ارسال بالايميل :
5296
يمن اتحادي - متابعات
قال المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينج، الجمعة، إنه تقدم للحوثيين- منذ أيام- بخطة لوقف إطلاق النار في جميع إنحاء اليمن، لكنه ينتظر منهم "مؤشر استجابة" لها، مبديا استعداده للعودة فور حصول ذلك. غير أن رد الحوثيين لم يتأخر كثيرا، عقب تلك التصريحات، ليعلنوا مساء اليوم الجمعة رفضهم الخطة الأمريكية.
ونقلت وكالة رويترز عن ليندركينج، قوله في كلمة ألقاها اليوم الجمعة في مؤسسة "المجلس الأطلسي" البحثية: "لدينا الآن خطة متماسكة لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد تضم عناصر ستتيح التعامل فورا مع الوضع الإنساني القاسي في اليمن، وتم طرح هذه الخطة على قيادة الحوثيين منذ أيام".
وإذ لفت المبعوث الأمريكي إلى أن قيادة السعودية تقدم الدعم الكامل لجهود واشنطن الرامية لإنهاء النزاع، أكد أن بلاده والأمم المتحدة تحثان الحوثيين على التجاوب مع الخطة الجديدة وتنتظران منهم "مؤشر استجابة" لها، محذرا من أن عدم إحراز تقدم في وقف إطلاق النار سيدفع البلاد إلى صراع واضطراب أشد.
وأعرب ليندركينغ عن استعداده للعودة إلى المنطقة فورا، عندما ستبدي "أنصار الله" (جماعة الحوثي) استعدادها للحوار.
وعلى الفور رد الحوثيون، مساء اليوم، عبر القيادي في الجماعة عبد الملك العجري، وهو عضو المكتب السياسي للجماعة، وعضو الوفد الحوثي للمفاوضات، برفضهم الخطة الأمريكية. وقال العجري، في تغريدة على صفحته بتويتر، إن ما تقدم به المبعوث الأمريكي كينج "هو شروط السعودية لوقف اطلاق النار"، مضيفا: "كان على كينغ أن يدرك أنها لو كانت مقبولة كنا سنقبلها من السعودية مباشرة، ولا حاجة لمبعوث أمريكي إن كان سيتبنى الرواية السعودية".
وعزز المتحدث الرسمي للحوثيين، محمد عبد السلام، تلك التصريحات، بتصريحات مثلها، أكد فيها أن "المقترح الأمريكي لا جديد فيه، ويمثل الرؤية السعودية والأممية". بل وأعتبر عبد السلام- وهو أيضا رئيس وفد الحوثيين للمفاوضات- ما قدمه ليندركينج "مؤامرة لوضع اليمن في مرحلة أخطر مما هو فيها الأن". بحسب ما نشره في صفحته بالتليجرام.
وسبق أن أفادت وكالة "رويترز" بأن ليندركينغ عقد أواخر فبراير الماضي اجتماعا سريا في العاصمة العمانية مسقط مع كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام.
وعيّن الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، مؤخرا، الدبلوماسي الأمريكي "تيم ليندركينج" مبعوثا أمريكيا خاصا إلى اليمن، كخطوة تعزز من سياسة إدارته الجديدة إزاء ملف الحرب في اليمن، والقائمة على إنهاء الحرب عبر حل سياسي دائم. كما ألغت الإدراة الأمريكية الجديدة قرار سابقتها (إدارة ترمب) بإدراج الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية.
وأنهى المبعوث الأمريكي ليندركينج، الثلاثاء الماضي (9 مارس)، جولته الأولى، التي بدأها في 22 فبراير/ شباط الماضي، وشملت عدة دول خليجية، بغية إيجاد حل سياسي دائم للقتال في اليمن.
وقال بيان، صدر الخميس (11 مارس/ آذار- الجاري)، عن مكتب المتحدث الرسمي للخارجية الأمريكية، إن كينغ عاد إلى بلاده في 10 مارس/ آذار، بعد رحلة عمل للخليج والأردن، التقى فيها مع قيادات جميع دول الخليج التي تمت زيارتها، وحكومة الجمهورية اليمنية، مشيرا إلى أن محطته الأخيرة كانت في الأردن في 9 مارس/ آذار؛ "حيث التقى بالمبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث وكبار المسؤولين الأردنيين".
وأضاف البيان: "كرّس المبعوث الخاص ليندركينغ وقتًا إضافيًا في الرياض ومسقط في محاولة لدفع الأطراف تجاه وقف إطلاق النار في اليمن". وأكد: "وبينما تحقّق بعض التقدم المأمول، فإن ثمّة حاجة ملحّة إلى مزيد من الالتزام من قبل الأطراف".
وحيث لفت البيان إلى أن "المبعوث الخاص ليندركينغ والمبعوث الخاص غريفيث، ملتزمان بالعمل جنبًا إلى جنب لدفع الأطراف للتفاوض بموجب الخطة التي اقترحتها الأمم المتحدة، والتي تشمل فتح ميناء الحديدة ووقف إطلاق النار"؛ فقد شدد بالقول: "ولا مناص، لتحقيق هذه الغاية، من أن ينهي الحوثيون هجومهم على مأرب، ويوقفوا هجماتهم المستمرّة عبر الحدود ضد المملكة العربية السعودية".
وبحسب وكالة رويترز، كان المبعوث الأمريكي- خلال كلمته الجمعة في مؤسسة "المجلس الأطلسي"، وجه انتقادات إلى الحوثيين، مبديا أسفه إزاء إعطاء الجماعة الأولوية لزحفها العسكري للسيطرة على محافظة مأرب وسط اليمن.
وأضافت الوكالة أن ليندركينغ أعلن أن الولايات المتحدة ستستأنف تمويل المساعدات الإنسانية المخصصة إلى الشمال اليمني الخاضع لسيطرة "أنصار الله"، مضيفا أن واشنطن ستعمل مع السعودية والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا من أجل إيجاد سبيل لتقديم الوقود إلى اليمنيين الأشد حاجة إليه.
وشدد الدبلوماسي على الأهمية القصوى لاستقرار الوضع الاقتصادي في اليمن والاحتفاظ بقدرة بنكه المركزي على السداد.
اضف تعليقك على الخبر