ارسال بالايميل :
6959
بقلم : عمر الحار
عاودت قوات صنعاء،وقوات الشرعية التمركز في الجغرافيا الحربية التي قاتلت فيها طيلة ثلاث اعوام مضت من حرب التحرير الاولى لمديريات بيحان،وتمكنت الاولى من السيطرة على السلسة الجبلية المترابطة التي تنتهي بما يعرف بقرن الصفراء الاستراتيجي الواقع في الجهة الجنوبية من عسيلان الغنية بالنفط ،واستدركت اهمية السيطرة عليها لتحكمها بشريان الطرق التي تربط مديريات بيحان بمركز المحافظة،فيما تمركزت الثانية في مواقعها السابقة وسط الكثبان الرملية في الجهة الشرقية المقابلة لها و المكلفة في ادارة المعارك والمواجهات ولعدة اسباب ،ممايظهر غياب القدرات العسكرية المختصة لقوات الشرعية على قلتها او تجاهلها ،وكانت تمتلك من الوقت مايساعدها على السبق بالسيطرة على المواقع الاستراتيجية في جغرافيا الحرب واجبار القوى المعادية لها ودفعها لتمركز في المواقع الاشد خطرا عليها خاصة في الصحاري والكثبان الرملية المعيقة لحركة الافراد والمركبات والعربات مما يجعلها تعيش حالة من الضعف القتالي على العكس من تفوقها في ادارة المعارك الجبلية التي تمتلك قدرات وخبرات قتالية عالية فيها .
واهلتها المواقع الاستراتيجية التي استولت عليها بسرعة عقب اجتياحها لمديريات بيحان من السيطرة النارية المطلقة على المسرح العملياتي للحرب،وسهولة تقييد حركة القوات المنأوية لها في الميدان،انطلاقا من معرفتها السابقة باهميتها من كل النواحي .
وستواجه قوات الشرعية متاعب شديدة لتخلفها الواضح عن تقدير الموقف العسكري،وعجزها عن تقديريات الخطورة الحربية عليها متناسية دور الجغرافيا في ادارة المعارك وتحقيق النصر فيها،وستظل في كل الاحوال تحت رحمة زناد قوات المليشيات،وقد يطول امد الحرب معها والمخاوف من الالتفاف عليها،ووضعها بين فكي كماشة عسكرية قوية يصعب النجاة منها الا بالهزيمة في ظل تجاهل قوات الشرعية للاختراقات الخطيرة التي حققتها انساق الحوثي القتالية من اتجاهين بمديرية مرخة الواقعة جنوبا من تمركزها في مواقعها الحالية عارية الظهر لعدوها اللدود .
وتظل حالة الحرب اليمنية هي الاستثناء في تاريخ الحروب العسكرية كما اسلفت في مقالات سابقة لغياب رؤية الاهداف الاستراتجية والتكتية لها،واعتمادها بدرجة رئيسة على شجاعة قياداتها وافرادها ،او اللجؤ الى اعتماد منهجية القبلية في حروبها وادارتها بالبرزات المعروفة في حياة ابناء اليمن او يقابلها بالمشاورات السرية في ادارة الحروب بين اطرافها والوسطاء فيها.
اضف تعليقك على الخبر