ارسال بالايميل :
2619
الكاتب :عمر الحار
تشير معظم دراسات الباحثين بان القبيلة في اليمن تمثل صلب النظام السياسي ، وقوام مؤسسات الدولة ، وعمود خيمة المجتمع ، وتؤكد بانها تمثل ما نسبة 85 / او تزيد ، اي بمقولة اخرى شاملة وعامة هي كل الدولة والمجتمع ، ومربط الفرس في تحقيق النمو الاقتصادي للبلد ، والامن و الاستقرار فيها .
وبالتأكيد فقد بنيت هذه الابحاث و الدراسات على العهد الذهبي للقبيلة آبان نظام الحكم الجمهوري السابق وتناوب قبيلتي بكيل وحاشد في السيطرة على مختلف مفاصل الدولة ، والتحكم بها ، و بإدارة ثرواتها ، والبقاء عليهما كقوة نفوذ في المجتمع متنافسة و متناحرة . فيما وجه الحزب الاشتراكي الحاكم في جنوب اليمن ضربة قاتلة للقبيلة ، و اماتها في العراء ، ودخوله رحلة التيه و الدم و الخذلان ، باتباعه للنهج الماركسي القائم على المبادئ العلمانية المعادية للقبيلة و للدين معا . وان ظلت القبيلة كمكون اساسي للهوية تلعب دورا محوريا وعميقا في صراع القبائل الماركسية الحاكمة التي وجدت في الوحدة طوق النجاة لها في نهاية المطاف هروبا من الموت ، لتعود القبيلة من جديد في الجنوب كشبحٍ مخيف للمجتمع بعد انهيار منظومة قيمها و اعرافها ، و اغترب اجيال عنها ، و نفورهم من عاداتها وتقاليدها ، والغالبية منهم لا يعرف من القبيلة الا اسمها و عصبيتها العمياء .
ووجهت حركة الانصار ضربة قوية لا يستهان بها للقبيلة في شمال اليمن ، افقدتها توازنها ، وكسرت هيبتها وقوتها ، وان ظلت حافظة ، و أمينة لهويتها الاصيلة الضاربة في الاعماق ، لتستكين لحين استعادة انفاسها ، وامتلاكها لزمام المبادرة للعمل على استرجاع دورها الريادي في النظام والدولة والمجتمع كواحدة من المسلمات الاجتماعية التي لاشك فيها ، فالمسألة مسألة وقت لا اقل ولا اكثر ، نظرا للاعتماد على عنصر الصدمة في ضربها ، مما تسبب في شلل الارادة الجمعية لها ، الممزقة اصلا بالسياسة من سابق .
هذه ارهاصات اولية وضرورية للوقوف على خلفية القبيلة في شبوة اليوم ، وتحديد ماهو مطلوب منها .
اضف تعليقك على الخبر