ارسال بالايميل :
7254
نشرت وكالة أنباء "أسوشيتدبرس" تقريرا قالت فيه إن الولايات المتحدة وعدت معتقلين سابقين في سجن غوانتانامو بأنهم سيرحلون إلى بلد مسلم حيث سيدخلون عملية إعادة تأهيل للمجتمع تفتح من خلاله أمامهم فرص الزواج والعمل والحصول على المال.
ويلفت التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن المعتقلين الـ 18 الذين اعتقلتهم القوات الأمريكية في باكستان وأفغانستان، أرسلوا إلى الإمارات حيث ظلوا في سجونها منذ خمسة أعوام وقررت أبو ظبي إرسالهم إلى محطتهم الأخيرة وهي اليمن.
ونقلت الوكالة عن عائلات المعتقلين ومحاميهم (وكلهم يمنيون إلا روسيا واحدا)، قولهم إن المعتقلين الذين أفرج عنهم تعرضوا للتعذيب.
وفي مكالمات قصيرة من مواقع مختلفة في الإمارات بما فيها السجون المعروفة بممارسة التعذيب همس المعتقلون لأهاليهم بأن الوضع في المعتقلات الإماراتية أسوأ من سجن غوانتانامو الذي تمنوا لو أنهم عادوا إليه.
ولفت التقرير إلى أن هناك خططا الآن لإرسالهم إلى اليمن حيث تخشى عائلاتهم من معاملة أسوأ من التي تعرضوا إليها في معتقلات الإمارات.
وأكد مسؤول يمني بارز بأن الخطط تعتمد على الترتيبات الأمنية، ملمحا إلى أن مسؤولا في الخارجية الأمريكية قال بأن إدارة الرئيس ترامب على دراية بالأمر.
ولم ترد الإمارات على أسئلة الوكالة، في حين وصف خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن ترحيل المعتقلين إلى اليمن هو بمثابة "عودة قسرية" وحذروا من أنها انتهاك للقانون الدولي.
وقال التقرير إن التعذيب والحجز التعسفي منتشر بكثرة في شبكة من السجون الرسمية التي تديرها الفصائل المسيطرة على أجزاء مختلفة من البلاد والموالية لأبو ظبي،
وقالت عائلة معتقل اسمه سالم: "نخشى من قتلهم أو احتجازهم في الوقت الذي تطأ فيه أقدامهم اليمن".
وتلفت الوكالة إلى أن الاحتجاز الطويل لهؤلاء الأشخاص الذين أفرج عنهم من غوانتانامو يخرق الوعود التي قطعها الأمريكيون عندما أرسلوا المعتقلين إلى الإمارات في الفترة ما بين 2015- 2017.
وضغط الرئيس باراك أوباما من أجل اقفال معتقل غوانتانامو لكنه واجه معارضة من الكونغرس. وكانت خطته تقوم على محاكمة بعض المعتقلين واستمرار احتجاز البقية بدون توجيه اتهامات خلال عملية مراجعة حالاتهم.
ويتم بعد ذلك ترحيل السجناء الذين لم يعودوا خطرا إلى بلدانهم أو دولة ثالثة، لكن ترامب كانت لديه خطة أخرى وأعلن قبل توليه الرئاسة في تغريدة له "لا إفراجات جديدة من غوانتانامو".
وألغت إدارته معظم الهيئة الموكلة بعملية إغلاق معتقل غوانتانامو والتي كانت تشرف على عملية نقل المعتقلين ومتابعة شؤون الذين تمت إعادة توطينهم في أماكن أخرى.
ولم يتم الكشف عن الشروط التي اتفقت عليها الولايات المتحدة مع الإمارات ودول أخرى، لكن إيان موس، الموظف السابق في الخارجية والمبعوث الخاص الموكل بمعتقلي غوانتانامو أكد قائلا: "أردنا أن يحصل هؤلاء الأفراد بعد الإفراج عنهم على بداية جديدة في الحياة ولم يكن الاعتقال جزءا من الصفقة".
وفي ظل إدارة ترامب تم ترحيل معتقل سعودي إلى بلده ليكمل مدة حكمه بعدما وافق على الاعتراف بذنبه مقابل حكم مخفف.
وفي ظل إدارة أوباما تم ترحيل 197 شخصا إلى دول أخرى، ورحلت إدارة جورج دبليو بوش 500 من المعتقلين، ولم يبق في القاعدة الأمريكية غوانتانامو إلا 40 معتقلا لم توجه إليهم اتهامات وثلثهم من اليمنيين.
وقالت كيتي تايلور، نائبة مدير منظمة "ريبريف" التي تتابع قضايا السجناء في الخارج وتنسق برنامج "لايف أفتر غوانتانامو" (الحياة بعد غوانتانامو) إن الوضع الذي يواجهه الرجال الذين نقلوا إلى الإمارات هو من بين الأسوأ.
ولا يعرف عدد المرحلين من غوانتانامو إلى الإمارات، 18 أو 17 لأن واحدا منهم ترك السجن بسبب تعقيدات صحية.
وتدافع المحامية باتريشا برونتي عن واحد من المعتقلين، وتذكرت كيف أخبرها المسؤولون في وزارة الخارجية والمعتقلين أنهم سيحتجزون لمدة 12 شهرا في مركز تأهيل وبعد ذلك سيسمح لهم بالعودة إلى عائلاتهم في الإمارات، لكن ومنذ البداية لم يتم الوفاء بالتعهدات التي قدمت لها.
ولم يسمح لها بالتواصل مع موكلها منذ وصوله إلى الإمارات عام 2016، وقالت عائلات المعتقلين إن اتصالاتهم مع أبنائهم لم تكن منتظمة ومثيرة للقلق.
وأخبر عبده، 41 عاما شقيقه أنه قضى 70 يوما في الحجز الإنفرادي وكان معصب العينين ومقيدا في اليدين والقدمين ولم يجد حال وصوله أي إعادة تأهيل أو دروس عن التشدد. وأخبر شقيقه أحمد وكالة الأنباء أن شقيقه عبده وغيره من المعتقلين نقلوا إلى سجن "قذر ومعتم" وظلوا فيه لمدة 16 شهرا.
ونقل عنه أحمد قوله: "كان الوضع رهيبا هناك"، ومن ثم نقل إلى معتقل الرزين، الذي يبعد 200 كيلومتر عن دبي.
ووثقت منظمات حقوق الإنسان تعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان في هذا السجن، وفي ربيع 2019 أعيد عبده إلى سجن قذر حيث لا يزال فيه.
ونقل أحمد عن شقيقه قوله: "هذا ما أتوقعه، وأتمنى العودة إلى غوانتانامو فهنا أسوأ بألف مرة"، قبل أن تقطع المكالمة.
وكان ريفال مينغازوف، راقص الباليه والجندي السابق، الروسي الوحيد الذي بقي في غوانتانامو حيث أرسل إلى الإمارات، واتهم بالقتال إلى جانب طالبان.
ويشير ملفه في البنتاغون إلى شبهة علاقته بالحركة الإسلامية في أوزبكستان ذات العلاقة مع القاعدة.
وقال نجله يوسف إن والده اشتكى من الإهانة وحرمه السجانون من الطعام والدواء، وقالت والدته زوريا فالولينا إن ابنها يتمنى العودة إلى غوانتانامو "هناك أحسن".
وقالت عائلة عبد الرب، 44 عاما إن ابنها اختفى لمدة 3 أعوام بعد مكالمتين اشتكى فيهما من الظروف السيئة وقال بعصبية: "أتعرض للضغط، غوانتانامو أحسن بمليار مرة".
وقطعت المكالمة ولم يتصل بعد ذلك، ولا تعرف عائلته مكان اعتقاله، وبحسب السجلات فقد أخبر عبد الرب المحققين أنه عمل صباغ بيوت في اليمن قبل مغادرته إلى أفغانستان في عام 2000 لدراسة وتدريس القرآن.
واعتقل في حملة الإعتقالات لمن اشبته بعلاقتهم مع القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن ونقل إلى غوانتانامو في 2002.
وفي حزيران/يونيو اتصل رجل تظاهر بأنه عبد الرب "لم يكن صوته، ولم يكن يشبهه" كما قال شقيقه.
اضف تعليقك على الخبر