ارسال بالايميل :
2962
كتب / سمير القاسمي - يمن اتحادي
الفكرة تأتي من تراكم بحث معين او اطلاع على مشاريع مختلفة ، تنسجها خيال صاحبها حتى تتحول الى حقيقة ، صمت ثم إبتسامة ثم نثرها الى الورق ، يأتي بعدها مرحلة تطبيق الفكرة التي تحولت الى مشروع ، والمشروع يحتاج ادوات ، قد تأتيك كل هذه الهواجس وتتحقق الاحلام في خمس دقائق في ساعة أو في أكثر من ذلك بكثير ، يتحقق كل شيء في عقالك فقط إلا في الواقع ينتهي مع اول لمحة ضوء قادم من شروق الشمس ، وعندما تحاول أن تبحث في كل الاتجاهات يظل ما تفكر به مجرد فكرة لمشروع عظيم !
جوارديولا جاء على ركام مشروع متهالك ، ووجد الفكرة بدأت تنهار تحت سهام النُقاد والاعلام ، وأن جُهد معلمة كرويف ذهب مع رحيلة عن عالم التدريب ، بيب طبق كل افكار يوهان مع اضافة بعض التعديلات التي تواكب عالم التدريب الحديث ، يومها نجح نجاحا مبهرا ومنقطع النظير أذهل العالم بخططة التي كنا نستغرب من مايقدمة الفريق الكتلوني امام المنافسين ، كان برشلونة يملك ارث في هذا التكتيك الاستحواذ ومن ثم الاستحواذ حتى يمل الخصم من المداغبة والانقاض على الشباك بفلسفة جوارديولا وتاريخ كرويف ، لحظتها كان يمتلك الادوات في برشلونة " ميسي وانيستا وتشافي وغيرهم " ، اغلب من يلعب في الفريق شرب هذه الطريقة من طفولتة في اكاديمية برشلونة !
بيب صنع من ارث كرويف ومن خططة الحديث فريقا مرعبا لم يجارية اي فريق في العالم ، حقق بطولات لم يقدر الوصول الى ذلك الرقم حتى جوارديولا نفسه ، قرر الرحيل عن الفريق الكتلوني او اجبر على ذلك الرحيل ، المهم أن الفيلسوف توجه الى المانيا وبالتحديد الى كبير هذا البلد الجميل ، فرض اسلوبة برغم ان ذلك لم يعجب البعض إلا ان بايرن ميونيخ اصبح يلعب بطريقة بيب ، قدم كرة القدم خيالية تأثر بها المنتخب الالماني وعرف اللاعب الالماني معنى الاستحواذ ، في ادارة البايرن تواجد الكثير من المعارضين لاسلوب جوارديولا حتى ان احدهم تحدث " إذا اردنا ان نستحوذ على الكرة فقط علينا ان نأخذها الى منازلنا " ، تعقدت الامور في المانيا ولم يأتي منتصف الموسم الثالث إلا وقد اعلن تعاقده مع مانشسترسيتي!
في إنجلترا بدأ بالعناد وحاول أن يفرض اسلوبة من أول يوم ، كانت غلطة بيب الدائمة في كل مراحله التدريبة هي العناد ، تعلم من البريميرليج أن يجب عليك أن تتميز بالمرونة عندما يتطلب ذلك ، حقق الدوري الانجليزي في الموسم الثاني وفشل في أوروبا للموسم الثالث رغم وصولة الى دور الثمانية في موسمين واخرجه في المرتين فريقين من انجلترا " ليفربول وتوتنهام " ، ولازال يتصارع مع ليفربول على الدوري في الموسم الثالث ، واصبح قريبا جدا بعد إنتصار الليلة ضد جاره اللدود مانشستريونايتد من تحقيق اللقب للمرة الثانية على التوالي !
بيب جورديولا حالة خاصة وفريدة في عالم كرة القدم ، وأي شخص ينعته بالفشل مع احترامي له لايفقه شيئا في ابجديات الساحرة وهذا نسميه مشجع متعصب لفريق محدد ، في كل ذلك الكم الهائل من البطولات ومن المشجعين دليل على نجاح بيب في فرض اسلوبة وإيمانه بنفسه وبما يقدمه كل فريق يجلس على دكته ، بيب سوف يستمر طويلا في البريميرليج وقد يكون الحديث مبكرا اذا تحدثنا عن ان تاريخه سيكون ابهر واعظم من اي مدرب اخر !
اضف تعليقك على الخبر