ارسال بالايميل :
1243
قراءة للكاتب : ناصر حربي*
انها حرب أموال ومصالح لعبة الجماهير وتمرد الأغنياء..!، و إن شئنا فلنقل انها محاولة تأسيس ( فيتو ) لأندية أوربا الكبيرة، وتلك خلاصة ما يجري بين الأندية الأوربية مجموعة آل 12 " السوبر " والاتحاد الأوربي اليويفا UEFA في حضرة هذه الحرب الكروية
الأوربية العالمية، التي اشتعل فتيلها مؤخرا في زمن كورونا وتداعياتها، بتمرد الأندية السوبر أو انقلابها على اليويفا، وإعلانها تأسيس بطولة دوري سوبر أوربا بتمويل من بنك جي بي مورجان الأمريكي الذي قيل انه سيقدم ( قروضا ) بحوالي 6 مليارات دولار للأندية ال 12.
وفي مقاربة سفسطائية، يبدو الأمر أشبه بما حدث من الدول الكبيرة العظمى الخمس المنتصرة في الحرب العالمية الثانية - مع الفارق بالطبع -، عندما فرضت تأسيس " الفيتو " في الأمم المتحدة ومجلس الأمن إياه من خمس دول فقط - أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا - بالإضافة للقوة الاشتراكية حينذاك الصين - حليفة الاتحاد السوفيتي " روسيا "، دونا عن بقية دول العالم حتى الصناعية الكبيرة منها، ولاحظوا غياب القوى العظمى - المانيا واليابان - الخاسرة في الحرب مذاك الحدث حتى الساعة، تماما كما يحدث حاليا من غياب لبعض الأندية الأوربية الكبيرة - بايرن واياكس والبياسجي - و...!
- الأمر ببساطة ان الأندية الكبيرة ال 12 وفي مقدمتها الريال والبرشا واليونايتد وليفربول ويوفنتوس وارسلان وميلان والانتر ..تحديدا، والبقية اياهم معهم، وموقفها هو الأقوى، تؤسس ل فيتو كروي في - مجلس أمن كرة القدم - الذي تنشده، كمقدمة للتمرد على كل الأطر الرسمية المسؤولة عن كرة القدم في العالم وفي مقدمتها ال فيفا FIFA، مهما بدأ الأمر في ظاهره، انه حق لهذه الأندية في البحث عن مصالحها و أموالها التي تدّعي ان اليويفا والفيفا يسيطران عليها ويمنحاهم الفتات منها - وذلك للأسف صحيحا - وعلى الجميع اللجوء لحلول وسط، و ذلك قد يحدث - على طريقة ( أسرقونا ) لكن بنظام -، وبالطبع كل ذلك يجري في ظل تأثر الجميع - ماليا - خصوصا الأندية الأوربية الكبيرة بتداعيات جائحة كورونا، وهو ما يفرض على رموز كرة القدم العالمية من أندية واتحادات التفاوض للوصول الى حلول.
- أما الحديث عن تأسيس بطولة خاصة - السوبر ليغ - فهو ان بدأ انه بحث عن متعة التنافسية العالية المستوى بين الكبار كما يعتقد كُثر، ف أصله وفصله هو الاستقواء بال ( فيتو ) فيتو أندية أوربا العظمى، والهدف جني المزيد من المليارات، بل ان شئنا فلنقل انه مشروع قتل لمتعة التنافس في لعبة الجماهير كرة القدم بين الجميع - كبار ونص نص وصغار - وهذه هي روح التنافسية التي نعرفها، ويعرفها الأنس والجن من عشاق الساحرة المنفوخة المدورة ....
وسأقول لكم كيف؟ أنهم يقولون ما لا يفعلون، يريدون تفصيل بطولة للكبار على مزاجهم، بدعم من لوبي مالي امريكي - بنك مورجان - أو حتى أوربي، والمبرر هو حقهم في جني الأرباح الطائلة لأنهم يملكون أكثر ويدفعون وينفقون أكثر ، مع بطولة مخصصة للكبار إياهم - وحد زعمهم ضم بعض الأندية المتأهلة الأخرى - وفقا لاعلان نظام البطولة -، وإذا حُصرت وانحصرت البطولات الكبرى بهكذا طريقة - للكبار فقط -، فأين تذهب الأندية الأخرى ولاعبوها، ليس في أوربا فحسب، بل على مستوى العالم - أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا وغيرها، فالأمر ستنعكس تداعياته على الجميع، والشرح هنا يطول ويتوسع..
وخلاصة حقيقة ما سبق: المساواة في التنافس، وليس في الحقوق، ذلك ان للأندية الكبيرة واجبات ولها حقوق وعائدات تساوي قيمتها، وهو ما يجب ان يكون رغم أنف هذه الأندية و اليويفا وفيفا.
- أنه انقلاب الأغنياء أصحاب النفوذ وهذا التوصيف الصحيح، أما ما يقول عنه البعض " ثورة "، فإذا سلمنا بأنها كذلك، فهي ثورة الأغنياء في عالم لعبة الجماهير المُخطط لها منذ أمد، وكيف لعمري وعمركم يثور الأغنياء ..كيف ؟! ..إلَّا لانهم يريدون السيطرة والتمدد..، وكذلك هي ثورة أغنياء أندية أوربا الذين يريدون السيطرة بحجة مقاومة إمبراطورية سيطرة يويفا وفيفا، والسؤال الكبييير هل نترقب ثورة الفقراء أيضا في الأمد القريب..؟!
- أيها السادة الأغنياء المتخمون بالنجوم والأموال والانجازات، ان كرة القدم ليست فقط - براند - و - ماركة - لأسماء كبيرة رائجة، بل هي تنافس ومتعة تفرض على الكبار مواجهة منافسيهم الصغار لإثبات قوتهم، وتستدعي من الجميع - كبار وصغار - ان يتنافسون في الميادين على قاعدة الأفضل يكسب، وليس الأغنى يغلب .. وعلامة تعجب كبييرة آخر السطر.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك
اضف تعليقك على الخبر