الآن في حالة حرب مع بعضهم البعض - فإنهم سيضمنون ما يمكن أن يكون عقودًا من الحروب المنخفضة الشدة في اليمن. وهذا لن يفيد إلا إيران والجماعات السلفية المسلحة مثل القاعدة في جزيرة العرب.
من جانبها، سيكون من دواعي سرور طهران أن ترى المملكة العربية السعودية تنفق سنوات ومليارات الدولارات في خوض غمار حرب لا تستطيع الانتصار فيها. كما أن القاعدة في جزيرة العرب وغيرها من الجماعات السلفية المتشددة سوف تتغذى على الفوضى والفقر واليأس في اليمن مثل النسور على الفريسة ـ على حد تعبيره.
وختم الكاتب هورتون بالقول بأن أي مصالحة مستقبلية في اليمن ستكون فوضويّة ومحفوفة بالمخاطر ومعرّضة لاندلاع قتال متقطع. ومع ذلك، فإن المصالحة وتشكيل حكومة الوحدة في نهاية المطاف هما السبيلان الوحيدان للوصول الى اليمن المستقر والسلمي.
*يمن شباب نت
اضف تعليقك على الخبر