ارسال بالايميل :
5767
يمن اتحادي / أديب العفيف
لم يشفع لتلفزيون عدن أنه من أقدم التلفزيونات العربية في المنطقة، ولم يشفع له أيضاً دوره البارز خلال الحرب وصموده في وجه مليشيات الحوثي وصالح رغم الإمكانيات الشحيحة، ولم تشفع له الانتصارات التي حققتها المقاومة الجنوبية في الجنوب، وما تلاها من عمل أسفر عن عودة الاستقرار إلى العاصمة عدن.
وبات تلفزيون عدن ذات التاريخ والدور النضالي البارز، والذي ساهم بشكل أساسي في بناء الدولة ما بعد مرحلة التحرر من الاستعمار البريطاني، بات اليوم مغلق الأبواب، وموظفوه في منازلهم بدون رواتب ويعانون الأمرين، حرمانهم من العمل ومن الراتب .
لا يعي موظفو التلفزيون ولا المواطن في عدن : لماذا لا يتم إعادة افتتاح تلفزيون عدن وبدء البث من مقره الرئيسي في مدينة التواهي لا سيما بعد أن استقرت الأوضاع، وباتت عدن آمنة وفي ظل وجود قنوات ومراكز إعلامية مستقلة تمارس نشاطها من عدن بكل حرية؟!.
تلفزيون عدن مازال مقره مهجوراً، بانتظار قرار من قيادة الدولة، يعيد له مكانته ولا سيما وأن عدن تمر بمرحلة تحول تاريخية وتحتاج إلى إعلام رسمي يواكب ذلك التحول .
حرب 2015م
حين سقطت العاصمة اليمنية صنعاء بيد جماعة الحوثي والمخلوع صالح وسيطرت هذه الجماعات على كل الوسائل الإعلامية الرسمية للدولة في كل المحافظات التي سيطروا عليها بما فيها قناة اليمن والصحف الرسمية ووكالة سبأ ، وحين انتقلت الشرعية إلى عدن وإعلانها عاصمة مؤقتة للبلاد لم يكن أمام هذه الشرعية سوى قناة عدن الفضائية لسان حالها الوحيد الذي تواجه به تلك الجماعات الإنقلابية ، ومع اقتراب هذه الجماعات من عدن وسيطرتها على بعض مديريات العاصمة المؤقتة عدن ومغادرة الشرعية إلى الرياض ظلت قناة عدن صامدة بصمود مجموعة من الأبطال المرابطين فيها من تركوا بيوتهم وجعلوا من القناة بيتهم الثاني حين أرادوا أن تظل عدن شامخة بأبطالها ومقاوميها وأن يظل إعلامها شامخاً ليجسد صمود الأبطال في مختلف الميادين برغم قلة الزاد والعتاد .
أحد هؤلاء الأبطال المحرر "ماجد القفاز" يقول : " رغم القصف والحصار الذي فرض على مدينة التواهي لأشهر بقينا نعمل في القناة دونما خوف إيماناً منا بأهمية الرسالة التي نقدمها جنباً إلى جنب مع إخواننا في الجبهات ، وكنا لا نريد للقناة أن تنكسر بل تظل كجبل شمسان وبمسميات عديدة (عدن تنتصر – عدن الباسلة والصمود – عدن اليوم ) وبهذه الهمة استطعنا أن نصمد حتى سقوط مدينة التواهي .."
إهمال متعمد لطاقم القناة الذين عملوا خلال الحرب
وبعد الأيام العصيبة التي عاشها هؤلاء العاملين في قناة عدن أثناء الحرب ، والذين كانوا لا يتعدون عدد أصابع اليد برفقة المشرف آنذاك الأستاذ "حيدرة القاضي" المكلف من الرئاسة محملينه عدداً من الوعود لهؤلاء المقاومين في المجال الإعلامي .انتهت الحرب وأخذت معها تلك الوعود العرقوبية من قبل الحكومة التي تناست قناة عدن والعاملين فيها!.
وبهذا الصدد يقول المنفذ وفني الكمبيوتر "ماجد الوالي" : " بعد أن نزح الناس وقلّ فريق العمل ، كان الفرد منا يعمل أعمالاً كثيرةً هو المهندس وهو المصور وهو المنفذ والمخرج! .كلٌ يعمل من أجل الانتصار رغم قلة الزاد ، ففي بعض الأيام كنا نتناول وجبة واحدة بعد أن أغلقت المطاعم والمخابز والبقالات ونفاذ المواد الغذائية فيها مع الحصار الذي فرض على مديرية التواهي! ".
أما الشاب المخرج "حمدي المشرقي" قال : " كنا نظل الليل كله في القناة دون نوم برغم اقتراب أصوات المدافع والرصاص ، وكنا نحسب أنفسنا شهداءً عند الله في سبيل مشاركة إخواننا في الجبهات في التصدي للغزاة دفاعاً عن الأرض والعرض ونقل رسائل وأخبار الشرعية لرفع معنويات المقاومة والمواطنين بشكل عام" ، مضيفاً بأسى: " اليوم تناستنا الحكومة وتناست دورنا رغم الوعود الكثيرة ! ،والآن أصبحنا عاطلين عن العمل ورواتبنا التي لا تتجاوز ثمانية عشر ألف ريال تنقطع باستمرار فلم نحصل على تكريم ولا مستحقات من تلك التي وعدونا بها كأن شيئاً لم يمكن!! "
مناشدة للرئيس والحكومة
قناة عدن بكل طاقمها الذين يبلغ عددهم قرابة 700 موظفاً بمن فيهم المتعاقدين والمساهمين الذين أصبحوا عاطلين عن العمل ومشردين في الداخل والخارج ينتظرون من الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة الشرعية تنفيذ الوعود لقناة عدن، واعادة بثها من الداخل، والاهتمام بطاقهما الذين صمدوا أثناء الحرب، وتوظيف المتعاقدين والمساهمين أسوة بإخوانهم في المقاومة ، إضافة إلى إطلاق صراح رواتب المساهمين التي توقفت منذ الحرب حتى الآن.
تقرير / اديب العفيف
اضف تعليقك على الخبر