ارسال بالايميل :
5635
متابعات
سردت الصحفية الأمريكية "ماجي ميشيل" مراسلة وكالة الأسوشيتد برس حكايتها خلال رحلتها إلى اليمن وعن الحرب التي تشهدها البلاد والتي وصفتها بـ "القذرة".
وقالت ميشيل -الفائزة بجائزة البوليتزر للعام 2019- في حوار أجرته المحررة العربية للشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية مجدولين حسن، إنه على الرغم من أن هذه الحرب لم تحصل على تغطية كافية من قبل معظم وسائل الإعلام الدولية الرئيسية بسبب القيود الأمنية والمالية، فقد قضى فريق من الصحفيين من (الأسوشيتد برس) في العامين 2018 و2019 أشهرا في التحقيق فيما سموها( الحرب القذرة في اليمن).
وفازت ماجي ميشيل وناريمان المفتي ومعد الزكري بجائزة البوليتزر للتقارير الدولية لعام 2019 – ليكونو بذلك أول فريق عربي يحصل على الجائزة المرموقة -وتضمنت السلسلة الفائزة قصصا حول نقص التطعيم وانتشار الكوليرا، تورط الأطفال في الصراع العسكري، احتجاز المعتقلين اليمنيين دون تهمة وتعرضهم لاعتداءات جنسية في سجن تديره دولة الإمارات؛ وسرقة المساعدات الغذائية.
وأضافت ميشيل "غطيت المنطقة العربية منذ عام 2002 ، وأشرف حاليا وأعمل مع شبكة واسعة من المراسلين والمراسلين الناطقين بالعربية داخل وخارج اليمن. لافتة إلى أنها عملت ميدانيا على الأرض في اليمن منذ عام 2015، العام التي اندلعت فيها الحرب.
وتابعت "كنت قد قرأت كتاب “الملاذ الأخير” لجريجوري جونسون: اليمن والقاعدة وحرب أمريكا في الجزيرة العربية (حول وجود القاعدة في اليمن)، وكان الكتاب مليئ بالتفاصيل والحقائق القيمة التي جعلتني أرغب في البحث أكثر. لذلك بدأت في رحلة للعثور على مصادر في هذا البلد".
وأردفت غصت في وسائل التواصل الاجتماعي في بداية البحث، وتمكنت من الاتصال بمصدر من تنظيم القاعدة يعمل كمسؤول وسائل الإعلام الاجتماعي. أجريت معه عدة محادثات، وعرفت أن هناك المزيد من التفاصيل لن أتمكن من التبحر فيها دون وجودي في الميدان، لذلك، طلبت إجازة غير مدفوعة الأجر من وكالة الأسوشييتد برس، وتمكنت من الذهاب إلى اليمن على نفقتي الخاصة وبناء شبكتي هناك من نقطة الصفر.
واستطردت "بعد أن أمضيت ستة أشهر على الأرض، عدت إلى عملي في وكالة الأسوشييتد برس محملة بالكثير من القصص المقترحة. وفي ذات الوقت، بدأت وكالة ال AP بتشكيل نواة فريقها الاستقصائي العالمي، عرضت فكرة قصة على محررتي Trish Wilson حول السجون السرية في اليمن الواقعة تحت سيطرة قوات الإمارات. قالت لي، “اذهبِ الآن”. وكانت القصة أول تحقيق فخُرت حقًا بالعمل عليه".
وعن تشكيل فريقها باليمن قالت "ناريمان أيمن المفتي، تعمل كمصورة صحفية، التقيت بها بعد انضمامها إلى مكتب ال AP في القاهرة في عام 2011. عملت لأول مرة مع معد الزكري في مارس/ آذار 2016. وهو صحافي فيديو مستقل يمني قدم لنا صورة طفل رضيع يموت بسبب المجاعة التي اجتاحت اليمن. مشيرة إلى أن زكري صحفي مجتهد ولديه شبكة داخلية ضخمة من المصادر من كلا الطرفين الحوثيين والحكومة".
أما ناريمان فقالت "كانت بارعة في إيجاد حلول للمشاهد المعقدة. على سبيل المثال، في قصة تجنيد الحوثيين للأطفال، كنا نزور مركزًا لإعادة التأهيل يسيطر عليه التحالف الذي تقوده السعودية وكان لدينا قلق من حصولنا على الرواية السعودية فقط؛ كنا بحاجة إلى ماهو حقيقي وواقعي. اقترحت ناريمان أن نتبع الأطفال أثناء مغادرتهم مركز التأهيل للتحدث معهم فيما بعد".
وحول المنهجية التي اتبتعها أثناء إنجاز القصص أردفت "لقد بدأت بعملية بحث مستفيض، حيث كنا بحاجة إلى الاعتماد على ما تم تغطيته سابقا – وليس فقط البدء من نقطة الصفر. ثم حفرنا في المصادر وبدأنا ننتقل إلى تلك الدوائر المقابلة، بما في ذلك الباحثون ومراكز الفكر والنشطاء والصحفيون المحليون. تم رسم الدائرة الثانية من قبل المسؤولين السابقين والأصدقاء والأقارب وأفراد الأسرة. الدائرة الثالثة هي أشخاص انخرطوا بشكل مباشر في القصة، أولئك الذين لديهم روايات مباشرة عما كنا نبحث عنه – ضحية أو شخص متورط بشكل مباشر في الانتهاكات أو شاهد أو مسؤول.
واستدركت "اعتمدنا اعتمادًا كبيرًا على خدمات الاتصال المشفرة مثل Signal و WhatsApp و Telegram في التواصل مع الناس، لأننا نعرف أنهم دائمًا قلقون تجاه التحدث عبر الهاتف. عندما تكونت لدينا قائمة مختصرة بالمصادر، بدأنا في التخطيط للزيارات. ورسمنا خرائط للعمل، أجرينا سلسلة من المقابلات التي استغرقت أحيانًا ساعات مع شخص واحد، وقمنا بتسجيل الملاحظات ثم نسخ جميع الملاحظات وحفظها في مجلد واحد".
وعن المنهجية المعتمدة على القصة التي تريد معالجتها أحيانًا قالت "كنا نقوم بنصف العمل على الأرض وأكمل الباقي في مكان إقامتي. أحيانًا أقوم بعمل 20٪ من العمل على الأرض ومعظمه عندما أعود إلى القاهرة. عادةً ما أناقش ما وجدته مع المحررين حتى أتمكن من إنشاء خطة أولية حول كيفية سرد القصة، واكتشاف ما إذا كان هناك شيء ما زال مفقودًا، ومعرفة ما يجب القيام به بعد ذلك. ثم أعمل على مسودة أولى وأخذ القصة من هناك".
التغطية والتعذيب في سجون الحوثي
قالت الصحفية الأمريكية "كانت قصة سجون الحوثي أكثر سهولة من نظيرتها الإماراتية، لأنها كانت معترف بها على نطاق واسع محليًا، حتى لو تجاهلتها وسائل الإعلام الدولية. كذلك، كان المعتقلون الذين قابلناهم في مناطق أكثر أمانًا وكانوا قادرين على التحدث بحرية، بينما كان المحتجزون من قبل الإماراتيين ما زالوا يعيشون في مناطق تسيطر عليها الإمارات في جنوب اليمن".
تمكن فريقك من الحصول على وثائق سرية ومسرّبة لدعم السرد. هل يمكنك التحدث عن التكتيكات للوصول إلى الوثائق والمعلومات في مكان مثل اليمن؟
وتحدثت عن التكتيكات للوصول إلى الوثائق السرية والمسربة وقالت "أعتقد أن أفضل طريقة هي خلق قاعدة من المصادر والمبلغين داخل الوكالات والكيانات ذات موضوع التحقيق. هناك دائمًا أشخاص ليسوا راضين عن النظام ويرون الفساد بأم أعينهم ويريدون الإفصاح عنه، ولكنهم ينتظرون الشخص المناسب للتحدث معه".
ولفتت إلى أن معد زكي ساعد كثيرا بسبب شبكته الواسعة في معرفة من هو الأفضل للتحدث معه، وكان قادرًا على تعريفي بهم وبناء الثقة معهم.
وقالت إن الأمر استغرق شهوراً للحصول على مصدر مهم للانفتاح والحديث، ولم يحدث هذا إلا بعد أن اطلع على سلسلة من القصص التي أجريناها. هناك طريقة أخرى للتحدث إلى المصادر التي تخشى الحديث، هي مجرد الذهاب إليها للحصول على “تأكيد” حول حقيقة ما، امنحهم ما لديك واسأل: هل يمكنكم تأكيد هذه القصة؟ يفعلون عادة، ثم يتحدثون أيضًا بعد ذلك.
وحول العقبات التي تواجه المراسلين عند التحقيق في جرائم الحرب والتغلب عليها قالت "أعتقد أن الجزء الأصعب يأتي أثناء كتابة القصة والخروج بالنسخة النهائية. المحررون الرائعون الذين يعملون معنا يمكنوننا من إنجاز الأشياء في الوقت المحدد. في الميدان، العقبة الأكبر عند ما يرافقك عنصر من أحد الأطراف المتنازعة قسرا في جولتك الصحافية .
على سبيل المثال، في قصة توزيع المساعدات، كنت بحاجة إلى التحدث إلى أكبر عدد ممكن من عمال الإغاثة حول كيفية قيام الحوثيين بإعادة توجيه مساعداتهم الغذائية. رافقني رجل من الحوثيين وظل بجواري طوال الوقت، وكان علي أن أقدم لهم قائمة بأسماء الأشخاص الذين أردت التحدث إليهم، لذلك كانوا يعرفون بالفعل من سيتحدث معي وهذا يضع هذه المصادر في خطر.
وعن توفير الأمن للمصادر رأت ميشيل أن ذلك كان صعبا وقالت تمكنت من مقابلة بعض منهم خارج اليمن – كانت تلك طريقة لإبعادهم عن الأذى. الطريقة الأخرى كانت بالتأكيد على عدم ذكر أسمائهم أو الوكالة التي يعملون فيها.
اضف تعليقك على الخبر