ارسال بالايميل :
1429
تهدد معركة مأرب مبادرة السلام الجديدة التي أطلقتها إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، كونها منطقة استراتيجية في وسط اليمن. وبينما تحشد جميع الأطراف مواردها من أجل الاستيلاء على مأرب، لتعزيز موقفها التفاوضي بشأن وقف إطلاق النار، فإن حياة مئات الآلاف من السكان المحليين والنازحين داخليًا أصبحت عرضة للخطر مرة أخرى، مما يجعل فك الاشتباك في مأرب خطوة أولى حاسمة على طريق وقف إطلاق النار الشامل والسلام في اليمن.
أصعب تحدي للحوثيين
يواجه الحوثيون أصعب تحد عسكري لهم حتى الآن، حيث اضطروا لإلقاء الكثير من مواردهم العسكرية والبشرية المهمة في معركة مأرب، في الوقت الذي يواجهون فيه تحديات في جبهات مهمة أخرى، في تعز والحديدة وصعدة.
وتعتبر قيمة محافظة مأرب اقتصادية في المقام الأول، فهي تحتوي على معظم النفط والغاز المنتجين حاليًا في البلاد، ولكنها أيضًا ذات أهمية استراتيجية هائلة، نظرًا لموقعها. وبما إنها تعد محور دفاع قوي عند التلال المؤدية إلى صنعاء، فإن السيطرة على مأرب ستسمح أيضًا للحوثيين بقطع أي دعم بري من الشمال إلى حلفاء "التحالف العربي" في حضرموت والجنوب.
وإذا شن الحوثيون هجومًا في المستقبل، فإن سيطرة قوية على مأرب ستسمح لهم أيضًا بإرسال قوات إلى حضرموت في الشرق وشبوة في الجنوب. وسيسهل الاستحواذ على شبوة الانتقال إلى شاطئ البحر شرق المكلا، ويقطع أي دولة جنوبية محتملة في المنتصف.
ومع ذلك، فإن مأرب، المحاطة بأميال من التضاريس الصحراوية المنبسطة، ليست أرضًا مثالية لمقاتلي الحوثيين، الذين هم أكثر مهارة واعتيادًا على المناطق الجبلية الوعرة. وتنتشر قوات الحوثيين دون أي غطاء خارج المدينة، مما يجعلهم أهدافًا سهلة للقصف الجوي والأرضي، وفي حين لا توجد أرقام موثوقة، تفيد التقارير أن خسائر الحوثيين في مأرب مرتفعة للغاية، وحتى لو سيطروا بشكل كامل على المدينة، فإن القوات المطلوبة لاحتلالها يمكن أن تضعف سيطرتهم على مناطق ومدن مهمة أخرى.
ويوجد نفس دافع الحوثيين لمحاولة الاستيلاء على مأرب لدى القوات المناهضة للحوثيين، مما يقودهم إلى التجمع لمواجهة كبيرة هناك. وقد تم تعزيز قوات الرئيس "هادي" من قبل القوات الموالية لنائبه "علي محسن"، والقوات العشائرية من مأرب، والقبائل الساخطين من الجوف والبيضاء. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المحادثات جارية من أجل انضمام قوات من الساحل الغربي (قوات طارق صالح حول الحديدة)، وكذلك مقاتلين جنوبيين من الضالع.
وبما أن أعداد هؤلاء هائلة، فقد يفوقون عدد الحوثيين قريبًا، ومع ذلك، فمن الناحية النوعية؛ يجب أن تكون القوات المناهضة للحوثيين تحت قيادة واحدة لتشكل تهديدًا حقيقيًا، وهذه عقبة لم يتم التغلب عليها بعد. فطوال فترة الصراع، قاتلت هذه القوات ضد بعضها البعض بقدر ما قاتلوا الحوثيين، وسيتعين على قادتهم دفن خلافاتهم، على الأقل مؤقتًا، للقتال بفعالية في مأرب.
اضف تعليقك على الخبر