ارسال بالايميل :
8459
يمن اتحادي - متابعات
كشفت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، عن تجنيد الإمارات مقاتلين من "القاعدة" في صفوف مليشياتها التي تدعو للانفصال في جنوب اليمن، مستندةً إلى اعترافات ضباط إماراتيين يقاتلون في حرب اليمن.
وتقوم الإمارات بتدريب نحو 30 ألفاً من المقاتلين في جنوب البلاد "الحزام الأمني والنخبة" غير التابعين للحكومة الشرعية لمحاربة تنظيم "القاعدة في الجزيرة العربية"، والذي كان قد سيطر على معظم الساحل الجنوبي لليمن في عز قوته، قبل أن يتراجع نفوذه إلى مناطق معزولة في وسط البلاد، أما الولايات المتحدة، التي تدعم هذه العملية، فتنفي أي تعاون مع مقاتلي "القاعدة".
ولكن الإمارات تواجه اتهامات بأن ما حققته ضد "القاعدة" لا يعود لإنجازات عسكرية، وإنما إلى صفقات عُقدت مع التنظيم تسمح لمسلحيه بالانسحاب من المناطق المستهدفة، بما أمكنهم حمله من أموال، إضافة إلى تجنيد مقاتليه للمحاربة إلى جانب المليشيات الداعية للانفصال.
وتورد الصحيفة أن الجيش الإماراتي نفى هذه الادعاءات بأنها "غير صحيحة وغير منطقية"، ولكنها تنقل عن قادة إماراتيين أن تلك المليشيات الانفصالية تستوعب أعداداً من مقاتلي "القاعدة" بعد التأكد من خلفياتهم.
ونقلت الصحيفة عن اللواء علي، الذي لم ينشر اسمه كاملاً لأسباب أمنية، من عمليات مكافحة الإرهاب الإماراتية، قوله إن "العديد من مقاتلي القاعدة هم من اليافعين الذين خضعوا لسيطرة التنظيم وأُجبروا أو أُقنعوا بحمل السلاح، وعند تنظيف المناطق المدنية من التنظيم، يترك وراءه الكثير من هؤلاء المقاتلين، ومن المنطقي تجنيدهم، لأن هذا الأمر يرسل رسالة قوية حول الالتزام اليمني بالتحرير".
ويضيف اللواء أن "محاربة التمرد عملية تهدف لكسب العقول والقلوب، تنظيم القاعدة ناجح جداً في تجنيد الأفراد، ولكنهم لم يجندوهم ليصبحوا إرهابيين، بل ليكونوا مقاتلين، حيث من الضروري التمييز بين الاثنين في مثل ساحة الحرب المعقدة هذه".
ويتابع بقوله "نجند مقاتلين وليس إرهابيين، يمكن التفريق بينهم بسهولة؛ المقاتلون كانوا متحمسين للانضمام لنا ولكن الإرهابيين أرادوا قتلنا، ولكننا نخضع المتطوعين لفحص نفسي شامل لضمان ألا يكونوا من المتطرفين".
ويؤكد اللواء الإماراتي للصحيفة البريطانية أن "مقاتلي القاعدة تحفزهم للقتال عوامل أخرى غير عقائدية ويمكن استيعابهم بسهولة في المجتمع، وتشمل هذه العملية تحسين نوعية حياة هؤلاء الأفراد، وإعادة تكوين البنى الاجتماعية"، إلا أن اللواء الإماراتي لم يفصح عن أعداد مقاتلي "القاعدة" السابقين الذين تم تجنيدهم.
ولكن الولايات المتحدة، التي تدعم هذه العملية، بما في ذلك مشاركة المعلومات الاستخبارية والضربات الجوية بالطائرات المسيرة عن بعد، تنفي أي تعاون مع مقاتلي "القاعدة".
فقد كانت "واشنطن تايمز" قد نقلت عن متحدث باسم البنتاغون قوله "هذه الادعاءات خاطئة، خاطئة كلياً، لا ندفع للقاعدة أموالاً، بل نقتل القاعدة".
ولكن عند مجابهة "ذي إندبندنت" لمتحدث باسم الخارجية الأميركية بتصريحات الجنرال الإماراتي، أجاب بقوله: "القاعدة تنظيم إرهابي معروف بقتله للأميركيين في الماضي ويقر برغبته بقتل المزيد منهم، سياسة الولايات المتحدة هي محاربة هؤلاء الإرهابيين".
اضف تعليقك على الخبر