ارسال بالايميل :
7125
يمن اتحادي / متابعات
أعاد إعلان طارق صالح تأسيس المكتب السياسي للقوات التي يقودها في الساحل الغربي والمدعومة من الإمارات، الحديث عن مستقبل اليمن وقضية انقسامه، في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد، وتحذيرات من مساعٍ دولية واقليمية لتفكيك الجغرافية السياسية والوطنية لليمن.
هذه الخطوة أوجدت ردود فعل غاضبة في الأوساط اليمنية، واعتبرها الكثير ضوء أخضر من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، يمنح التشكيلات العسكرية المدعومة من الإمارات جزء من اليمن، وإزاحة نفوذ الحكومة الشرعية اليمنية من هذه المناطق.
والاثنين، أعلن السفير البريطاني لدى اليمن، مايكل آرون، تأييده للمجلس السياسي الذي أعلن عن تأسيسه طارق صالح، وقال آرون في إتصال هاتفي مع طارق، إن هذه الخطوة جيدة وقد تساهم في دعم الحلول السياسية للازمة وتحقيق السلام الذي يستحقه اليمنيين.
تفكيك اليمن
قال مراسل وكالة اسوشيتد برس في اليمن الصحفي أحمد الحاج، إن مباركة السفير البريطاني لدى اليمن "مايكل آرون"، الإثنين، لطارق صالح على تشكيل المكتب السياسي لقواته في الساحل الغربي، تكشف عن وجود مساع دولية وإقليمية لتفكيك اليمن وتسليم السواحل اليمنية لمليشيات وقوات تابعة لأجندة خارجية.
ويضيف الحاج في تغريدة رصدتها وكالة "يمن للأنباء"، أن "مباركة آرون لطارق يؤكد أن الأخير أوكلت له مهمة تفكيك أجزاء من المناطق التي تحت سيطرة الشرعيه من الساحل الغربي حتى تعز، وبذلك يتكون الضلع الثالث لمثلث الحوثيين والانتقالي وقوات طارق".
ويقود طارق صالح، تشكيلات عسكرية كبيرة متواجدة في الساحل الغربي، تم تشكيلها بإشراف إماراتي، وتسيطر على مديريات ساحل تعز (المخا، ذوباب، موزع، الوازعية)، وتتخذ من ميناء المخا الاستراتيجي قاعدة عسكرية.
صورة من إخفاقات التحالف
ويقول الصحفي اليمني، منذر فؤاد، إنّ "إعلان طارق صالح، إنشاء مكتبه السياسي بعد عامين من تشكيل كيانه العسكري، مجرد صورة واحدة صور إخفاقات التحالف بقيادة السعودية في تعامله مع الملف اليمني"، مضيفًا: "إنشاء كيانات سياسية مدعومة من التحالف يساهم في تقسيم اليمن، وفشل التحالف عن عمد وإصرار في توحيد الجهود في المناطق المحررة بما يعزز من تماسك جبهة الحكومة الشرعية التي جاء أساسا لدعمها وإسنادها".
ويضيف فؤاد في مقال له بعنوان "دكان طارق"؛ أن هذا المجلس يتفق مع مصالح قطبي التحالف (السعودية والإمارات)، ويتعارض مع ما طرحه التحالف نفسه في بادئ الأمر من أهداف أبرزها دعم سلطة واحدة هي السلطة الشرعية لبسط سيطرتها على كل التراب اليمني.
ويؤكد الكاتب، أن الأهداف التي أعلن عنها التحالف في بادئ الأمر أتضح لاحقا أنها لم تكن سوى شعارات لإضفاء الشرعية على مشاريع سياسية توسعية، ودغدغة عواطف المواطنين، مشيرًا إلى أن إعلان طارق تشكيل مجلس سياسي يؤكد مساعي التحالف لتسليم بقعة جغرافية محددة خارج سلطة الحكومة الشرعية، وجر اليمنيين إلى معارك جانبية.
ويرى الصحافي الفؤاد، أن الخطوة التي اتخذها طارق عفاش، لن يمتد تأثيرها أبعد من إيذاء الحكومة، ومحاولة الحصول على مكاسب سياسية، مثلما فعل دكان الانتقالي الجنوبي، مع مراعاة أن مسرح عمل دكان طارق الجديد سيقتصر على المناطق الشمالية، وفق ما تتطلبه سياسة المؤسس الإماراتي والداعم السعودي، من ضرورة فتح دكاكين تتناسب مع المصالح التوسعية شمالا وجنوبا.
استنساخ النموذج اللبناني
ويرى عبدالسلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات العليا والبحث، أن من أعطى لطارق عفاش خطة الجناح السياسي والجناح العسكري هو من يريد للحوثي أن يكون حزب الله في اليمن ويريد لنظام الحكم في اليمن أن يكون مثل نظام المحاصصة في لبنان.
ويضيف عبدالسلام في منشور له على الفيسبوك رصدته وكالة "يمن للأنباء"، أن اليمن يعيش نفس أحداث لبنان، فكل جماعة مسلحة تسعى لإنشاء تنظيم عسكري ومكتب سياسي، بهدف الحصول على نسبة من الحكم، وحذّر من تكرار كارثة المحاصصة التي جربتها لبنان، في حال إستمرار إنشاء التشكيلات العسكرية والسياسية خارج إطار الدولة والسلطة اليمنية الشرعية.
ويقول رئيس مركز أبعاد، إنّ "طارق عفاش يخطو خطوات متقدمة باتجاه نظام المحاصصة في الحكم بين الجماعات المسلحة كما هو في لبنان"، مضيفًا: "الكارثة أن طارق يسبق حتى الحوثيين الذين لازالوا يتطلعون للسيطرة على كل اليمن وحكمها بقوتهم".
وتابع قائلًا؛ "إعلان طارق صالح فتح مكتب سياسي لجماعة عسكرية هو بمثابة فتح نافذة الطواريء للحوثي وإيران، التي تطلع إلى نظام حكم المحاصصة في اليمن، وذلك لبقاء حلفائها مسيطرين طويلا دون تفكيك لقواتها، حتى تأتي اللحظة لعودة السيطرة الشاملة".
ويتهم مسؤولون يمنيون الإمارات بدعم مليشيات وتشكيلات عسكرية وأجندة خاصة تخدم مصالحها، مؤكدين أن التطورات العسكرية والسياسية الأخيرة التي شهدتها البلاد، كشفت انحراف التحالف العربي بقيادة السعودية عن أهدافه المتمثلة في دعم الحكومة الشرعية باليمن.
نقلا عن / وكالة "يمن للأنباء"
اضف تعليقك على الخبر