ارسال بالايميل :
5014
بقلم : صلاح العماري
معروف عن الذئاب أنها تتغذّى على الكائنات الأدنى منها في السلسلة الغذائية، وتعتمد أثناء صيدها على استهداف الفريسة الضعيفة؛ حيث تُطاردها حتّى الحصول عليها، ولكنها أيضًا تختار أحياناً الأفراد الأصحّاء من قطيع الفرائس لتتغذّى عليه في حال كانت الفريسة في وضعٍ مناسب للانقضاض عليها دون أن يكون لديها قدرة على الهرب.
هكذا الحال بالنسبة لرجال المدرب الوطني الكابتن محمد حسن البعداني نجم نادي شمسان والمنتخبات السابق، الذي استطاع أن يسخّر كل الظروف الصعبة من أجل تحقيق بطولة كبرى بحجم الدوري العام لأندية الدرجة الأولى لكرة القدم للموسم الكروي 2020 -2021م، عندما انقض على منافسيه بحماسة اللاعبين ودهاء القراءة الفنية للمباريات.
ما حقّقه البعداني ونجومه ليس من سبيل الصدف، فالفوز على الوحدة والأهلي صنعاء المرشحين للبطولة بحد ذاته يعكس قدرات المدرب الفنية وقراءته الناجحة للمباريات.
لقد استطاع البعداني ومعه إدارة فحمان أن يصنعوا تاريخًا كرويًا سيظل في ذاكرة التاريخ، وسيكتب اسم النادي في لائحة شرف الاتحاد العام للعبة، والاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وفي ذاكرة كل عشاق الكرة في بلادنا.
استطاع فحمان أن يتجاوز ظروف العيش وصعوبة الحياة، تجاوز نجومه كل شيء، وأكدوا أن أبين مصنع النجوم، وتفريخ المواهب.
بتحقيق انجاز الدوري، حُقّ لأبناء فحمان وإدارة النادي وجمهوره وأبناء أبين كافة، أن يفخروا ويفاخروا بما تحقّق، وحُقّ للبعداني أن يرفع الرأس عاليًا نظير جهده، في تسخير قدرات اللاعبين، وبت فيهم روح العزيمة والحماس، وتوظيفهم جيّدًا داخل الملعب، وحُسن قراءته المباراة، والتهيأة الصحيحة لمباريات المربع، كما يحقّ للاعبين أن يفاخروا فما تحقّق من انجاز ليس بالسهل، لكنه ليس بالصعب أيضًا على ذئاب أبين.
بقي أن نقرأ أن لدينا كفاءات تدريبية وطنية تستحق الاهتمام، فهذا محمد حسن البعداني يُحرز بطولة الدوري وفق عطاء واضح للجميع، وقبله الكابتن أنور عاشور سعدان يُحرز بطولة الدوري التنشيطي بإسم نادي شعب حضرموت، وهكذا الحال بالنسبة للمواهب الكروية من لاعبين مغمورين وحكام وإداريين وإعلاميين، جميعهم يستحقون الثناء بعطاءاتهم ومواكبة الحدث والبروز، ويستحقون التقدير والاهتمام في قادم الأيام.
نبارك نجاح الدوري، وحصول وحدة صنعاء النادي الكبير على الوصافة والميداليات الفضية، والتعثر ليس نهاية الكون، بل البداية لمعالجة الأمور بعد فترة التوقّف، والتهاني للكبيرين أهلي صنعاء المركز الثالث والميداليات البرونزية، والصقر احراز المركز الرابع، ولجميع المكرمين من لاعبين وأندية، ولكل من أسهم في انجاح الدوري بعد التوقّف .. ولذئاب فحمان نقول : كلُ أبين صانعة المجد، ومصنع المواهب.
اضف تعليقك على الخبر