يمن اتحادي - متابعات عاد المبعوث الاممي الاسبق بن عمر للحديث في الشأن اليمني خلال استضافته في حلقة برنامج "بلا حدود"-شاهدها محرر مأرب برس- مساء امس، على قناة الجزيرة- قائلا ،أن الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح هو من سهل للحوثيين السيطرة على العاصمة بعد تطمينهم بعدم وجود أي مقاومة لتحركاتهم؛ لأنه كان مسيطرا على الجيش والأمن بكل تشكيلاتهما حتى بعد تركه للرئاسة.

انقلاب ناعم

وأضاف بن عمر أن صالح لم يقاوم الحوثيين بل سهل لهم الطريق لدخول صنعاء وكأن الأمر مخطط له واسماه بن عمر بـ " الانقلاب الناعم". وقال أن الحوثيون لم يدخلوا للعاصمة صنعاء إلا بعد أن تم التأكيد لهم من قبل الرئيس السابق علي عبدالله صالح على أن الجيش لن يحارب وسيترك لهم الدخول إلى صنعاء. ولفت بن عمر الى إنه لم تكن هنالك مقاومة بعد دخول الحوثيين صنعاء ، مشيراً إلى أنه كان يظن أن صنعاء ستشهد حرباً، وهذا لم يحصل لأن علي صالح -كما قال-كان متحكماً بالجيش واستمر بالتواصل مع الضباط وكان تأثيره واضحا.

مبادرة هزيلة وثورة مضادة

وتابع أن الثورة المضادة في اليمن بدأت فور توقيع صالح على المبادرة الخليجية بعد أن رفض مناصروه كل قرارات الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي. وقال بن عمر إن المبادرة الخليجية كانت مقتضبة وهزيلة وتحفظت الأمم المتحدة على تزكيتها كما في البداية. وأوضح أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن لم يكونوا متحمسين لمنح الحصانة لصالح، بينما كان رؤساء الأحزاب اليمنية في اللقاء المشترك أو في حزب صالح المؤتمر الشعبي العام هم من يدافعون عن الحصانة المطلقة لصالح.

 صالح لم ينقل السلطة

وأشار إلى أنه عقب التوقيع على اتفاق نقل السلطة(بين صالح وهادي 2012)، لم تنقل السلطة أبداً، حيث إن حزب صالح يملك نصف الحكومة فضلاً عن نواب البرلمان والمجالس المحلية وحتى هيكلة الجيش كانت صورية وهزيلة. ولفت إلى أن صالح كان يعرقل عملية التوافق والحوار وكان يريد أن يتحكم بكل صغيرة وكبيرة.

اتفاق السلم وزيارة صعدة

وبخصوص ما اسمي باتفاق السلم والشراكة الذي وقعته الأطراف اليمنية، عقب دخول الحوثيين صنعاء، قال جمال بن عمر ان صالح والحوثيين رفضوا مقترحا بنقل المشاورات والتوقيع على الاتفاق خارج اليمن، وكانت المغرب مكانا مقترحا لاستضافة الفرقاء اليمنيين. وحول زياراته الى صعدة ولقائه بزعيم الحوثيين، اوضح بن عمر ان ذلك،كان بطلب من الرئيس هادي.

انطلاق عاصفة الحزم

واكد ‏جمال بن عمر انه فوجئ بانطلاق عاصفة الحزم وبدء الغارات الجوية على صنعاء. وقال انه قبل عاصفة الحزم بيومين كان في الرياض واتفق مع القيادة السعودية على أن الحل في اليمن سلمي .. مشيرا الى قيامه باطلاع السعودية على نتائج الحوارات بين المكونات اليمنية.

ترحيب بالمبادرة السعودية

وحول المبادرة السعودية الأخيرة لإنهاء الحرب في اليمن قال المبعوث الأممي الاسبق إنه يرحب بهذه المبادرة كون المملكة دخلت في مستقنع، ويجب أن تخرج منه؛ لأن المستفيد الوحيد من ذلك هو إيران،حد وصفه. واشار إلى أنه منذ 2015 لم يحصل أي تقدم في العملية السياسية في اليمن، وكل ما قُدم مبادرات لا ترقى للحل الشامل.

الحل في اليمن

وأضاف أن الحل في اليمن يكمن في تقاسم الفرقاء السياسيين للسلطة، ويجب العمل على إيجاد حل شامل يرضي الجميع، وعلى الأطراف اليمنية أن تقدم حلولها المقترحة للأزمة في البلاد، كما أن على الدول الداعمة لليمن أن تقدم رؤيتها للحل أيضا. وشدد بن عمر على رفضه التام لكل التدخلات الأجنبية في أي بلد، مؤكدا أن الوضع في اليمن كان يمنيا خالصا، وأن التدخل العسكري فاقم من المشكلة هناك، ولا حل إلا بالحوار؛ لأنه لا يوجد طرف قادر على سحق الآخر مهما طالت الحرب،حد تعبيره. *المصدر / مارب برس