ارسال بالايميل :
2397
يمن اتحادي - متابعات *
الحديث عن الوضع المأساوي الذي أصبحت العاصمة المغلوبة على أمرها “عدن” تعايشه مع مطلع كل يوم جديد لم يعد خافياً على أحد، في ظل انحدار مخيف وبسرعة جنونية نحو المجهول، ووسط حالة سخط شعبية وشعور متعاظم بالأسى على المدينة وحالها المتردي، والحسرة على أيام خلت وسنوات مضت كان قطاع الطاقة فيها يعيش أزهى فتراته في ظل تواجد شركات وطنية رائدة على الأرض، كشركة “عرب جلف” التابعة لرجل الأعمال اليمني الكبير- رئيس الائتلاف الوطني الجنوبي الشيخ أحمد صالح العيسي.
ومنذ 15 يوماً تعيش العاصمة المؤقتة لليمن بكل مدنها ومديرياتها ظلاماً حالكاً وليلاً شديد السواد بعد خروج جميع محطات التيار الكهربائي عن الخدمة بسبب نفاد الوقود عنها بشكل كامل.
وما يزيد الطين بلة – بحسب مراقبين – أن القائمين على عدن حالياً وعلى رأسهم رئيس وزراء الحكومة الشرعية معين عبدالملك وقيادة مجلس الإنفصال الإنتقالي، غائبون تماماً عن مشهد المعاناة اليومية للمواطنين، إذ لم يطرح الطرفان أية مبادرات أو حلول لإنهاء الأزمة وانتشال عدن من ليلها الطويل.
ويخوض أبناء عدن معركتهم وحيدين ضد من يصفونهم بـ “خفافيش الظلام” حيث تتواصل الاحتجاجات الشعبية المنددة بفشل رئيس الحكومة ومرتزقة أبوظبي في إنهاء أزمة الكهرباء.
ونقل سياسيون وناشطون أصداء الأزمة في عدن، حيث قال القيادي البارز في المقاومة الجنوبية عادل الحسني: ” عدن تعيش في ظلام دامس.. مليشيات الإمارات حاربت شركات الشيخ العيسي فقط لأن العيسي لا ينتمي لمشروع القرية.. لكم الله يا أهل عدن من هؤلاء الربحان”.
*صوم وإفطار في الظلام*
ويسرد أحد المواطنين تفاصيل الوضع المتأزم في عدن لعدن نيوز قائلاً: “في السابق كنا نعاني من انقطاع متكرر للكهرباء، أما اليوم فنحن نعيش بالأيام دون كهرباء.. نصبح على الظلام ونمسي عليه.. نتسحر في الظلام ونصوم في الظلام ونفطر في الظلام”.
ويقول الصحفي أحمد ماهر تعليقاً على أزمة الكهرباء بعدن: ما تعيشه عدن هو أسوء فترة بتاريخها. حتى ايام الحرب كانت الكهرباء تعمل لساعات والان طول اليوم منقطع التيار. يصوم ويفطر أبناء عدن في ظلام دامس.
وأضاف: إلى من نشتكي ما يحدث معنا؟ ومن ينصف أبناء عدن؟ من يصدق أن عدن عاصمة اليمن الكهرباء منقطع عنها ليوم كامل ولم تستطيع الجهات المختصة توفير مادة الديزل!
*أيام العيسي المزهرة*
وبالمقارنة مع الوضع المعاش في عدن حالياً يستذكر مواطنو المدينة سنوات خلت كانت فيها الحياة تضج في كل زاوية في المدينة، في ظل قيادة الشيخ العيسي قطاع الطاقة، وتكفله بمهمة استيراد المشتقات النفطية من الخارج وتوفيرها للدولة والمواطنين.
ويسرد الصحفي ياسر الحنشي مقارنة مثيرة للوضع في عدن في عهد العيسي وفي عهد معين وزمرة الإنفصال الممولة إماراتياً، فيقول: حاربوا الشيخ العيسي لا لشيء إلا لأن نجاحه فضح فشلهم وعراهم أمام الجميع. ولكم أن تتخيلوا أنه في عهد العيسي لم تعرف عدن أزمات حادة في الكهرباء مطلقاً وكانت السفن المحملة بالديزل والبترول تتوالى على ميناء عدن واحدة تلو الأخرى.
وأضاف: عدن تحن بكل حافاتها (حاراتها) وأزقتها إلى العيسي وإلى تلك الأيام الخوالي.. هرمنا من وعود السراب والأوهام التي يسوقها معين وشلته كل أسبوع ولم يعد في القلب متسع لأي صبر تجاه الشرذمة التي تسير بعدن نحو الهاوية.
*حرب ضد العيسي وضد عدن*
ويقول خبراء إن ما يحدث في عدن نتاج حرب سياسية بامتياز ضد المشروع الوطني في عدن، والذي يمثل تهديداً كبيراً لسيطرة الإمارات على المدينة.
وفي هذا السياق قال الصحفي هاشم عقبات: ما يحدث في عدن جريمة خيانة عظمى بكل المقاييس ولابد من محاسبة كل الضالعين في الجريمة وعلى رأسهم معين عبدالملك.
ويضيف: بلغة الرياضيات وبلغة المنطق لو أردنا المقارنة بين ما كان يقدمه العيسي سابقاً في قطاع الطاقة وما يحدث حالياً فسنكتشف المصيبة التي وقعنا فيها.. العيسي كان يوفر الوقود والديزل وبأرخص سعر عالمي ويخفض هامش الربح إلى أدنى مستوى على الرغم من كونه قادراً على التحكم بسعر السوق. تخيلوا أن فارق السعر بين شركات العيسي والشركات الأخرى التي يتعامل معها معين يصل إلى 40 و 50 دولار للطن الواحد.
ويضيف: ليس هذا فحسب.. العيسي كان يبيع للحكومة الشرعية بالريال اليمني بسبب أزمة النقد الأجنبي.. العيسي كان يبيع للحكومة النفط بالآجل في حال عجزت عن دفع فاتورة الوقود، واسألوا معين كم قيمة الديون التي في عاتق الدولة للعيسي، لكن شرذمة الظلام وخفافيش العتمة التي تسيطر على المدينة استغلت نفوذها وبسطت سيطرتها وبلغ بها السوء أنها وصلت للمتاجرة بأهم شريان للحياة بالنسبة لمواطني عدن “الطاقة”.
ويتوافق كلام عقبات مع كلام الحنشي حيث كتب مقالاً صارخاً جاء في فقرة منه: خرج معين أمام الناس مدعياً أنه يحارب كسر الاحتكار في قطاع الوقود وأعلن توقيع عقد مع شركة مجهولة تطلق على نفسها اسم “تنهالة”.. وجه أمراً مباشراً للشراء منها وبسعر 690 دولار للطن في حين كان يشتري نفس الكمية من العيسي بـ 630 دولاراً، أي بفارق 60 دولار للطن الواحد.
ويضيف: لا تستغربوا ولا تستعجبوا.. كل ما في الأمر أن الشركة المذكورة هي شركة عمته شفيقة والرجل في الأصل يقود لوبي فساد هائل في عدن. وزيما يقولوا أهل عدن: حاميها حراميها.
*في الليلة الظلماء يفتقد “العيسي”*
ورصد عدن نيوز تغريدات لأهالي عدن المطالبة بعودة نشاط شركات العيسي لإنعاش المدينة وإنقاذ قطاع الطاقة، بعد أن وصلت المعاناة حداً لا يحتمل.
وفي هذا الصدد تقول ناشطة من عدن: أين قيادات وإعلام الانتقالي الذين ازعجونا شكاء وبكاء ليلا ونهاراً من أحمد العيسي الذي كان يتكفل بتوريد المشتقات النفطية للدولة سابقاً أين هم اليوم من التجار الجدد الذين في عهدهم ارتفعت أسعار المشتقات النفطية وانعدام تام لديزل كهرباء عدن تسبب في انقطاعات متكرره وظلام تام بعدن.
وأضاف ناشط آخر: نستاهل اكثر من كذا … صدقناهم لما قالو لنا العيسي سارق العيسي اخواني وجلسنا نتفرج عليهم وهم يطردوا الحكومة ويعلنوا النفير عليها وقلنا عادي الامارات بترجع عدن احسن من دبي . قتلو العلماء والمشايخ ونحن نتفرج واحيان كنا نحتفل ونجلس نضحك.
وقال الصحفي نسيم البعيثي: سلام الله على الشيخ احمد العيسي كان ينقذ كهرباء عدن في لحظات .. الآن عدن 24 ساعة الكهرباء طافيه ،يحدثني صديق عزيز من المصافي قال كانت شركات العيسي تضخ للكهرباء آجل دون طلب الاستحقاق مباشره الأهم انهم كانوا يبادروا ويحسوا في معاناة ابناء عدن ، هذه حقائق من الشارع وننقلها لكم .
ويقول مراقبون: أثبتت الأيام صدق نبوءة الشيخ العيسي قبل أعوام حين قال: هم فاشلون ولو خرجت من عدن فإنهم سيجعلون المدينة تغرق في الظلام إلى الأبد.. وقد كان.
*عدن نيوز
اضف تعليقك على الخبر