ارسال بالايميل :
8019
في محاولة لاستنساخ سيناريو جريمة مقتل العميد منير اليافعي (أبو اليمامة) قائد لواء الدعم والإسناد بقوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي ، دشنت أطراف سياسية بمحافظة تعز حفلة اتهامات جاهزة في جريمة إغتيال العميد الركن عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع في تعز ، مستهدفة مؤسسات الدولة الشرعية في المحافظة .
في بداية أغسطس الماضي استيقظت العاصمة المؤقتة عدن، على دوي هجوم مزدوج، أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات من رجال الشرطة والجيش، على رأسهم العميد منير اليافعي، الشهير بـ"أبو اليمامة".
وما هي إلا لحظات حتى بدأ الضخ الاعلامي لأطراف محلية وأقليمية، بإتجاه تحميل الشرعية الدستورية مسؤولية الحادثتين، رغم الإعلان الصريح والواضح من قبل مليشيات الحوثي الانقلابية، عقب هاتين الحادثتين مباشرة، المسؤولية عن ارتكابهما.
ورغم أيضاً، وجود الأدلة الواضحة بتورط الإمارات إلى جانب مليشيا الحوثي، في ارتكاب تلك المجزرة، عبر مد الطرف الأول للطرف الثاني بالمعلومات اللوجستية وإجراء اتصال بالعميد منير اليافعي، وهو في منصة عرض عسكري بمعسكر الجلاء بعدن ، والتشديد عليه من قبل المتصل (ضابط إماراتي) بالتوجه إلى خلف المنصة ليكمل معه الحديث وما هي إلا ثلاث دقائق تقريبا حتى وقع التفجير في نفس المكان الذي سيق اليه "أبو اليمامة " لتنتهي مكالمة المتصل بنهاية حياة قائد لواء الدعم والإسناد، ورغم كل هذا، ظل الإعلام المعادي والموالي له يأجج الشارع العدني والشارع الجنوبي عامة ضد الشرعية.
وبعد ستة أيام من الضخ الاعلامي المتواصل، وتحديدا يوم 7 أغسطس الماضي، أعلن عن تشييع جثمان ابو اليمامة، إلى مقبرة تقع على مقربة من قصر معاشيق والبنك المركزي اليمني بعدن، وتم تحشيد المواطنين من عدد من المحافظات الجنوبية للمشاركة في التشييع والتغطية على تنفيذ مؤامرة الإنقلاب على الشرعية الدستورية التي قادتها وشاركت فيها الإمارات العربية المتحدة، مع قوات الانتقالي المدعومة من قبلها.
ولم يتوقف الأمر عند السيطرة على عدن بل تجاوز ذلك إلى تمدد الانقلاب إلى المحافظات المجاورة لها وإلى قصف قوات الجيش الوطني في تخوم عدن وفي أبين من قبل الطيران الحربي الإماراتي.
ولولا التنديدات الدولية بجريمة قصف الإمارات للجيش الوطني، وردت فعل الشرعية والشعب اليمني الغاضبة، لأستمرت في قصفها للجيش في أكثر من محافظة.
وفي بداية ديسمبر الجاري ، استيقظت محافظة تعز، على جريمة إغتيال العميد الحمادي ، ليعقب هذه الجريمة النكراء، ضخ إعلامي من قبل نفس تلك الأطراف المحلية والأقليمية التي قامت بالضخ الإعلامي عقب مقتل "أبو اليمامة " متضمناً سيل من الإتهامات والمزاعم ضد الشرعية والتجمع اليمني للإصلاح، كما حصل في السيناريو السابق تماماً.
وتواصل ذلك الضخ وما زال حتى اللحظة، بهدف التغطية على الجناة الحقيقيون ومن يقف ورائهم، ومحاولة إلصاق التهمة بالشرعية والأطراف المنضوية فيها، وتهييج الشارع التعزي ضدهم.
وصباح اليوم السبت 7 ديسمبر خرجت في مدينة تعز، مسيرة منددة باغتيال الحمادي ورافعة لشعارات روج لها المتورطون في الجريمة، رغم صدور قرار رئيس الجمهورية، مساء أمس الجمعة، بتشكيل لجنة تحقيق لكشف ملابسات اغتيال العميد الحمادي، مكونة من النائب العام علي الاعوش وعضوية رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء الركن أحمد محسن اليافعي، ورئيس عمليات محور تعز العميد عدنان رزيق، والعميد مطهر الشعيبي.
ومن خلال الخطوات التصعيدية التي تنفذها الأطراف المستفيدة من جريمة اغتيال الحمادي، يتضح وبما لا يدع مجالا للشك، أن الهدف المرسوم لها، هو سيطرة مليشيات انقلابية أخرى على تعز ، لتصبح تحت إدارة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، كما حصل في عدن .
ويلاحظ المتابع لحادثة اغتيال العميد الحمادي، انه في اللحظات الأولى من وقوعها، سردت صحيفة العرب الإماراتية الصادرة من لندن تقريراً مطولا اتهمت فيه مباشرة ما أسمته ب "تنظيم الإخوان في اليمن" بالوقوف وراء عملية اغتيال الحمادي، في إشارة إلى الإصلاح، الأمر الذي عزز الشكوك عن الاحتمالية الكبيرة لوقوف الإمارات خلف الحادثة وان إتهامها للاصلاح الذي توجد بينها وبينه خلافات شديدة .القصد منه نفي التهمة عنها والانطلاق لتنفيذ مخططها في تعز كما فعلت بعدن بعد تصفية أبو اليمامة.
صحفيون وإعلاميون ونشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي من بينهم توفيق السامعي ومازن محمد ولؤي عبدالقادر وطلال المقطري وجلال السلمي ، تحدثوا عن تصفية الحمادي نتيجة لرفضه السماح لطارق صالح وقواته فتح الطريق من جهة عدن للدخول إلى مدينة تعز.
ونوهوا إلى قول الحمادي عقب رفضه تمكين طارق من تعز :عندي 2800 شهيد قتلهم طارق بكتائب قناصته التي أرسلها إلى تعز فكيف أسمح له بالدخول إليها اليوم؟!.
وأوضح الصحفيون والاعلاميون والنشطاء في مقالات ومنشورات عبر مواقع التواصل الإجتماعي، أن الإمارات ستستخدم دم الشهيد الحمادي كما استخدمت دم الشهيد أبو اليمامة، في تنفيذ مؤامرة تقسيم اليمن واحتلال موانئه ومطاراته وجزره، والقضاء على الشرعية الدستورية بشكل كامل ، وحل محلها مليشيات متمردة تأتمر بأمر ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد وبقية إخوانه ومعاونيه.
لكن مراقبون أشاروا مرارا إلى أن تعز مختلفة عن العاصمة المؤقتة عدن ، مستندين إلى حقائق كثيرة أبرزها تماسك مؤسسات الدولة الشرعية، والرفض الشعبي المطلق للاجندة الإماراتية .
ويرى المراقبون أن المسيرات التي خرجت،اليوم ، عملت على تقزيم قضية إغتيال قائد اللواء 35 مدرع ، وظهرت بشكل هزيل، ما عكس الوقائع المختلفة بمحافظة تعز والتي ترفض المشروع الإماراتي، وتواجه بارتياب أي دعوات مشبوهة للتظاهر أو التحريض تحت ستار القضايا العادلة.
اضف تعليقك على الخبر