يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

الماز الكرة اليمنيه تاريخ وحاضر .. الغرباني نجومية منقطعة النظير

الجمعة 28/ديسمبر/2018 - الساعة: 3:42 م
الماز الكرة اليمنيه تاريخ وحاضر .. الغرباني نجومية منقطعة النظير
  سمير القاسمي لطالما كان لاعب وسط الميدان على مر عصور كرة القدم هو محرك البحث ، هو من تدور حوله كل الاسئله وبجانبه تمر كافة الاجابات ، أن كان محرك مميز يأتي بالفرص للمهاجمين دون النظر الى سرعة النت او زحفه كالسلحفاء ، يضع زملائه أمام مرمى الخصوم دون جهد او تعب ، وبحركة واحدة يكون المنافسين في خبر كان ، وان كان محرك بحث مجرد صورة في سوق شراء التطبيقات او مجرد رقم في عدد ال 11 لاعب ربما يخرج بعد مباريات قليله من الباب الخلفي لكرة القدم ! خلف مرمى شعب إب كان يلعب كرة القدم صبيا ، لايعرف من كرة القدم إلا العنيد ولم يعجب بلاعبين أخرين من خارج مدينة إب ، قص شريط حياته مع كرة القدم في ذلك المكان الذي خرج منه عباقرة كرة القدم اليمنيه ، عشق مهنة صانع السعادة منذ نعومة اظافرة ، فكان يصنع اهدافا لاصدقائه على شكل هدايا اعياد الميلاد ، يفرحون بها ويضعون تلك الهدايا في مرمى الخصوم ، ربما مر الوقت سريعا ولم يدري ان الوقت يذهب مع كل حلم نحققه ، فوجد نفسه في تشكيلة شعب إب ، يقف بجانب إبراهيم الصباحي يرفع رأسه قليلا فيجد أمامه محمد السحراني ، ياالله على وضع لايحسد يمر به ، يلف رأسه 180 درجه يرمق رشيد النزيلي وخلفه الحارس العملاق خالد دهمان الذي كان يخاف يوما من وكزاته التي ترعب الاطفال الذين يلعبون دوما خلف مرمى شعب إب ، يلتفت الى جهة اليمن مع ارتفاع نظرة الى الاعلى ليرى حناجر تتقاذف الكلمات منها بطريقه ترعب اصحاب القلوب الضعيفه ، تجاوز هذا اليوم بعد أن تلقى الدعم من اللاعبين اصحاب الخبرة ، لينطلق من يومها عبدالسلام الغرباني لاعب وسط جمع بين اللعب التقليدي واللعب الحديث ! الانفاس محتبسه والقلوب تتراقص دقاتها خوفا من الخاتمه غير المتوقعه وفقدان الامل ، معلب المريسي تتحرك مدرجاته كأنها نار مشتعله ، ذهب عبدالسلام الغرباني الى اسفل المدرجات وطالبهم بالصبر والتشجيع واخبرهم ان الهدف قادم لا محاله ، منتخب الامارات فاز على منتخب الهند وتساوى بالنقاط مع منتخبنا ، التأهل بيد منتخب الامارات ولم يعد بيد منتخبنا ، كان الجمهور يصمت عندما تصل الكرة الى اللاعب رقم 8 ، ربما ثقه منهم في أن الهدف سيأتي من قدميه ، او لأن هذا اللاعب كان نجم منتخبنا في التصفيات بل كان نجم المجموعه في جميع المباريات ، والخطر على مرمى الخصوم قادم منه بهدف قاتل او تمريرة حاسمة ، منتخب بروناي متكتل في مناطقه هم يرغبون في الخرج بنقطه لتحسين تصنيفهم الدولي ، محاولات من هنا واختراقات من هناك ، خط هجومنا مشلول وحاجز اسمنتي بين الهجوم الوسط ، الكرة تتناقل في بين العمقي والكهالي والعرومي وتعود الى الغرباني ، وهكذا كأنها دائرة مكتمله دون فائدة في نقلهم الى ثنائي الهجوم ، السالمي يصارع مدافع شتمه في بداية المباراة ، عادل فهم تلك الشتيمه ، وعلي النونو كان يومها نائما بجانب احدى قوائم المرمى ، عبدالسلام الغرباني تقمص دور المنقذ وفي الحقيقه لقد كان المنقذ والمخلص ، وصلت الكرة الى قدمه رمق شباك تهتز خلف حارس ساحر تلاعب بالمهاجمين وجعلهم ينامون بطريقة مغناطيسيه ، هي لحظته تلك ، لحظة الالماز الذي يشع نوره في كل ارجاء العاصمه ، المريسي يصمت وكأن ملاكا نزل من السماء ، تحسس الكرة بقدمه ورفع رجله قليلا الى الخلف وسدد ، ركنها بطريقه عجيبه في الشباك الشماليه للملعب ، تهتز المدرجات طربا ويتأجل حسم المجموعه الى موعدا اخر كان لعبدالسلام الغرباني شرف تحديد الموعد ! في ملعب القطارة بمدينة العين مشهد سينمائي بإمتياز ، نبحث عن نتيجة التعادل او الفوز ، الجمهور اليمني يزاحم الجمهور الاماراتي في المدرجات كالعادة ، التكتيك عالي جدا الرقابه لصيقه والحصار رجل لرجل ، إلا المنقذ كان يعزف منفردا في منتصف الملعب ، كان يحاول صياغة السيناريو المنتظر للمباراة ، مع دقات خفيفه كأنها بداية معزوفه بيتهوفن الشهيرة عن الحرب العالميه ، تنطفئ الموسيقى والصخب وسيمفونيات بيتهوفن جمعيها ويحل الهدوء بعدها ، وتنطلق أصوات أخرى غريبة من جهة جمهور المنتخب الاماراتي ، على الأرجح كانت صافرات استهجان من نوع آخر وتسأولات متعددة أبرزها لماذا الغرباني يتجاوز المدافعين بتلك البساطه والسهوله ؟ ، اين العرقله التكتيكيه ؟ يستلم الكرة من خارج منطقة الجزاء يروغ كمايسترو يراقص فرقته ، يذهب يمينا والمدافع يتجه شمالا ، وعندما يذهب شمالا كان المدافع يذهب يمينا ، اجمل مراوغه في تاريخ الكرة اليمنيه ، فقد تخلص منهم ووضعها بلمح البصر في الشباك ، النتيجه ثلاثه مقابل واحد للمنتخب الاماراتي ، الامال بدأت تتكسر ولكن المنقذ لم ييأس حاول مرات عديدة ، الكرة الان في قدمه رمق قميصا اخضر في وضع قريبا من المرمى ، علي النونو هناك قريبا من الشباك فرصه للتسجيل غمز المنقذ الكرة بطريقة مذهله ، سدد النونو هدفا ثانيا وقلص منتخبنا النتيجه ليعود الامل إلينا ، نحتاج الى التعادل لكي نتأهل هدف واحد يضعنا في الدور الثاني للتصفيات ، فجأة ودون مقدمات يسقط المنقذ على الارض مصابا يسقط عبدالسلام الغرباني ، وضع الجمهور اليمني ايديهم على رؤوسهم لانتهى الحلم بمغادرة الالماز مصابا لنخرج من التصفيات بفارق هدف وفارق لاعب اصيب كان الاهم في تشكيلة المنتخب اليمني في هذه التصفيات ، ولاعب اسطوري في تاريخ شعب إب !

اضف تعليقك على الخبر