مليار دولار لإنشاء أول سكة حديد في تاريخ اليمن
وكانت الحكومة اليمنية برئاسة باسندوة في 4
كشفت عن ترتيبات لإنشاء مشروع سكة حديد سيكون الأول في تاريخ اليمن الذي لم يعرف هذه الوسيلة من المواصلات ولم يسمع سوى عبارة "فاتكم القطار" التي يرددها السياسيون اليمنيون في مناكفاتهم.
وقال رئيس الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري في ذاك الوقت المهندس صالح عبد الله أحمد الوالي انه تم رصد مليار و29 مليون دولار لإنشاء مشروع السكك الحديدية الدولية الذي سيمثل ثورة في مجال النقل السريع في البلد وسيربط المملكة العربية السعودية مرورا باليمن إلى سلطنة عمان بدءا من محافظة حجة ومرورا بالشريط الساحلي وصولا إلى أقصى المناطق الحدودية مع عمان.
وأوضح المهندس صالح الوالي في تصريح صحفي ان الطريق البالغ طوله أكثر من 2155كم والتي قد أعدت دراسات هذا المشروع من قبل شركة بريطانية ودراسة مقدمة من الأمم المتحدة وأخرى من قبل مجلس التعاون الخليجي سيخفف الضغط عن النقل الطرقي بما تتناسب مع المواصفات الخليجية.
25 ألف فرصة عمل
ولفت الوالي إلى أن مشروع النقل بالسكك الحديدية سيؤمن أكثر من 25 ألف فرصة عمل والذي سيتم العمل به على مراحل قد يتجاوز الست سنوات،مشيرا إلى أن المشروع استراتيجي و مهم جدا من حيث النقل المنتظم و من حيث أنه سيوفر عشرات الأضعاف من النقل الطرقي إلى جوانب مهمة من الأمن والسلامة.
وكانت الفترة الماضية قد شهدت إجراء محادثات تجري بين الحكومة اليمنية وشركات سكك حديد في بريطانيا وألمانيا وروسيا والهند والولايات المتحدة ودول أخرى .
وكان السفير الروسي بصنعاء قد كشف في وقت سابق عن استعداد شركة سكك الحديد الروسية ( أر جي دي ) لتنفيذ مشروع سكة الحديد المزمع تنفيذه في اليمن ودخول المناقصة الدولية الخاصة بالمشروع.
وكان شهر ديسمبر كانون أول 2006 قد شهد التوقيع بين وزارة النقل اليمنية واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا / الإسكوا / التابعة لمنظمة الأمم المتحدة على اتفاقية تعاون من أجل إعداد دراسة جدوى اقتصادية ومالية لإنشاء شبكة سكك حديدية في اليمن.
وقد خلصت دراسة الجدوى الاقتصادية لخط السكة الحديد في الجمهورية اليمنية والتي أنجزت في 2009 إلى أن هناك فرصة استثمارية كبيرة خاصة في خط المعادن وخط عدن حرض كون ربحيتها المالية عالية.
واقترحت الدراسة أن يتم تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل في حال توفر التمويل بحيث تتضمن المرحلة خط المعادن بطول 578 كيلومتر وخط عدن حرض بطول 729 كيلومتر، والمرحلة الثانية خط عدن ـ بلحاف بطول 386 كيلومتر والمرحلة الثالثة خط بلحاف ـ شحن بطول 766كيلومتر.
مخاطر أمنية
وفيما عدد الجانب الرسمي فوائد وأهمية إقامة شبكة سككك حديدية في اليمن, اعتبر مراقبون أن الوضع الأمني واستمرار ظاهرة الميليشيات والقبائل المسلحة والتي لا يطالها النظام والقانون يجعل من أمر إنشاء سكك حديدية مشروعا معرضا للكثير من المخاطر.
وفي هذا السياق قال الباحث الاجتماعي مجيب عبد الوهاب لـ"العربية.نت"، الجميع يعرف أن الدولة لا تسيطر على كثير من المناطق وخصوصا في الأطراف, ومنذ اندلاع الأزمة مطلع العام المنصرم 2011 عاش البلد على كف عفريت بسبب لجوء القبائل المسلحة إلى قطع أنبوب النفط وأنبوب الغاز وتخريب التيار الكهربائي سواء كان للأسباب تتعلق بالمكايدات السياسية أو لمطالب قبلية تتعلق بتنفيذ مشاريع او الضغط على الحكومة لإطلاق سراح معتقلين ينتمون الى هذه القبيلة أو تلك, وكان آخر تلك الأعمال قيام قبيلة آل شبوان بمحافظة مأرب بقطع التيار الكهربائي الذي يمدد مختلف المحافظات بالخدمة من المحطة الكهربائية الغازية ومقرها محافظة مأرب.
وأضاف، في ظل هكذا أوضاع وانفلات امني وسلاح منتشر بأيدي القبائل لا يمكنك ان تتحدث عن سكك حديدية, وهي ستتعرض للتخريب باستمرار في المناطق القبلية المسلحة لأتفه الأسباب.
اضف تعليقك على الخبر