ارسال بالايميل :
605
يمن اتحادي - سقطرى -من مختار حفيظ
سلطت الصحافة الدولية خلال العام 2019 الضوء على المخاطر التي تهدد أرخبيل "سقطرى" المحمية من قبل منظمة "اليونسكو" جراء التوغل الإماراتي بداخلها. وقالت تقارير صادرة عن صحف عالمية ومنظمات دولية إن الأرخبيل اليمنية الغنية بالتراث الفريد أصبحت مهددة بشكل متزايد من قبل الإمارات العربية المتحدة. وكشفت التقارير عن تعرض أشجار دم الأخوين المهددة بالانقراض والتي لاتوجد سوى في "الجزيرة" تتعرض للسرقة من قبل قوات الإمارات والتي عرضت في أبوظبي. كما تحدثت التقارير عن قيام قوات أبوظبي المتواجدة في الجزيرة أيضا بنهب الطيور النادرة وحجارة الشعاب المرجانية. شبكة "انسايد ارابيا" حذرت في تقرير لها في أواخر شهر أبريل من نوايا طويلة الأجل تخطط لها أبو ظبي تجاه جزيرة "سقطرى" اليمنية. قالت شبكة " إن دولة الإمارات استحوذت على جزيرة سقطرى بعد إنشاء قاعدة عسكرية في الجزيرة اليمنية وتنفيذ تنمية اجتماعية واقتصادية واسعة النطاق. وتساءلت الشبكة المختصة في شوؤن الجزيرة العربية قائلة: هل تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة فقط مساعدات إنسانية واقتصادية أم أنها تضع الأساس "للانفصال" المستقبلي للجزيرة عن البر الرئيسي في اليمن؟ وأضاف التقرير في السنوات الأخيرة، أصبحت سقطرى النقطة المحورية في الصراع على السلطة بين اليمن والإمارات العربية المتحدة. وبدأ تحالف بقيادة السعودية الإمارات العربية المتحدة تدخلاً عسكريًا في اليمن في عام 2015 لدعم حكومة البلاد المعترف بها دوليًا ضد انقلاب جماعة الحوثي المسلحة على الشرعية. وأشارت شبكة (Inside Arabia Magazine) إلى أنه على الرغم من أن الحوثيين لم يصلوا إلى أي مكان بالقرب من سقطرى ، إلا أن الإمارات العربية المتحدة تستخدم الموقع الاستراتيجي للجزيرة المحمية من قبل اليونسكو لتوسيع قوتها الإقليمية. مشاريع لتمزيق نسيج الجزيرة الاجتماعي وفي الخامس من شهر يوليو من العام 2019 ذكر تقرير لموقع" ميدل إيست آي " البريطاني أن وصول مئات القوات اليمنية المدعومة من الإمارات العربية المتحدة إلى محافظة سقطرى ، أدى إلى تأجيج الاحتجاجات وزيادة انقسام سكان الجزيرة اليمنية . واعتبر العديد من سكان الجزيرة بمن فيهم محافظ سقطرى رمزي محروس أن تواجد القوات جزء من جهد إماراتي أوسع نطاقاً لاحتلال الجزيرة، التي تقع في واحدة من أكثر ممرات الشحن ازدحاماً في العالم. وأكد التقرير حينها أن القوات الإماراتية تحتل مطار الجزيرة وميناءها البحري، مما يعني أنه لا يمكن لأحد دخول الجزيرة إلى أن يتم تفتيشها من قبل القوات المدعومة من الإمارات. وصرح مصدر في مكتب المحافظ طلب عدم الكشف عن هويته " أن ما تقوم به الإمارات ليست سوى جزء من استراتيجية لإحكام قبضتها على الجزيرة، مضيفا ان المساعدات التي تقدمها للسكان يشبه الى حد كبير ما يفعله الغزاة عادة لكسب دعم الناس، مستدركا لكن المتعلمين وحدهم هم الذين يعرفون أن هذه هي الخطوة الأولى للغزو. يضيف المصدر إن أحد الاعتراضات الرئيسية هو أن الإمارات العربية المتحدة تستخدم القوات اليمنية، لذلك إذا اندلعت الاشتباكات، فإنها تقع بين اليمنيين، في حين يواصل الإماراتيون الحصول على الأراضي من مسافة آمنة. وقال إن طرد الإماراتيين بالقوة أمر مستحيل، معبرا عن أمله في أن تتمكن الحكومة من التوصل إلى اتفاق لتحريرنا من دولة الإمارات. وأفاد أحد الصحفيين أن الاستراتيجية الإماراتية في سقطرى تشبه الاستراتيجية التي كانت تُنفّذ في مناطق أخرى من البلاد: فهي على استعداد لخسارة الأموال في محاولة لتأمين الأراضي الاستراتيجية، وليس الرجال. وأشار محمد علي "إن الإمارات ليست مستعدة لخسارة المزيد من الجنود سواء في سقطرى أو في أي محافظة أخرى، لذلك يقومون بتدريب المقاتلين اليمنيين وطلب منهم تنفيذ أجندة الإمارات، منوها بأنها قامت بفرض قوات حزام الأمن في عدن حتى لا يمكن لأحد أن يعارضها بسهولة هناك، وأنها اليوم تكرر نفس السيناريو في سقطرى. أبوظبي تحتل 15 منطقة في قلب الأرخبيل وفي الثالث عشر من شهر أكتوبر قالت مجلة الاقتصاد الإيطالية المستقلة " Altreconomia" إن الإمارات العربية المتحدة احتلت قرابة خمسة عشر منطقة في جزيرة "سقطرى" حديقة التراث في الأرض. وأشارت في التقرير الذي نشرته للكاتب المختص في شؤون البيئة "فابيو بالوكو" أن ما قامت به الإمارات في هذه الحديقة العالمية ازدراء للقيود البيئية الموجودة على هذه الأراضي. وأضاف التقرير أنها احتلت المناطق وسارعت إلى إنشاء المباني والثكنات العسكرية في قلب الحديقة. وأوضح أن الممارسات الإماراتية جاءت بعد أن حصلت على الضوء الأخضر من التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين منذُ مارس 2015 لاحتلال الجزيرة. وأشار إلى أنه منذُ ذلك الحين لم يعد بالإمكان الوصول إلى جزيرة "سقطرى" من مطار صنعاء وأصبح في الواقع مغلقًا أمام السياح. ووفقا للتقرير فإن جزيرة "سقطرى" تقع على بعد 350 كيلومترًا من النزاع الدائر في اليمن الذي تنتمي إليه وهي حديقة ذات تراث طبيعي غير عادي تعترف به اليونسكو. و مع ذلك، فإن مصالح الأطراف الفاعلة في الحرب تعرض الحديقة وتراثها للخطر. وتمتد الجزيرة على مساحة 3600 كيلومتر مربع تقريبًا و2500 كيلومتر من الشريط الساحلي، حيث يبلغ ارتفاعها أكثر من 1500 متر فوق مستوى سطح البحر. أبوظبي تحتل أهم مواقع التراث في سقطرى وفي العاشر من شهر أكتوبر من العام 2019 قال موقع "لوب لوغ" الأمريكي إن النزاع المسلح الدائر في اليمن أثر على جزيرة سقطرى رغم بعدها عنه. وأوضح أن النزاع المسلح الذي ابتلي به البر الرئيسي في اليمن، كان له التأثير الأكثر غدراً على بيئة الجزيرة، وقال إن التأثير على الجزيرة بدأ كتدخل إنساني واسع النطاق من قبل الهلال الأحمر الإماراتي في أعقاب الأعاصير عام 2015، وتبعه نشر القوات الإماراتية في سقطرى في عام 2018 دون التنسيق مع الحكومة اليمنية أو محافظ الجزيرة. ولفت إلى أن نشر القوات العسكرية لم يكن له أي مبرر بالنظر إلى أن الحوثيين كانوا موجودين في شمال اليمن، على بعد أكثر من 1000 كيلومتر وعبر خليج عدن. وأضاف أن الرئيس اليمني احتج بشدة حينها على ما سماه الاحتلال من قبل الإماراتيين. ويفيد التقرير أن القوات الإماراتية غادرت من الجزيرة في نهاية المطاف (لتحل محلها القوات السعودية) ولكن ليس قبل أن تترك وراءها ممثلين عن حكومة الإمارات العربية المتحدة، من الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة التي تتخذ من أبو ظبي مقراً لها، وهي مؤسسة خيرية ترعاها الحكومة. وحول نشاط المؤسسة الإماراتية. ونقلت الموقع عن المحافظ "رمزي محروس" قوله: إن المنظمات الإماراتية الخيرية تخفي هدفًا أكثر مراوغة من خلال شراء ولاء سكان سقطرى ، وتمكين التجار والمستثمرين الإماراتيين من ممارسة الأعمال التجارية في الجزيرة تحت ستارهم. وكشف محروس عن قيام مؤسسة خليفة امن تمكين الإماراتيين وغيرهم من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي من شراء أراضي في سقطرى.، على الرغم من أن المرسوم الحكومي يحظر بيع أي أرض على الجزيرة. وقال "محروس" إنه تم بيع قطع الأراضي في المناطق المحمية والساحلية بأسعار تتراوح بين مئات الآلاف إلى عشرات الملايين من الدولارات، والهدف المعلن عنها هو تطويرها لتصبح مساكن خاصة أو منتجعات سياحية. ووفقا للمحافظ "محروس"، فإن ممثل دولة الإمارات العربية المتحدة في الجزيرة، خلفان المزروعي، يبسط على 150،000 متر مربع من الأراضي على هضبة ديكسام ، وهي منطقة محمية في وسط الجزيرة. الإمارات تفكك اليمن عبر ميليشيات محلية وفي الحادي عشر من شهر مايو قالت مؤسسة جيمس تاون الأمريكية إن الإمارات العربية المتحدة المشاركة ضمن التحالف العسكري باليمن، تدعم تشكيل مليشيات محلية في جزيرة أرخبيل سقطرى تعمل ضد الحكومة الشرعية. وذكرت المؤسسة في تقرير لها أعده الباحث والكاتب رافد الجبوري " أنه على الرغم من الإنكار الرسمي، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تدعم تشكيل ميليشيات محلية في سقطرى. مشيرة إلى أن المليشيات المحلية تشكلت في محافظات جنوب اليمن الأخرى من قبل الإنفصاليين اليمنيين الجنوبيين المدعومين من الإمارات والتي اكتسبت مزيداً من القوة خلال الحرب. واضاف التقرير: "دعمت الإمارات أيضاً المجموعة السياسية الإنفصالية الأكثر تنظيماً والمدعوة باسم المجلس الإنتقالي الجنوبي، على الرغم من أن سقطرى لم تشهد قتالًا خلال حرب اليمن إلا أنها كانت في صراع آخر على السلطة. وفي الـ 30 من شهر يوليو كشف موقع "عربي 21" اللندني عن محاولات جديدة لأبو ظبي للسيطرة على جزيرة سقطرى اليمنية الاستراتيجية الواقعة جنوبي البلاد. وذكر أن أبوظبي شرعت في خطة "اختراق الوحدات الأمنية والعسكرية، وتفكيكها عبر حملة استقطاب واسعة للجنود الحكوميين ونقلهم جوا إلى أراضيها"، سعيا منها لتفريغ تلك الوحدات من الولاء للحكومة اليمنية الشرعية. وتابع: "الطيران الإماراتي، ينشط عبر رحلات منتظمة، لنقل الراغبين من سكان الجزيرة اليمنية في السفر إلى أراضي الدولة الخليجية بدواعى العمل أو للتجنيد ضمن قواتها المسلحة". وأردف قائلا، "إن عملية التحشيد والاستقطاب وصلت إلى داخل الوحدات الأمنية والعسكرية، بإغراء العشرات من الجنود الحكوميين برواتب مجزية في حال سافروا إلى الإمارات، إما للتجنيد في الجيش الإماراتي أو الاشتغال في مهن أخرى. وفي الـ 7 من شهر سبتمبر من العام 2019 نقلت صحيفة "ميدل إيست مونيتور" البريطانية، عن مصادر في مطار "سقطرى" الدولي، إن مجموعة جديدة من المرتزقة وصلوا إلى الجزيرة لتعزيز وجود الإمارات في المنطقة. وقالت المصادر إن العشرات من المرتزقة يحملون جنسيات هندية وبنجلاديش وصلوا على متن طائرة إماراتية، ويتم استيعابهم في مقر القوات الإماراتية في الجزيرة. ويقول السكان إن الجنود والمسؤولين الأجانب يتعاملون مع الجزيرة كما لو أنها تابعة للإمارات العربية المتحدة وليس لليمن، بل ترفع الأعلام الإماراتية على المباني الحكومية. الإمارات تسرق تراث "سقطرى" وفي شهر "نوفمبر" دعت منظمة المراقبة الدولية التابعة للأمم المتحدة "(IUNW) إلى الحفاظ على جزيرة سقطرى القديمة شرقي اليمن. وطالبت الأمم المتحدة بتكثيف الجهود من أجل الحفاظ على تراث "سقطرى" الذي أصبح مهدد بشكل متزايد من قبل الإمارات العربية المتحدة. وأكدت المنظمة أن الجزيرة تعد موطنًا لأشجار Dragon Dragon Blood ( Dracaena cinnabari ) المحمية من قِبل اليونسكو ، والمعروفة محليًا باسم "دم الأخوين"، والتي تعد من الأنواع النباتية المهددة بالانقراض التي توجد فقط في سقطرى. وأوضحت أن أشجار دم الأخوين المهددة بالانقراض والتي لاتوجد سوى في "الجزيرة" تتعرض للسرقة من قبل قوات الإمارات والتي عرضت في أبو ظبي وفقا لتقارير وفيديوهات تداولتها وسائل اعلام ونشطاء. وأضاف البيان أن قوات أبو ظبي المتواجدة في الجزيرة أقدمت أيضا على نهب الطيور النادرة وحجارة الشعاب المرجانية. وأكدت أنه يتعين على الأمم المتحدة مضاعفة جهودها للحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي للجزيرة. وأفاد بيان منظمة المراقبة الدولية أن القوات الإماراتية تم ارسالها لأول مرة إلى الجزيرة في أبريل 2018 دون التنسيق المسبق مع الحكومة اليمنية، والتي ذكرت أن الوجود الإماراتي "يدور حول السيادة الوطنية وغياب مستوى قوي من التنسيق المتبادل". وأضاف البيان: تم وصفها بأنها مساعي احتلال أو استعمار، والتي تشكل تهديدًا للحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي.
اضف تعليقك على الخبر