ارسال بالايميل :
7186
يمن اتحادي - (MCBD)
"""""""""""""""""""
ضاعفت الحرب التي ما تزال مشتعلة في اليمن من معاناة أمهات المعاقين اللاتي يشكون من عدم حصولهن على ابسط الحقوق المكفولة لهن ولأبنائهن بموجب القوانين اليمنية ، ورغم ذلك فإن أمهات الأشخاص الذين تعرضوا لمختلف أنواع الإعاقات، مازلن يكافحن، وما يزال لديهن الحافز والدافع للعطاء والاطلاع والتعرف على الإعاقات بأشكالها، والطرق المثلى في التعامل معها ، بل أن بعضهن قد تعدى دورهن من داخل محيط الأسرة لينتقل إلى المجتمع بشكل عام ، لأنهن كما تحدثن لـ" المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة "،يشعرن بالمسؤولية الاجتماعية التي جعلت منهن فاعلات ومؤثرات فيه، وقد أصبح بعضهن منخرطات في الجمعيات والنقابات والمراكز المعنية بشؤون ذوي الإعاقة، بهدف إعادة تأهيل أبنائهن المعاقين، وتعليمهم خطوات ممارسة الحياة بصورة طبيعية تسهل لهم الاندماج مع الآخرين، وتجعلهم متقبلين لواقعهم والتكيف معه، إضافة إلى تقديم يد العون من إرشادات ونصائح ونقل تجاربهن إلى غيرهن للتخفيف من وطأة صدمة تقبل وجود معاق في البيت.
صراع من أجل التقبُل:
أشواق أحمد ،أم لثلاثة أطفال معاقين تعيش معهم في العاصمة صنعاء ،حينما وضعت أشواق طفلتها الثانية "إيمان"،لم تكن تدري،أنها مصابة بإعاقة ذهنية وبطء في التعلم, وحينما وضعت طفلها الثالث"عمر" تفاجأت أنه يحمل نفس إعاقة شقيقته الأولى.
لم يستدل الأطباء على إعاقات الطفلين في بداية الأمر،إذ أن الطفل"عمر"كان يمر بحقل من التجارب لتشخيصه، وكان جواب الأطباء إن "عمر" مصاب بمرض غير وراثي، حيث أن شقيقتهم الكبرى سارة تعاني من نفس الحالة، فتأكد الأطباء بأن المرض وراثي مائة بالمائة.
تحكي أشواق لـ "المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة "،كيف تصارع الزمن من أجل بقاء أطفالها المعاقين على قيد الحياة،فبدلاً من مكوثها لسنوات في منزلها دون مهنة تفيها المتطلبات المالية لها ولعائلتها،أصبحت في زمن الحرب تعمل كـُمدرسة في جمعية خاصة معنية بذوي الإعاقة في صنعاء.
"تعلمت التعامل مع إعاقات أولادي المختلفة والذين غيروا من حياتي وجعلوا مني أما وفردا فعّالا في المجتمع. فقد اكتسبت خبرة من قراءة الكتب ومتابعة كل الندوات الخاصة بإعاقتهم، أرشدتني لطرق التعامل مع أولادي وكيفية إظهارهم واختلاطهم بالمجتمع، ما جعلني بعد ذلك متطوعة في العمل الخيري، فأصبحت ألقي محاضرات لأولياء أمور المعاقين عن كيفية تقبل الصدمة والتعامل معها. والعمل في مراكز لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ودعمهم وتدريبهم على خوض الحياة دون خوف أو انعزال".
وتضيف أشواق في حديثها لـ"المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة"،"اكتسبت هذه الخبرة الذاتية من إعاقة أطفالي الثلاثة عندما دخلت طفلتي الروضة ".
تحدٍ للمعاناة :
وفي قصة أخرى مشابهة، لسامية حمود التي كانت تعمل خياطة ،تحكي قصتها مع نجلها يوسف عبدالوهاب،وطريقة تجاوزها مشكلات الحرب في وطنها ،قائلة لـ" المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة" "اكتشفت إعاقة ابني الذهنية بعد ولادته بأربعة أشهر عندما ارتفعت حرارته، وفاجأتني الطبيبة التي قامت بفحصه بأنه مولود «ناقص أوكسجين» الأمر الذي سبب له إعاقة ذهنية ، حينها نصحتني بالتوجه إلى الطب التطوري لمتابعة طريقة علاجه، ومن هنا بدأت دائرة البحث مع الطب التطوري للتخفيف من حالته".
وتؤكد سامية على مدى احتضانها لابنها على مدار 7 سنوات السابقة من متابعة حالته مع الأطباء والبحث عن المدارس المتخصصة، وقد زادت معاناتها خلال زمن الحرب الحالية،بسبب ارتفاع أجور المواصلات الناتجة عن الأزمات المستمرة لإنعدام البترول .
تشير سامية إلى تحسن ملحوظ في حالة نجلها من خلال تنويرها بالقراءة حول الإعاقات المختلفة والبحث عن كيفية التعامل معها بالشكل السليم، وطريقة دمج هذه الفئة مع أقرانهم من غير ذوي الإعاقة في المجتمع.
خلال ترددها على إحدى الجمعيات الخاصة المعنية بذوي الإعاقة في صنعاء لإعادة تأهيل نجلها ،كانت سامية تلامس معاناة أقرانها من الأمهات اللواتي يبحثن عن حلول تساعد أبنائهن المعاقين لتجاوز صعوبات العيش بشكل طبيعي في زمن الحرب.
عرضت سامية على إدارة الجمعية التي يستفيد من خدماتها نجلها ذي الإعاقة ،بأن تتطوع للعمل فيها،وهو الأمر الذي تحقق بعد أن أمضت عامين كاملين للعمل بشكل طوعي، وهو ذات الأمر الذي شجع إدارة الجمعية لتوقيع عقد عمل رسمي معها.
تقول سامية "فخورة بما ننجزه في جمعيتنا التي تخدم أهم شريحة في المجتمع"،وتمضي سامية القول"خصصت جمعيتنا برامج تدريب صيفية وربيعية ميدانية لمساعدة ذي الإعاقة في الاعتماد على نفسه ولتعليمه كيفية التعامل مع الناس بالاحتكاك بهم بشكل عملي"
كان تحسن وتطور يوسف المعاق نجل سامية، دافعاً للأخيرة مواصلة جهودها لخدمة ذوي الإعاقة.
القائمات على إدارة مراكز وجمعيات المعاقين ذهنياً من جانبهن،يرجعن معظم المشاكل والعراقيل التي تواجههن إلى الحرب التي ماتزال تدور رحاها في اليمن.
وتقول أحلام السروري مديرة مركز ذوي الاحتياجات الخاصة بأمانة العاصمة،أن «الحرب سبب في انحصار وتقلص مايقدمة المركز من خدمات تعليمية متمثلة في قسم التدخل المبكر والمدرسة من حيث نقص المستلزمات والأدوات والوسائل التعليمية التي تناسب شريحة المعاق ذهنيا وكذلك مايختص بقسم الأشغال اليدوية والمهنية بحيث لم يعد باستطاعة المركز تقديم الخدمات المطلوبة وكذلك الخدمات الترفيهية والرحلات وإقامة الاحتفالات السنوية».
تحرص إدارة مركز ذوي الاحتياجات الخاصة بأمانة العاصمة،أن تستمر العملية التعليمية للمعاقين ذهنياً،بحسب حديث السروي لـ"المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة"خصوصا والمركز جمعية خيرية يدعمها صندوق رعاية وتأهيل المعاقين فقط وليس لها أي دخل من أي جهة أخرى».
وعن ذات المشكلة تشير نجاة سلام الإدارية في الإدارة التعليمية ، والمختصة في التربية الخاصة والتنظيم والتدريب في صندوق رعاية وتأهيل المعاقين، بأن الصندوق قبل الحرب، كان يقدم الكثير من الخدمات الصحية المتمثلة في صرف الأدوية والعمليات وشفط سوائل وتركيب الأجهزة التعويضية والخدمات التعليمية كدعم مؤسسي ودعم فردي لرسوم الدراسة للطالب المستفيد من الصندوق.
وتقول سلام لـ"المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة"،«بعد الحرب،والحصار تقلصت كل الخدمات بحسب شُح الإمكانيات المتاحة للصندوق».
#المركز_الإعلامي_للأشخاص_ذوي_الإعاقة
#بوعينا_نكتسب_حقوقنا
اضف تعليقك على الخبر