ارسال بالايميل :
7814
خاص "يمن اتحادي"
أكد العميد الركن دكتور سعيد محمد الفقيه الناطق الرسمي الأسبق للقوات المسلحة في تصريح صحفي أنه بصدد إطلاق كتابه الجديد الذي يتضمن مشروع إنقاذ وطني، ورؤية استراتيجية شاملة تعالج الوضع الحالي في اليمن، من كافة جوانبه ومستوياته، وصولًا إلى بناء اليمن الجديد، وفق أسس وطنية علمية صحيحة، تخرج اليمن من نفق الحرب المظلم إلى بر الأمان.
ونشر الدكتور الفقيه على حسابه الرسمي في فيس بوك مقدمة مشروعه وكتابه الجديد، الذي نال بموجبه درجة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من أكاديمية ناصر العسكرية العليا في جمهورية مصر العربية الشقيقة، والذي يحمل عنوان "الرؤية الاستراتيجية لمستقبل اليمن وتأثيره على الأمن القومي العربي" وجاء في المقدمـــة:
1- اليمن مهد الحضارات، وموئل العرب الأقحاح، ولسانهم الفصيح، هو الثقل الحضاري، والعمق الاستراتيجي، والركن المعنوي الملهم، لكل عربي شهم وأصيل، يعتز بانتمائه للعروبة، التي جذورها يمانية عريقة، ونبعها أرض الحضارات- أرض الجنتين- معين، سبأ وحمير، أرض أصحاب الرسالة، الفاتحين العظام، أهل الحضارة والعلم والتجارة والكرم والشجاعة، والبأس الشديد، محبي الحرية، ماقتي الظلم والتبعية والاستعمار، بكافة أشكاله وصوره وتحديثاته.
2- واليمن التي تغرق اليوم في بحور من الدماء، وموجات من الفوضى والصراعات والاقتتال والحرب الممتدة والمتواصلة، والتي تبدو لا نهاية لها، فإنه لا ينبغي أن يبخس حق شعبها كشعب حضاري عريق ومكافح، أعلن الجمهورية وحقق الوحدة والديمقراطية، واعتنق الحرية، رافضاً ومتصدياً للظلم والعبودية والطغيان والاستعمار، وتحمل وبصبر وأناة، كل تبعات ذلك، السياسية والاقتصادية وغيرها، لهو قادر اليوم على تجاوز التحديات والتهديدات والمحن، والنهوض من جديد من كبوته وغفلته، بعزيمة رجاله وأبنائه السناديد الأوفياء المخلصين لقضايا وطنهم وشعبهم في التلاحم ونبذ الفرقة ولم الشمل، على قاعدة القواسم والثوابت والمصالح الوجودية الحياتية المشتركة، برغم المؤامرات والتدخلات والإملاءات والفتن والدسائس- الداخلية منها والخارجية - وإن ما يجري اليوم من صراعات ومحاولات لتدمير كيان الوطن ومقدراته، لا يعدو أن يكون استثناءً شاذًا للقاعدة الأصل، وهي العودة إلى العقل والحكمة اليمانية وبناء الوطن، الذي يتسع لكل أبنائه، وعودة التاريخ مجدداً ليدون ملامح المستقبل المشرق على أرض اليمن السعيد.
3- تتمثل أهمية الجمهورية اليمنية الجيوستراتيجية بعبقرية الموقع الجغرافي، المتحكم والمطل على ثلاث واجهات بحرية، المحيط الهندي، البحر الأحمر، وبحر العرب، الممتد حتى الخليج العربي، وكبوابة للعرب في أقصى جنوب البحر الأحمر، وجنوب غرب قارة آسيا، وجنوب شبه الجزيرة العربية، والنافذة العربية المطلة على القرن الأفريقي، والمتميزة كذلك بعمقها الحضاري وثقلها السكاني، وتنوعها البيئي والمناخي والجغرافي، ومساحتها الواسعة متعددة الموارد الطبيعية، وثراء أرضها وفاعلية مواردها البشرية، وانفتاح شعبها على الآخرين، للتعاون وتبادل المصالح المشتركة، وبما يحافظ على سيادتها ويصون كرامتها، بعيداً عن الإملاءات والتدخلات الخارجية.
4- إن التحديات التي واجهت الجمهورية اليمنية- الداخلية منها والخارجية- والتي ظلت دون معالجة
قد تحولت إلى تهديدات وحرب، لا تهدد كيان وسيادة اليمن فحسب، بل قد يمتد تأثيرها المباشر، في مراحل لاحقة من سير الحرب إلى الدول العربية الشقيقة المجاورة، وعلى الأمن القومي العربي كله.
5- إن مصير اليمن ومستقبله، سوف يقرر مصير ومستقبل المنطقة، وعلى وجه الخصوص إقليم الجزيرة العربية، وسوف يلقي بتأثيراته الإيجابية والسلبية على الوطن العربي بأكمله، نظراً لتداخل الجغرافيا ووحدة المصير والتاريخ المشترك، ومخطئ من يظن، بأن ما يجري اليوم في اليمن بمعزل عن المشروع الشرق أوسطي الجديد أو الموسع، الذي يقضي بتجزئة المجزأ، وإحلال مفهوم الشرق أوسطية، محل الانتماء والهوية العربية، وإذكاء الصراعات المذهبية والإثنية، وشيوع المتناقضات، والمواجهة في العلاقات العربية –العربية، وتبديل مراكز الثقل والقوى على صعيد الخارطة الجيوبولوتيكية، وصولاً إلى إعادة النفوذ والسيطرة الاستعمارية التي سادت في المنطقة العربية والشرق الأوسط، ولكن بأشكال وأساليب محدثه جديدة، تتغير فيها الأدوات والسياسات، وتقل فيها الخسائر والكلفة المادية والبشرية إلى الصفر- بالنسبة لواضعي المشروع- حيث تدفعها الأمة من مالها ودمائها وسيادتها.
6- إن تداعيات تقسيم وتمزيق اليمن- إذا قدر لذلك أن يحدث- سوف تنتقل في طورها الثاني إلى دول الجوار العربية، التي بطبيعتها الديموغرافية، ونظمها السياسية، لن تصمد طويلاً، أمام مقتضيات وأهداف السياسة الدولية الجديدة، المستندة على إثارة الفوضى، بهدف تغيير الأنظمة وتدمير القدرات العربية على الأصعدة كافة، الاقتصادية والعسكرية – وحتى الثقافية والاجتماعية- والمعبر عنها بروح التحدي والمقاومة، التي يراد نزعها من الجسد العربي المثخن بالجراح، والتصدعات والنتوءات التي تنبئ عن مستقبل قاتم ومجهول ومخيف للأمة.
7- إن المشهد اليمني الحالي منفتح على كل الاحتمالات التي لا تؤشر إلى حلول قريبة، للصراع، بل يزداد الوضع تعقيدًا وقتامة، وفقاً للإرادات الدولية، التي قد تؤخر الحلول، حتى يتسنى لها تثبيت وضع جيوبولتيكي جديد، أمني، عسكري، سياسي واقتصادي ذي بعد استراتيجي، وترى في اليمن أرضية ومنصة للانطلاق لرسم خارطة جديدة لمنطقة شبه الجزيرة العربية، والجوار الإقليمي،
ولا تضع في أولوياتها- على ما يبدو- إحلال السلام في بلد يشهد ضياع المشروع الوطني، وتعويم السيادة، وصور الدمار والمآسي وانتشار الأمراض والأوبئة والفقر، والأكثر من ذلك ظهور جماعات إرهابية، وتفشي ظواهر الجريمة بكافة صورها وأشكالها، وهو الأمر الذي قد يؤدي في خاتمة المطاف، إلى انفجار اجتماعي، لنحو ثلاثين مليون إنسان، سوف تطال شظاياه جدران وأسوار المجتمعات المجاورة، غير القادرة على تحمل ذلك، وهو ما يخطط له وبعناية في أروقة ودهاليز الدوائر الدولية الغربية، التي لا ترى في لعبة السياسة، سوى دمى وبيادر بشرية متحركة على رقعة الشطرنج.
8- إن الدراسات المستقبلية تؤكد لنا أن المستقبل بتصوراته (سيناريوهاته) المطروحة ليس أمرًا محتوماً علينا، فهناك مشاهد وإرادات ومخططات مختلفة، بعضها أسوأ من الآخر، وهناك أيضًا خيارات متعددة، لكل منها ثمنه ومتطلباته، وتحقيق كل منها- وبخاصة الأفضل- يتوقف على قدرتنا على دفع الثمن المطلوب، وعلى مدى رغبتنا في تحقيق ذلك.
9- إن الوضع في الجمهورية اليمنية بحاجة لرؤية استراتيجية وطنية شاملة، تحدد الأهداف والمرتكزات والسياسات الهادفة لإيقاف الحرب، ومعالجة انعكاساتها وآثارها وتداعياتها، المتعددة والمختلفة السمات والأبعاد والأوجه والأشكال، وعلى كافة المستويات والأصعدة، السياسية، الاقتصادية، الثقافية، الاجتماعية، العسكرية والأمنية، وفقاً للسيناريو المتوقع والمفضل، وذلك للنهوض الوطني، وبناء الدولة اليمنية الجديدة، وفق رؤى وأسس وإجماع وطني عريض، من قبل الشعب بكافة فئاته ونخبه وشرائحه ومشاربه السياسية والفكرية، في وطن يطوي صفحات الصراعات والحرب، ويفتح صفحة ونافذة جديدة للمستقبل، وينشد السلام والأمن والاستقرار والتعاون مع الجميع في محيطه العربي والإقليمي والدولي.
الدراسة البحثية تتكون من ثلاثة أبواب بتسعة فصول ومقدمة وخلاصة عامة وتوصيات، وكل باب يشتمل على ثلاثة فصول، على النحو التالي:
10- المشكلة البحثية:
تتمثل المشكلة البحثية بكيفية إيقاف الحرب وإعادة بناء الدولة وفق رؤية استراتيجية شاملة تعالج الوضع الراهن على كافة المستويات، وبما يمكن من بناء اليمن الجديد والتطلع نحو المستقبل.
11- السؤال البحثي الرئيسي:
كيف يتم إيقاف الحرب، وإعادة بناء الدولة على أسس وطنية جديدة في ظل إجماع وطني عريض، وكيف يؤثر مستقبل اليمن على الأمن القومي العربي، وماهي الرؤية الاستراتيجية لمعالجة ذلك التأثير؟
12- الاسئلة البحثية الفرعية:
تجيب الدراسة البحثية على الأسئلة التالية:
أ - ماهية الخلفية التاريخية والأهمية الجيوستراتيجية لليمن؟
ب - ما طبيعة الأوضاع الراهنة التي تعيشها الجمهورية اليمنية، وطبيعة التحديات والتهديدات الداخلية والخارجية، التي اعترضتها وتعترضها؟
جـ - كيف تؤثر السيناريوهات المحتملة لمستقبل اليمن على الأمن القومي الوطني والعربي؟
د - ماهي الرؤية الاستراتيجية الوطنية لمعالجة الوضع، وإيقاف الحرب، وبناء دولة المستقبل؟
13- الهدف من الدراسة:
تهدف الدراسة البحثية إلى:
أ - البحث عن جذور وخلفية الأزمة، التي أدت إلى الحرب.
ب - طبيعة التحديات والتهديدات التي اعترضت تجربة البناء الوطني في اليمن.
جـ - توصيف الوضع الحالي في البلاد، وإسقاط سيناريوهات مفترضه للمستقبل.
د - وضع رؤية استراتيجية لإيقاف الحرب، والشروع في بناء الدولة اليمنية المعاصرة على أسس ومنطلقات وطنية جديدة.
14- أهمية الدراسة البحثية:
تأتي أهمية الدراسة البحثية، بأنها تسلط الضوء، على أهم قضية تشغل الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي حول اليمن، وهي الحرب وانعكاساتها ومخاطرها على حاضر ومستقبل اليمن، وعلى الأمن القومي العربي، وعلى السلم والأمن الدوليين، ويمكن أن تشكل مرجعاً مهماً يثري المكتبة الوطنية والعربية، كأول دراسة شاملة حول الوضع الراهن الذي تمر به اليمن.
15- فرضيات الدراسة البحثية:
تطرح الدراسة البحثية الفرضيات التالية:
أ - سوف تضع الحرب أوزارها، بانتفاء الأسباب، أو بانكسار أحد الأطراف الرئيسية، أو بإنهاك القوى المتحاربة، وتقبل الحلول السياسية المفترضة.
ب - ليست الأزمة والحرب وليدة الصدفة، بل نتاج تراكمات وأخطاء سياسية فادحة، وعدم معالجة التحديات والتهديدات، التي اعترضت مسيرة البناء الوطني في حينها.
جـ - بقدر ما للأزمة والحرب امتدادات خارجية وإقليمية، تشكل العامل الرئيسي لاندلاعها، إلا أن العامل المحلي- الداخلي- المستجيب والمتماهي- حتى اللحظة- مع تلك التدخلات، يتحمل المسئولية الوطنية والتاريخية عما حدث.
د - بقدر ما تسببت الحرب في اليمن بأضرار بالغة، فإنها بالقدر نفسه تهدد أمن واستقرار دول الجوار العربي، إن لم تعمل على إيجاد الحلول السياسية المناسبة للصراع والحرب، التي دخلت عامها السابع، حتى العام الحالي 2021.
16- المناهج المتبعة في الدراسة البحثية:
تم اتباع المناهج التالية في كتابة الدراسة البحثية وهي:
أ - المنهج التاريخي: عند دراسة الخلفية التاريخية، والاستدلالات والإسقاطات ذات الصلة بالواقع الحالي وتاريخ اليمن الحديث والمعاصر، وربطها بالأحداث والمنعطفات التاريخية الهامة.
ب - المنهج الوصفي: لدراسة وتوصيف الوضع الحالي الذي تمر به اليمن.
جـ - المنهج التحليلي: لتحليل أسباب ودوافع وأبعاد الصراع، وطبيعة التحديات التي تحولت إلى تهديدات، وأدت إلى نشوب الحرب.
د - المنهج الاستشرافي: لاستشراف سيناريوهات وإسقاطات محتملة لمستقبل اليمن، وتأثيرها على الأمن القومي الوطني والعربي.
هـ - المنهج الاستقرائي: عند وضع الرؤية الاستراتيجية المقترحة لإيقاف الحرب، والشروع في بناء المستقبل.
17- حدود الدراسة البحثية:
تم تحديد المدة الزمنية للدراسة البحثية من بداية عام 2021 وحتى 2041م (20) عام، وهي المدى البعيد للإستراتيجية المقترحة، والدراسة البحثية هي استراتيجية استشرافية (مستقبلية)، بعد أن تم دراسة وتقييم آثار وانعكاسات وتداعيات أزمة عام 2011م التي أفضت إلى حرب عام 2015م والمتواصلة حتى العام الحالي 2021.
الدراسات السابقة:
لم يتم تناول الرؤية الاستراتيجية لمستقبل اليمن وتأثيره على الأمن القومي العربي في أية دراسة سابقة، وإن ما يتم تناوله حالياً في مختلف وسائل الإعلام، هي تناولات وكتابات ومقولات متفرقة تعبر عن آراء كاتبيها، ولا تصل إلى مستوى التحليل العلمي والتوصيف الدقيق كدراسات حول الوضع الراهن في اليمن، وهي بعيدة عن أهداف ومقاصد دراستي البحثية، برغم أن عددًا من مراكز البحوث الأجنبية تتحدث عن سيناريوهات محتملة لمستقبل اليمن، ولكنها وفق أطر وسياسات لا تعبر عن الواقع اليمني، وإنما تنطلق من رؤى ومقاصد سياسية خارجية وفق مصالح استراتيجية معينة.
18- الجديد في الدراسة:
تقدم دراستي البحثية رؤية استراتيجية وطنية شاملة تعالج الوضع الحالي من كافة جوانبه ومستوياته وصولاً لتحقيق أهداف الدراسة وهي بناء اليمن الجديد وفق أسس وطنية علمية صحيحة في ظل إجماع وطني عريض يستند على إرادة الشعب والأمة.
19- أدوات الدراسة:
تم الاستعانة بعدد من أدوات الدراسة وهي:
أ - الوثائق والشهادات واللقاءات الصحفية والإعلامية، المدونة والمحفوظة في مكتبة الباحث، خلال عمله السابق في مجال الإعلام العسكري.
ب - المراجع والكتب ذات الصلة.
جـ - الخرائط والوسائل الإلكترونية المتصلة.
20- مشتملات الدراسة البحثية:
تتكون الدراسة البحثية من مقدمة وثلاثة أبواب وخلاصة عامة، وتوصيات كالآتي:
أ - المقدمة.
ب - الباب الأول:
الخلفية التاريخية والأهمية الجيواستراتيجية والصراع السياسي في اليمن من الأزمة
إلى الحرب.
(1) الفصل الأول:
خلفية تاريخية عن اليمن.
(2) الفصل الثاني:
الأهمية الجيواستراتيجية لليمن.
(3) الفصل الثالث:
الصراع السياسي في اليمن من الأزمة إلى الحرب.
(4) خلاصة الباب الأول.
جـ - الباب الثاني:
مستقبل اليمن في ظل التحديات والتهديدات الداخلية والخارجية والسيناريوهات المحتملة وتأثيرها على الأمن القومي العربي.
(1) الفصل الرابع:
التحديات والتهديدات الداخلية.
(2) الفصل الخامس:
التحديات والتهديدات الخارجية.
(3) الفصل السادس:
سيناريوهات مستقبل اليمن، وتأثيرها على الأمن القومي العربي.
(4) خلاصة الباب الثاني.
د - الباب الثالث:
الرؤية الإستراتيجية المقترحة لمواجهة تأثير مستقبل اليمن على الأمن القومي العربي.
(1) الفصل السابع:
أهداف ومحددات ومرتكزات الرؤية الإستراتيجية المقترحة.
(2) الفصل الثامن:
الرؤية الإستراتيجية المقترحة في المجالين السياسي والأمني.
(3) الفصل التاسع:
الرؤية الإستراتيجية المقترحة في المجالين الإقتصادي والإجتماعي.
(4) خلاصة الباب الثالث.
هـ - الخلاصة العامة.
و - التوصيــات.
ز - المرفقات.
ح - قائمة المصادر.
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=129972785932347&id=100067588788224
اضف تعليقك على الخبر