ارسال بالايميل :
3449
طوكيو - متابعات "يمن اتحادي"
منذ سنوات طويلة أضحى اسم اليابان مرادفا للإبداع والابتكار، وقد حافظت على سمعتها البراقة عبر لمسة عبقرية بميداليات أولمبياد طوكيو 2020.
ففي أبريل/ نيسان من عام 2017، أي بعد نحو 4 سنوات من فوزها بحق تنظيم الأولمبياد، أطلقت اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو دعوة لجموع اليابانيين من أجل التبرع بنفاياتهم الإلكترونية.
وطلبت آنذاك من مواطنيها التبرع بأجهزة الهواتف المحمولة القديمة والحواسيب المحمولة لخدمة الأولمبياد، حيث ضربت عصفورين بحجر واحد، التخلص الآمن من النفايات الإلكترونية المهملة وتوفير الميداليات للعرس الرياضي الأضخم في العالم.
وعبر إعادة تدوير تلك الأجهزة واستخراج ما تحتويه من معادن ثمينة، تمكنت اليابان من صنع ميداليات دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها.
وبالفعل، تم التبرع بنحو 6.21 مليون هاتف محمول قديم من قبل متاجر الإلكترونيات اليابانية والمدارس وعامة الناس الذين وضعوا سلعهم في صناديق تبرعات صفراء في مكاتب البريد وفي زوايا الشوارع.
وإثر إعادة تدويرها، حصل المنظمون على عشرات الكيلوجرامات من الذهب ومئات الكيلوجرامات من الفضة وآلاف الكيلوجرامات من البرونز.
ووفق وكالة الأنباء الفرنسية، صُنعت 4 آلاف ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية في دورة ألعاب طوكيو بالكامل من المعادن المعاد تدويرها المستخرجة من ما يقرب من 79 ألف طن من الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية المستخدمة بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة الألعاب والكاميرات الرقمية.
ومعظم النفايات لا تجد طريقها إلى مراكز التجميع سواء في اليابان أو غيرها، ويقدر تقرير للأمم المتحدة أن 20% فقط منها يجري تدويره، والباقي إما يلقى في المكبات العامة أو ينقل من بلدان متقدمة لبلدان أفقر ليعاد استخدامه، أو يوارى التراب خلف أدراج مغلقة.
وناهيك عما يمثله ذلك الوضع من حُمق بيئي؛ فالمواد السامة داخل الإلكترونيات تلوث التربة والماء ما لم تعالج بشكل صحيح، وهذا أيضا إهدار لمعين ضخم لبلدان تفتقر إلى خامات طبيعية.
ويقول روديغر كير، خبير النفايات الإلكترونية بجامعة الأمم المتحدة والمشارك في تقرير الأمم المتحدة، إن اليابان من تلك البلدان "التي تفتقر للموارد الطبيعية وليس أمامها سبيل آخر للاستفادة من الموارد القيمة والنادرة غير استخلاصها من النفايات".
اضف تعليقك على الخبر