ارسال بالايميل :
1972
بقلم : خالد السودي
—————-
لم يكن الوالد الأستاذ / محسن العيني شخصاً عادياً في تاريخ اليمن الحديث ..
العيني ..الرجل الذي حاك ثوب الحرية والجمهورية على طريق النضال والصدق والانتصار للحق والمبادئ ودفع لذلك : " خمسون عاماً على الرمال المتحركة " متنقلا بين الفيافي والقفار .. لم يهتز ولم توقف جماحه الكوابح والعواصف .. لم تصده العوائق ولم يستسلم لمراكز القوى مقابل التنازل عن أيٍ من قناعاته .. ولم يكبحه هولّ ، عن إنفاذ ما حمتله الأقدار من مهام جسيمة على مدى عقود عمره الأثير بالوقائع والاحداث ..
ظل متدفقا بالخير كنهر النيل الذي لا تعكره السدود ووحل المصالح والسياسة .
قضى سحابة عمره مثل دوحة وارفة الظلال .. دانية الثمر للجميع دون تفتيش في الأسماء والألقاب..
عندما كنت أدير المركز الاعلامي في القاهره كان خير الداعم والأب والمعلم في فعاليات اضأنا بها سماء عاصمة العرب قاهرة المعز من خلال مئات الفعاليات الثقافية والسياسية والاجتماعية الخالدة..
قال لي ذات مرة : واصل التألق ياولدي .. فكانت كلماته وتوجيهاته الوقود الذي شجعنا على الاستمرار والعطاء لسنوات طويلة.
تربع على قمة العمر وهو في قمة العطاء .. سخي اليد ، عذب اللسان ينطق بالحكمة ويفكر بأفق واسع .. كان ينظر بشموخ الى الامام ولم يتنازل للعبث بما تحت قدميه .. ولم تفت الأيام في عضد عزيمته ولم تُبل الأيام إشراق بسمته..
لقد حمل الأمانة هو ورفاق النضال الوطني في أحلك ظروف اليمن وأصعب مراحلها لكنه ظل كالأشجار سامقاً مرفوع الرأس لم يتمايل او يتذبذب .. لم ينكسر .. ولن يكسره الموت .. غاب جسده لكن روحه تعيش بيننا ومبادئه ستظل ضوء الطريق للأجيال القادمة ..
محسن العيني لم و لن يموت !!
بالغ العزاء لانفسنا و للاخ والصديق العزيز / هيثم محسن العيني
والصديق الشيخ الدكتور / سبأ ابو لحوم
و للوالده الفاضلة الكاتبه والأديبة / عزيزة عبدالله ابو لحوم ..
اضف تعليقك على الخبر