ارسال بالايميل :
4750
بقلم : محمد سالم بارمادة
تخوض قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية حرباً كبيرة، أعلنتها لاستعادة اليمن إلى حضنه وعمقه العربي بعد أن تسلل المحتل الفارسي إلى اليمن قاصداً تشويهه حضارياً وفكرياً وسياسياً وربط قراره السياسي بقرار المحتل الجديد، وأهم من ذلك تغيير تركيبته الديموغرافية والفكرية لصالح الهوية القادمة مع المحتل عبر أذنابه الذين صنعهم لهذه المهمة, إلا إن المملكة العربية السعودية تتواجد بقوة لتخفيف تلك الصعوبات وتوفير الدعم للشرعية اليمنية بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي أدرك ما يحاك للعلاقات اليمنية السعودية فهب مسرعاً لطلب النجدة من العرب وكانت المملكة قائدة في هذا النزال التاريخي العظيم بين العرب والمحتل الفارسي .
من اللحظات الأولى لانقلابها على شرعية الوطن, اعتبر مندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني، علي رضا زاكاني، المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي أن العاصمة اليمنية صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التابعة لإيران بعد كل من بيروت ودمشق وبغداد، مبيناً أن ما اسماها ثورة الحوثيين في اليمن هي امتداد للثورة الخمينية, واعتبرها امتداد طبيعي للثورة الإيرانية، وأن 14 محافظة يمنية سوف تصبح تحت سيطرة الحوثيين قريبا من أصل 20 محافظة .
لقد أقرّت إيران بمشاركتها في حرب اليمن من خلال تقديم الدعم العسكري لحلفائها الحوثيين الانقلابيين، وذلك لأول مرة بعد سنوات من إنكار الاتهامات المتكررة الموجهة إليها من الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً, وما اعترافات قيادات النظام الإيراني الواضحة وآخرها تصريح مساعد قائد فيلق القدس المدعو رستم قاسمي، عن دور طهران في الانقلاب، وتقديمها دعما عسكريا لمليشيا الحوثي الإرهابية الانقلابية، وانخراطها في القتال إلى جانب الحوثيين على الأرض، انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية، وتحدي سافر لإرادة المجتمع الدولي .
إن تصريحات رستم قاسمي تعيد تسليط الضوء على الدور الإيراني المزعزع لأمن واستقرار اليمن، ومسئوليته عن المأساة الإنسانية التي خلفتها الحرب، واستخدام طهران مليشيا الحوثي الإرهابية أداة لتنفيذ أجندتها التوسعية وسياسات نشر الفوضى والإرهاب في المنطقة، وتهديد المصالح الدولية في البحر الأحمر وباب المندب .
الخلاصة أقول .. مخطئ من يعتقد أنه يستطيع إبعاد اليمن عن محيطه العربي الطبيعي, وعن عمقه العربي مهما تمردت وتنمرت المليشيات الحوثية الإرهابية على جميع القرارات الدولية, ناهيك عن خرقها وعدم التزامها بأي اتفاق توقعه مع غيرها من الأطراف اليمنية, ومهما قدم الفرس الإيرانيين من مساعدات وتسليح ومعدات لهذه المليشيات الانقلابية لتعزيز نفوذهم وحضورهم في اليمن وصولاً إلى القبض على السلطة والقرار السياسي والوطني, والله من وراء القصد .
حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوما بلد الأمن والاستقرار والازدهار .
اضف تعليقك على الخبر