ارسال بالايميل :
7722
بقلم / فؤاد باضاوي
صوت عانقت آهاته وعنفوانه أمواج بحر المكلا ورددت أصدائه جبالها ، صوت إخترق الوجدان وحلق في سماوات المحبة مزلزلا مجلجلا يحرك في دواخلنا الأشجان ، صوت إترسمت في ملامحه سنين العمر الماضي ، سكنت نسائمه هوانا وهاجرت معه آمالنا وآلامنا ، تسمعه يتسلق سلم الموسيقى تسبح أحلامك للأصالة والود والهجران وماهو من الوقت ماهو زين لكن أهل الوقت ماهم زيان ..
زمان عدى وإنقسم اللي أنقسم ، لاتترك اللي فات في ماضي الزمن .. من ذا الذي لم تحركه نبرات صوته ذات يوم ومن ذا الذي يسمعه ولم يعره إهتمامه ، دخل عالم الفن مبكرا قادم من ديرة أهله ( قرية) فوة قرية الماء والحصون والعيون والزراعة التي عانقت بحر العرب وتغتسل في أطرافه ، حيث تنتصب حصون أجداده الى زمنن قريب قبل أن يحولها الزمن الى أطلال شاهدة في بيت أجداده ( أم القرون)
( عبدالله عوض بابرعوص ) فنان شهدت له المكلا وأهلها وصوته يخترق آذانهم ويسكن قلوبهم دون إستئذان ويتجول في ( مطاريق) حاراتها ، وسلام ع حارة ، حاره إذا مافيك دم تعطيك دم ، هكذا وصفها شاعرها وفارس المدارة الراحل ( سعيد باحريز ) وحل بابرعوص في وسطها وإستوطنها وإستوطنته وسكنت وجدانه وفيها عاش أحلى سنوات عمره كان رفيق المقايل وجلسات السمر ورحلات شبابها وأنسهم وسلاهم ، هذا الصوت الذي تعودت جوارحي على سماعه محلقا منغما لم أعد أفهم من نبراته الا الحسرة والحزن والضيم وحيا الله ذاك الزمان ، بكرت غبش وعاد الصباح مابانش ، أدور وأسأل عن بيته في منطقة العشوائي في حي إبن سيناء برفقة أخي على دراجته ذات صباح بعد سؤال صديقه الدكتور / سعيد الشماسي / لأهتدي اليه بعد عنى وأقرع بابه فاذا به أمامي مرحبا ممسكا بيدي يضيفني ويسأل عني وأسأل عن أحواله فرحب بي وتوقفت لغة الكلام في ذاخلي من هول حالته وتقاسيم جسده الذي تكاد أقدامه تفشل على حمله. ، وياناس رحمه لقولة ضمانين والحلق يابس وفي الجوف كيرين ، طافت بخاطري لحظاتها الأيام الخوالي التي قضيناها نستمع لصوته وعنفوانه في جلسات وذكريات لم تمحيها تقلبات الزمن وصروفه ، وعدت لك من بعد غيبه ، عدت والشوق زائد لهيبه ، عدت لك والقلب ياما قاسى في بعدك كم من مصيبه ..
عدت الى صديقي وإبن بروم ودكتورها الأنساني العزيز / سعيد الشماسي / فقال لي اليوم سنزوره وظهرا توجهنا الى بيته نتلمس خطانا الى أن وصلنا إليه وجلسنا في حضرته نرقب وجهه ونذكره ويمسك الدكتور / سعيد بيديه فتجهش عيونه بالبكاء فلم أتمالك دموعي فأطل علينا صوت زوجته من وراء الباب يحكي ويروي مآساة قصة عيشه فقالت : هذا الفنان بابرعوص وهذه حالته أمامك لاتحتاج لكلام آخرها جلطة خفيفة أصابته وتجاوزها برحمة الرحمن وأخاف يسقط يوما وأنا وحدي في ليل ظليم ، عبدالله يعاني ويحتاج أحبابه واصحابه قال لها الدكتور سعيد نحن أخوانه تقدري تسافزي معه فقالت نعم قال فليسافر إذا ، لم تنطق شفتي بكلمة غير الدموع أرقب الحسرة والألم في عيون الشيخ / عامر بن مرضاح / رئيس نادي شعب حضرموت وصالح الحامد والصحفي الإنساني / محمد بازهير / لقد كانت زيارتنا ليله من ألف ليلة ساقنا فيها الزمن الى أحد قاماتنا ورموزنا الفنية .
ونبتدي منين الحكاية المآساة والله على زمن مضى. !!
اضف تعليقك على الخبر