لم تعد عاصمة محافظة أرخبيل سقطرى حديبو وحدها من تشكي تراكم المخلفات والنفايات في الطرقات والشوارع وعلى روؤس الأشجار؛ بل أصبحت شواطئ وسواحل الجزيرة تختنق شيئاً فشيئاً بمكبات النفايات في ظل تعطيل مهام مؤسسات الدولة، وإيقاف الخدمات التشغيلية الخاصة بالحفاظ على الجزيرة، واستمرار سياسة عزل المحافظة عن بقية المحافظات اليمنية.
ففي تطور خطير وغير مسبوق تقضي الإمارات على الطبيعة النادرة للجزيرة الواقعة على بحر العرب، فالجزيرة التي تمضي في طريق التدمير والإهمال المتعمد والتي تقع على بعد 350 كيلومتراً جنوبي شرق ساحل اليمن هي مدرجة ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو لما تحتويه من طبيعة ناردة وخيالية، لكنها أصبحت مهددة أكثر من أي وقت مضى.
هنا يتسائل السقطريون.. لماذا يتم تدمير الجزيرة وما هي الأهداف الخفية وراء تعطيل الخدمات التشغيلية الخاصة بالحفاظ على الأرخبيل؟!.
يقول حمدين السقطرى (42 عاماً)، إن أبوظبي تهدف إلى تحويل الجزيرة لمنطقة عسكرية خاضعة لها، وتسعى إلى إلغاء السياحة في الجزيرة والتي كانت المصدر الرئيس الذي يعتاش منه سكان المحافظة قبل احتلال الامارات لها.
وأضاف لـ"المهرية نت": كنا في الجزيرة نقتات بشكل رئيسي على عائدات السياحة، وكان أبناء الجزيرة يقومون ببيع منتجات مثل اللبان والصبر والمر والبخور وأنواع مختلفة من عسل النحل، بعضها نادر جداً ولا ينتج في أي مكان آخر من العالم، واليوم أصبحت الجزيرة تنتج النفايات والمخلفات للأسف الشديد.
وتابع قائلاً: كان العديد من السكان يعتمدون على رعي المواشي والإبل والأبقار والأغنام، واليوم أصبح أبناء الجزيرة يتجهون إلى المعسكرات في ظل تسابق محموم على استقطابهم من قبل الإمارات، وهو ما يرفضه مشائخ ووجهاء الجزيرة لتحويلها لمنطقة صراع.
يوافقه المواطن السقطري نصر علي، الرأي حيث يؤكد قيام عناصر المجلس الانتقالي المدعومين إماراتياً بالمساهمة في محاصرة المواطنين والقضاء على الحياة الطبيعية في الجزيرة.
وقال في حديثه، لـ"المهرية نت": تسبب حصار الجزيرة بالقضاء على البيئة الطبيعية فيها، حيث اضطر أبناء سقطرى للجوء إلى قطع الأشجار واستخدام أخشابها في الطهي والتدفئة بسبب عدم وجود مادة الغاز المنزلي وانقطاعه من فترة إلى أخرى.
واشار إلى أن الثروة المتنوعة وخصائصها الطبيعية الفريدة من نوعها وموقعها الاستراتيجي فتح شهية أبوظبي وأطماعها للسيطرة على الجزيرة وبسط سيطرتها ونفوذها من خلال تحكمها في أنشطة الحياة والعمل على الاستحواذ على أراضٍ يمنية.
وتهدد النفايات صحة المواطنين في سقطرى، فيما يشكو صندوق النظافة الركود منذ دخول الانتقالي للجزيرة حيث تنتشر النفايات بشكل كثيف في شوارع حديبو وتهدد صحة المواطنين.
ظاهرة تدمير البيئة الفريدة في محافظة أرخبيل سقطرى لاتزال قائمة، تتسلل النفايات لمناطق مختلفة، لتبدأ في انتزاع الصور الجميلة، وبدلاً عنها تتصدر صورٌ لايليق بنا أن نتركها تخدش جمال الطبيعة.
ويصل خطر هذه النفايات إلى أزقة وشوارع العاصمة حديبو، حيث القاذورات تتوزع على أحياء المدينة، لتمحو جمالها وتفسد هوائها وتنتزع البهاء الذي لطالما عرفت به سقطرى ومدنها.
لاينتهي الخطر هنا، فالطبيعة متضررة والإنسان سيكون كذلك أيضاً، يتحدث المواطنون عن تلك المخاوف التي تكشفها ملامحهم بعد أن رأوا أحداثاً مماثلة شهدتها محافظات أخرى أبرزها عدن.
من جانبه، يؤكد عدد من المراقبين والمهتمين بالجزيرة، إلى أهمية لجوء الحكومة اليمنية إلى الأمم المتحدة وإصدار بيان واضح من قبل الحكومة اليمنية حول ما يجري في الجزيرة، وإيقاف العبث، وحماية الجزيرة قبل فوات الأوان.
*عن المهرية نت
اضف تعليقك على الخبر