ارسال بالايميل :
4667
يمن اتحادي - عدن
أكد لقاء عدن التشاوري الأول الذي عقد اليوم في قاعة الإتحادية بالعاصمة المؤقتة عدن، برعاية وحضور نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس أحمد الميسري، ومحافظ عدن أحمد سالم ربيع، تمسكه بالدولة ورفضه المطلق لأي تشكيلات ميليشاوية خارج نطاق سلطة الدولة.
وشدد اللقاء التشاوري الذي ضم عدداً من المسؤولين وجمعاً كبيراً من الشخصيات السياسية والإجتماعية والثقافية والعسكرية والأمنية وممثلي المجتمع المدني بعدن، على أن كل المشاريع السياسية مطروحة للنقاش وأن من حق المكونات طرح رؤاها السياسية دون إملاء من جهات أجنبية.
ودعا نائب رئيس الوزراء، وزير الداخلية، المهندس أحمد الميسري، إلى ضرورة تصحيح العلاقة بين الحكومة اليمنية ودول التحالف العربي.
وقال الميسري خلال كلمته في لقاء عدن التشاوري الأول، الذي عقد اليوم السبت: إن الشراكة مع دول التحالف العربي جاءت في إطار الحرب ضد الإنقلابيين الحوثيين، ولم تكن شراكة في إدارة المحافظات المحررة.
ولفت الميسري إلى أن اليمن قد تكون دولةً ضعيفة، لكنها مازالت دولة، تمرض لكنها لا تموت، وبإمكانها إدارة المناطق والمحافظات المحررة، مؤكداً تقدير اليمنيين للدور الجليل لدول التحالف الذين جاءوا بدعوةٍ من رئيس الجمهورية للوقوف إلى جانب الشرعية ضد الإنقلابيين، وإنقاذ مؤسسات الدولة من الوقوع في المشروع الفارسي.
وأشار وزير الداخلية إلى أن البرنامج المتفق عليه مع التحالف كان الزحف نحو الشمال لتحرير المناطق من سيطرة الحوثيين، وليس التوجه إلى الشرق، وقال: لهذا يجب أن يستقيم الحال، وأن نقدنا للتحالف هو نقدُ بناء يجب ألا يُفهم إلا في هذا السياق، حتى لا يصطاد البعض في المياه العكره.. مؤكداً حرص الحكومة على العلاقة المتوازنة والطبيعية مع التحالف.
وأكد الميسري أن مدينة عدن تكالبت عليها القوى الإقليمية والدولية نظراً لموقعها الجغرافي، مشيراً إلى أن بعض القوى المحلية ترتهن للخارج وتدخل في صراعات ونزاعات تضر بالمدينة وتهدد السلام فيها.
وخاطب الميسري القوى السياسية الجنوبية، قائلاً: إن أكثر ما يعطل البناء والاستقرار في الجنوب هي المناكفات التي لا قيمة لها، بسبب انحراف بعض القوى التي تدعي حمل القضية الجنوبية؛ مما أساء للقضية.
وقال: الجنوب ليس حكراً على أحد، الجنوب ملك كل الحنوبيين، ونحن كقوى سياسية واجتماعية وقبلية موجودة على الأرض الجنوبية لا يمكننا التحدث حصرياً باسم الجنوب، لكن هناك من لا يفهم.. مؤكداً أن الجنوبيين هم من سيقررون مصيرهم، عبر صناديق حرة، وما سيتفقون عليه سنكون معه، وعلى الجميع التسويق لأي رأي يرونه.
وأضاف: نحن سنسمع من الجميع، وعلى كل المكونات كالحراك السلمي أو المجلس الانتقالي، وحتى القوى السياسية كالمؤتمر والإصلاح والناصري إبداء آراءها، فنحن في مجتمعٍ ديمقراطي له أصواتٌ متعددة، ولا نُجرم أحداً.
وتحدث الوزير الميسري عن جهاتٍ داخلية تعمل مع الخارج لمنع عدن من النهوض، ومنع مينائها وصروحها الاقتصادية من العمل، لافتاً إلى أن الأوضاع في عدن حالياً أفضل بكثير من فترة ما بعد التحرير، لكنه ليس الوضع المثالي الذي نسعى إليه.
والتزم وزير الداخلية بتنفيذ توصيات لقاء عدن التشاوري الأول، الذي جمع نخبة قيادات وشباب المدينة، حتى تستقر الخدمات وتعود المدينة إلى مسارها الطبيعي، وذلك لن يتم إلا عبر مساندة مجتمعية وشعبية لجهود السلطة المحلية وقيادة المحافظة.
مؤكداً أن عدن لن تستظل بثقافة القرية الواحدة، أو الفئة الواحدة، وستستظل بالنظام والقانون، في سبيل التصدي للمظاهر السلبية، وتقوم مؤسسات الدولة بواجباتها على أكمل وجه.. مشدداً على ضرورة ألا يغيب أبناء عدن عن المشهد، فهم أساس إعادة نهضتها.
وأضاف: آن الآوان لنقف صفاً واحداً ونقول للعابثين: كفى..، وسنكون رهناً لخدمة أبناء هذه المحافظة، ولن يكون هذا اللقاء للاستهلاك، فالوقت غير مناسب للمماحكات، والوضع يتطلب عملاً جدياً، ونحن اليوم هنا للتباحث في القضايا التي تهم مستقبل المحافظة، والتي يُسكت عنها ويتغاضى عنها الكثيرون، وأصبح الوقوف أمامها أولوية ملحة.
وأشار إلى أن لقاء عدن التشاوري الأول يقام بتوجيهات رئيس الجمهورية، ونحاول من خلال دعم مؤسسات الدولة إيجاد الاستقرار والنهوض بالمدينة والقيام بدورها الريادي والثقافي القائم على التنوع والتعدد، والذين لم ولن تفقده، منوهاً بفشل كافة المحاولات التي سعت إلى تغيير طبيعة عدن المتنوعة.
معتبراً أن أية قرارات للسلطة المحلية يجب أن تحظى بمساندة مجتمعية وشعبية، ودعم إعلامي، فعدن عانت كثيراً، وكانت ضحية للصراعات (الغبية)، والاستهداف الممنهج لقياداتها المدنية، السياسية والدينية، ودفعت ثمناً من دماء أبنائها.
من جانبه قال محافظ عدن، أحمد سالم ربيع: إن اللقاء يمثل خطوةً مهمة على الطريق الصحيح للنهوض بالأوضاع في عدن، وفرصة لاستعراض القضايا الهامة وعلى رأسها خدمات البنية التحتية.
وأكد المحافظ على العمل بكل جدٍ وإخلاص للتعاون مع الجميع، لتحسين الأوضاع بفضل دعم الحكومة لتطوير خدمات مدينة عدن، وبما يحقق أهداف المدينة التجارية والاقتصادية، والتي ستساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتأهيل الشباب وتلبية احتياجات سوق العمل.
مشيداً بدور التحالف العربي ودعمه لكل المشاريع الخدمية، بالإضافة إلى جهود المنظمات الدولية.. مشيراً إلى أن الفترة الماضية شهدت تطوراً في الإيرادات، وتوفير بيئة جاذبة للاستثمارات.
ودعا ربيع إلى العمل لمعالجة كافة الإشكاليات التي تعاني منها العاصمة المؤقتة عدن، أمنياً واقتصادياً وإدارياً.. متمنياً أن تنهض مخرجات اللقاء بالوضع العام في مدينة عدن.
فيما انتقد مستشار وزير الإعلام، محمد باشراحيل، ما وصفها بعدم جدية أو صلاحية بعض المسئولين، ممن لم يقوموا بواجباتهم، حيث تزداد الخدمات في المدينة سوءاً.. مؤكداً أن مصير عدن وأبنائها فوق كل اعتبار، وتحتاج لأن تعود كمنارةٍ ومصدر إلهام للمدنية والسلام والإبداع.
وخرج البيان الختامي للقاء التشاوري الأول بعدن بعددٍ من التوصيات والنقاط، أبرزها دعم جهود رئيس الجمهورية سياسياً وخدمياً وعسكرياً، والارتقاء بوضع حقوق الإنسان في اليمن، بالإضافة إلى ضرورة وضع حلول ومعالجات لمشكلات حمل السلاح والمظاهر الأمنية السلبية، ومعالجة مشاكل التعليم والكهرباء والمياه والصحة والطرقات، وإشراك الشباب والمرأة وتمكينهم سياسياً واقتصادياً.
اضف تعليقك على الخبر