الكاتب : عادل الشجاع 

كتب ذات يوم الدكتور مصطفى السباعي قائلا: ما أفضع عندما يمسك بالقلم جاهل وبالبندقية مجرم وبالسلطة خائن ويرتقي المنبر فاجر حينها يتحول الوطن إلى غابة لا تصلح لحياة البشر وهذا ما هو حاصل في بلادنا فقد تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحات للتحليل السياسي والاقتصادي ومصادر للأخبار وأصبح المجرمون هم الذين يقودون المجتمع والخونة هم الذين يمسكون زمام السلطة .

لنا عشر سنوات ونحن منشغلين بمن أدخل الحوثيين إلى صنعاء ولم نفكر للحظة واحدة كيف نفكر في إخراجهم، أحدثنا شقاء قاتلا في بلادنا السعيدة وتحالفنا مع الرياض وأبو ظبي وطهران، هم هناك يصنعون الحياة والرفاهية لشعوبهم ويصنعون بنا الخراب والشقاء لشعبنا، تمزقنا وتفرقنا والله يقول لنا " ولا تنازعوا فتفشلوا " .

مساحة اليمن أكثر من نصف مليون كم٢ وتقع على باب المندب وتتحكم في البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي ولديها شواطئ تمتد لأكثر من ٢٤٠٠كم٢ وتملك ثروات بحرية ومعدنية ونفطية ومع ذلك الشعب يعيش الفقر والجوع بسبب الحروب التي يقودها الجهلة والمجرمين والخونة .

يموت اليمني مرتين، مرة في فقد كرامته ومرة في الحرب أو الجوع، والكرامة كما يقولون هي الروح الثانية، يجب الحفاظ عليها، لكن النخب السياسية والإعلامية والثقافية قتلت هذه الكرامة واصطف الجميع مع المجرمين والسفهاء وعديمي الضمير .

الجميع يبحثون عن الدولة، لكن أحدا لم يسأل نفسه ماهي هذه الدولة، تسلب أرواح الناس في الجنوب من أجل دولة لا وجود لها إلا في مخيلة القتلة والمجرمين وتصادر كرامة الناس في الشمال وتسلب أرواحهم ومعتقداتهم وشرفهم ولقمة عيشهم وتدنس كرامتهم باسم الدولة وجميعهم يبنون المليشيات للحفاظ على كراسيهم وسلطتهم ويزجون بالناس إلى بؤر الموت، الوطن ليس هو الأرض بل هو المواطن، فلماذا يموت المواطن من أجل الأرض ورئيس المليشيا يوزعها على أصحابه..أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، قوموا إلى التغيير يرحمكم الله..