يمن اتحادي - متابعات* (ترجمة)
أعلنت دولة الإمارات مؤخراً عـن "إعادة انتشار استراتيجية" لقواتها من مدينة الحديدة الساحلية في اليمن، بالإضافة إلى انسحاب تكتيكي محدود في أماكن أخرى من. البلاد.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية "وبرغم اعتبارها بأن الخطوة الاماراتية تلك تشكل لحظة مهمة في الحرب الأهلية المستمرة منذ أربع سنوات في اليمن، إلا أنها أكدت بأن الإمارات ستستمر بدعم الحركة الانفصالية في جنوب اليمن".
وأضافت الصحيفة -في تقرير لها ترجمه "يمن شباب نت"- بأن الانسحاب الإماراتي سيضعف القدرات العسكرية السعودية في اليمن، مما سيزيد من الضغط على الرياض للبحث عـن الحل السياسي بدلاً من العسكري للحرب.
وقال المسؤولون الإماراتيون إن هذه الخطوة، التي جرت مناقشتها لمدة عام كامل، تهدف إلى دعم عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، والتي بدأت في ستوكهولم في ديسمبر الماضي. وهو ما اعتبرته الصحيفة "أول تأكيد رسمي اماراتي للانسحاب، الذي جرى الحديث عنه في الأسابيع الأخيرة من قبل شهود ومسؤولين أجانب".
وأضافوا بالقول إن الإمارات ستبقى في التحالف الذي تقوده السعودية، والذي تدخل في عام 2015 بهدف استعادة الحكومة اليمنية التي أطاح بها الحوثيون، وهي جماعة متمردة تدعمها إيران.
وذكرت الغارديان بأن مهمة المراقبة "ستوكل إلى القوات اليمنية المحلية المدربة من قبل الإمارات ومقاتلون من الأجانب" مضيفة بأن القوات الإماراتية المتبقية في اليمن "ستركـز على جهود مكافحة الإرهاب ضد تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية وليس المعركة ضد الحوثيين، وستواصل الإمارات دعمها للحركة الانفصالية في جنوب اليمن".
وحذر محللون من أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت القوات المحلية وشركاء التحالف السعودي قادرين على ملء الفراغ وتولي المهمة، مما يثير مخاوف من أن الجمود الحالي في معظم أنحاء البلاد يمكن أن ينقلب رأسا على عقب.
وأضاف المسؤولون الإماراتيون بأن الانسحاب تم مناقشته على نطاق واسع مع الرياض وكذلك الحكومة اليمنية المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرها عدن.
وقالت الصحيفة البريطانية "ربما تستعد الإمارات العربية المتحدة للتعامل مع اتهامات بأن انسحابها اعتراف بالهزيمة في اليمن، لكن المسؤولين أصروا على أن إعادة الانتشار كانت خطوة مدروسة تعكس التقدم الدبلوماسي الذي تحرزه الأمم المتحدة في الحديدة، ذات الأهمية الاستراتيجية".
وأصبحت مدينة الحديدة (غرب اليمن) محور اهتمام رئيسي في الحرب العام الماضي، عندما حاول التحالف الذي تقوده السعودية والمدعوم من الغرب الاستيلاء على الميناء الذي يعتبر خط الإمداد الرئيسي للحوثيين.
وفي ديسمبر/ كانون الأول، توسطت الأمم المتحدة في وقف إطلاق نار معقد في المدينة.. كان من المفترض أن تنسحب وفقاً له كل من الحكومة اليمنية والقوات الحوثية، تاركة قوة أمنية جديدة لتحل محلها في السيطرة على الميناء والمدينة.
واستدركت بالقول "لكن ما تم تنفيذه هو أجزاء فقط من اتفاق الانسحاب. وقالت الإمارات العربية المتحدة إنها حريصة على رؤية عملية السلام تتسع نحو تسوية سلمية أوسع تشمل مواعيد نهائية للتنفيذ في البلاد بأسرها".
ونفى المسؤولون أن تؤدي الخطوة الاماراتية الاخيرة إلى حدوث فراغ خطير في الحديدة، مبررين ذلك بالقول إن هناك ما يصل إلى 19000 من القوات اليمنية في منطقة المدينة الساحلية في حال انهار التقدم نحو تسوية للصراع.
وكانت الامارات أصرت في عام 2018، بأن الاستيلاء العسكري على الحديدة سيجبر الحوثيين على الرضوخ لطاولة المفاوضات.
وتابعت الغارديان بالقول بأن المجتمع الدولي مارس ضغوطا على الإمارات والسعوديين للانتظار خارج المدينة، محذرين إياهما من أن "أي هجوم على الحديدة كان يمكن أن يؤدي إلى حمام دم، بالإضافة الى أن تعطيل الميناء قد يدفع البلاد إلى مجاعة مكتملة".
*يمن شباب
اضف تعليقك على الخبر