ارسال بالايميل :
516
خاص
نظم مركز المنبر اليمني للدراسات والإعلام مساء الأربعاء 1 يوليو 202م، ندوة افتراضية عبر برنامج (زووم)، قدمت فيها أربع أوراق عمل، تحدثت عن مخاطر التجريف الحوثي للهوية اليمنية، وحذرت من آثار وعواقب التمادي الحوثي في تجريف الهوية، وعددت الوسائل الحوثية في تنفيذ أجندته المعادية لهوية اليمن وتاريخه.
تطرقت الورقة الأولى بعنوان "تجريف الحوثيين للهوية اليمنية ..المخاطر والآثار" والتي قدمها الدكتور كمال القطوي الباحث في الفكر الإسلامي إلى مخاطر التجريف الحوثي على الهوية اليمنية الإسلامية والتي من أبرزها إحياء العنصريات السلالية، مبيناً أن التجريف الحوثي للهوية سيؤدي إلى توهين حالة التدين في المجتمع اليمني، وتحريف العقيدة الإسلامية، وطمس وتشويه التاريخ اليمني، وحذر القطوي من مغبة ترك الحوثي يعبث في اليمن.
واستعرض القطوي أبرز مظاهر التلاعب الحوثي بالهوية، ومن بينها ابتعاث الطلبة للدراسة في إيران، وترجمة الكتب الإيرانية إلى اللغة العربية، وتصوير النظام الإيراني على أنه حامي حمى القدس وحامل راية المواجهة.
وأكد أن اليمن التحمت مع المشروع العربي لمواجهة المد الصفوي الخميني منذ أطل بقرنه في ثمانينات القرن المنصرم، حتى جاءت الحركة الحوثية لتأخذ اليمن إلى المدار الفارسي، حيث لم يأت توجيه السلاح (الحوثي) تجاه الأشقاء من فراغ، بل جاء نتيجة طبيعة لحالة تعبئة متراكمة منذ زمن بعيد، يرهن المصير اليمني لدى نخبة فارس، ويتنكر لمحيطه العربي.
وتحدثت الورقة الثانية عن الامتداد الحوثي للهوية الخمينية الإيرانية، قدمها الباحث في المذاهب والفرق الإسلامية الشيخ خالد الوصابي، مؤكداً أن الحوثيين تربطهم بإيران الفارسية علاقات وطيدة في المجالات المختلفة، موضحاً جانباً من تلك العلاقات التي وصفها بالعلاقات الدينية والثقافية. واستعرض الكثير من الدلائل والمشاهدات على العلاقات والارتباطات السياسية والثقافية والإعلامية، علاوة على الدعم العسكري والاقتصادي الذي تتلقاه ميليشيا الحوثي من إيران.
من جهته أشار الدكتور عبدالله بن غالب الحميري نائب رئيس حزب السلم والتنمية في ورقته بعنوان "أساليب الحوثيين في تجريف الهوية اليمنية" إلى الأساليب والوسائل المشتركة للمشروع الخميني الإيراني والتي تقوم على صور مختلفة.
ووصف الدكتور الحميري الأساليب الحوثية الإيرانية بأنها تنتهج العنف بكل صوره وأنواعه، من احتلال الأرض إلى التدمير وخراب العمران، موضحاً أن القتل والسجن والتهجير القسري، والاستحواذ على كل ما في يد الغير من: مساجد ومنابر ووسائل تعليم وتأثير وتوجيه وممتلكات وسائل حوثية إيرانية، ومن وسائلهم بحسب ورقة الدكتور الحميري بث الشبهات العقدية، والطعن في مسلمات الدين، بدءًا بالصحابة ثم بمصادر السنة، ثم تحريف القرآن وتأويله حسب أهوائهم.
وذكر الحميري جانباً من حرص الحوثيين على تغيير كل مظاهر هوية المجتمع، ومنها عملهم على الفرز الطائفي والتمييز بين الناس، سادة وعبيد، وتغيير المسميات والمصطلحات الثقافية والتاريخية، وغرس مناهج وثقافة بديلة يسمونها: الثقافة القرآنية، وتزييف الحقائق التاريخية، وتشويه تأريخ الأمة.
وحذر الدكتور الحميري من البرامج الحوثية اليومية، وإقامتهم دورات الغسيل الفكري الإجبارية في كل القطاعات الحكومية، والتركيز على فئة الشباب بالدرجة الأولى؛ لإيجاد حاضنة وقاعدة مجتمعية للمشروع، والسعي الحيث إلى صياغة مناهج جديدة لكل الفئات العمرية والمراحل الدراسية.
وشدد الحميري على الدور الدعوي والإصلاحي القادم الذي ينتظر العلماء والدعاة، مؤكداً أن دورهم لن يكون سهلًا في اقتلاع هذه الآثار المدمرة التي هي أشد ضررًا وأعظم أثرًا من كل وسائل التدمير التي قام بها الحوثي في الشعب اليمني.
. وشكر الحميري في ختام حديثه كل الثابتين في مساجدهم ومراكزهم وخنادقهم ضد الفكر الطائفي والمد الحوثي الفارسي، على الرغم من كل ما يعانونه من خوف وجوع ومرض وتضييق.
وفي كلمته عن "سبل مواجهة تجريف الحوثيين للهوية اليمنية" تطرق الشيخ محمد عيضة شبيبة وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد للوسائل والحلول التي يرى أنها مجدية في مواجهة خطر التجريف الحوثي للهوية اليمنية، داعياً الحكومة عبر وزاراتها المعنية تبني تنفيذ الحلول المقترحة، ومنها أن تقوم وزارة التربية والتعليم بتشكيل لجنة معنية لمواجهة تطييف التعليم وتجريف الهوية اليمنية، كما اقترح الشيخ شبيبة تشكيل لجنة مشتركة بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الإعلام مهمتها تنفيذ أنشطة إعلامية واسعة ودائمة، وكذلك استحداث إدارات عامة جديدة تعمل على سحب خدمة التوثيق من السيطرة الحوثية خاصة التعميد للخارج.
وطالب الشيخ شبيبة بإلزام المنظمات الدولية المرتبطة بالتعليم بالعمل عبر التنسيق مع الحكومة المعترف بها دولياً، إضافة إلى متابعة أنشطة الحوثيين في الحقل التعليمي وكشفها في وسائل الإعلام لتعرية أهدافها أمام اليمنيين.
حضر الندوة جمع من العلماء والدعاة والأكاديميين والإعلاميين والناشطين والمثقفين.
اضف تعليقك على الخبر