يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

القناص الذي قتل الشباك برصاص الرحمه !

الثلاثاء 26/مارس/2019 - الساعة: 12:47 م
القناص الذي قتل الشباك برصاص الرحمه !
    بقلم / سمير القاسمي / يمن اتحادي كرة القدم هي الاهداف التي تصنع السعادة للجمهور ، فعندما تتحرك الشباك وتلامسها كرة قادمة من مهاجم موهوب تتعالا اصوات الجمهور ، يقفز فرحا هذا المهاجم بما قدمه وماصنعه لكل من في المدرجات وخلف شاشات التلفاز ، وبتعريف اخر عن كرة القدم هي الصندوق المحيط بالمرمى ، هي الخطر القادم على ذلك اللاعب القابع على الخط الابيض المستقيم بين قائمين وعارضة نائمة عليهما ، هي الرعب على ذلك اللاعب الذي يرتدي قفازات في يديه وترتعد فرائصه كلما اقتربت الكرة من عرينه ، وكل مايحدث في وسط الميدان وبعيدا عن الصندوق او منطقة ال16 يبقى هراء وتخرج المباراة سلبية ولا تروق هذه النتيجة للجمهور العريض الذي يحضر المباريات ويدفع كل مايملك من اجل الحضور الى مسرح كرة القدم ، كرة القدم أهداف وبغير ذلك يذهب الجمهور الى ساحات الالعاب الشعبية ويتركون المدرجات للذباب يستوطنها ويتراكم هناك وحيدا فيها ، وعندما تعود الاهداف ويزداد الخطر على المرمى ويكثر اهتزاز الشباك يرجع الجمهور الى مدرجات مسارح كرة القدم ويتزاحم العشاق في ابواب الملاعب وتنتعش الميادين ويخضر عشبها وتعود كرة القدم الى سابق عهدها ! في عقد التسعينيات كان الجمهور الذي يتواجد بالمدرج الشمالي لملعب الظرافي سعيدا ومبتهجا طوال تلك الفترة الذهبية للفنيلة الحمراء ، وعندما نبحث عن أسباب الابتهاج والسعادة الدائمة لهذا الجمهور كان اهتزاز شباك الخصوم اهمها وابرزها ، فالجمهور يعرف أن ولوج الكرات الى شباك الخصوم معناها تحقيق البطولات والصعود الى منصات التتويج ، وفريق الاهلي ظل المهاجمين الذين يصنعهم يتوارثون مهنة تسجيل الاهداف حتى اصبحت مدرستة عقيمة لكي تلد نجم جديد خلال هذا العقد ، وخلال الفترات السابقة لإنقطاع نسل المهاجمين ظهر العديد من المهاجمين الابطال كان قناصهم عادل السالمي الابرز ، كان ملك الصندوق ورئيس رابطة المهاجمين رؤوس الحربة التقليدين والمطعمين بالقليل من المهارات الفردية لتجاوز اخر مدافع قبل مواجهة حارس المرمى ، عادل السالمي أعاد مركز المهاجم الى هيبته التي كادت أن تضيع وأصبح سيد الهدافين وهداف اليمن الاول ! وبعد عام واحد في الفريق الاول حجز مكانه في التشكيلة الحمراء ، جمهور الاهلي حزين لمغادرت مرعب الحراس عصام دريبان في ربيع عمره ، وعادل السالمي أتى ليزيح عنهم الحزن وينسيهم من كان قبله ، وضع قدميه بثبات في الملاعب وبدأ المدافعين يتحدثون عنه وعن أهدافه ، حراس المرمى أصابهم الاسهال من الاخبار التي تتداولها الصحف عن أهداف هذا الفتى الصغير ، شبهوه بمهاجمين محليين وآخرين قارنوا أهدافه بنجوم عالميين ، صنعوا له العديد من القدوات وهو صنع لنفسه اسم وقيمة فنية لكل مدرب امتطى الصهوة الفنية للاهلي وللمنتخب الوطني ، عادل السالمي ورغم خروجه من القلعة الحمراء إلا أن اسمه ظل مرتبطا بالفريق الذي كان شاهدا على بداياته وإنطلاقته الحقيقه ، وكل نجوميته سطعت من باب اليمن ولم يستطيع أن يظهر في مكان آخر ، وهذا ليس تقليل بنجومية عادل ولكنه لم يجد المناخ المناسب في مكان آخر يشبه مناخ النادي الاهلي ! الغضب الجرأة والتحدي شعارات كان يتمتع بها عادل السالمي ، فعندما كان يغضب ويضع شباك ذلك الحارس في رأسه كان لايبرح حتى يسجل هدف او اكثر ، وعندما يريد المدرب ثلاث نقاط مهمة كان لايجد إلا عادل يتجرأ ويزعز الدفاعات وينتهي التحصنات والتكتلات امام المرمى ، وعندما يدخل في تحدى مع مدافع هنا او حارس مرمى هناك كان ينجح دائما في كسب التحدي وجعل من يتحداه يعض انامل الندم على اي تحدي ذهب إليه مع نجم الشباك الاول ، عادل السالمي كان يلدغ الشباك كأفعى سامه تقتل كل من يتحداها او يحاول إستفزازها ، لديه القدرة على تحويل كفة المواجهات لصالحه وصالح فريقة ، لقد فاز بالعديد من الحروب وخسر قليلا من المعارك ، وظل معشوق الجمهور الاحمر حتى يومنا هذا ومازال المشجع الاهلاوي يتنهد كل ماذكرنا أمام آخر المهاجمين المحترمين عادل السالمي ! عادل السالمي في المنتخب الوطني كان مصدر الامان في رأس الحربة ، ومصدر القلق والفوبيا لكل المدافعين الذين واجههم ، عندما كان يربط حزام الامان في الطائرة المغادره الى الدوله التي سنواجه منتخبها ويضع كامل تفكيره كيف يسعد الملايين ، يهبط مع الاحلام التي رسمها لنا في ميادين كرة القدم في الدول العربيه والاقليمية والقارية ، يقاتل يحارب ولا يتوانى لحظة في خذلان الجمهور ، ربما لايسجل ولكن يضع بصمته في كل مباراة لعبها مع المنتخبات الوطنيه ، عادل السالمي كان كذلك وأكثر خصوصا عندما يتعلق الامر بالكفاح من أجل الشعار الذي يحمله ، لقد ترك كرة القدم وحيدا دون أن ينظر إليه احد ، غادر الاهلي وحاول مع اللعب لعدة اندية الوحدة الرشيد والهلال ولكن لم يشفع له العمر في الاستمرار بالتوهج ، عادل السالمي مثال حي لكل من لم يحافظ على مستواه ويضع حدا لكل رغباته وعاداته خارج الملعب ، لقد ترك كرة القدم كمحارب وفارس هُمام سنواته مع كرة القدم كانت سريعة ومرت كأنها لمح البصر ! #سمير_القاسمي

اضف تعليقك على الخبر