ارسال بالايميل :
3113
يمن اتحادي - متابعات
تواصل الألغام، التي زرعها أطراف النزاع في اليمن، في حصد أرواح المدنيين وتزيد من معاناتهم، جراء الحرب المستمرة منذ أعوام.
المواطن اليمني إبراهيم حسن علي جَدُوْل، واحد من بين آلاف اليمنيين الذين شهدوا عن قرب وعاشوا ويلات الحرب وآثارها المؤلمة على المدنيين.
"جدول" البالغ من العمر 58 عاماً، وبينما كان يعيش في مدينة الحديدة غربي البلاد، اضطر لترك دياره وممتلكاته بسبب اندلاع الاشتباكات هناك، ليلجأ إلى إحدى المخيمات في مدينة مأرب.
وخلال رحلة لجوئه إلى مأرب، فقد المسن اليمني 5 من أفراد أسرته البالغة أعدادهم 10 أشخاص، نتيجة الألغام المزروعة على الطريق، ليواصل حياته مع اللاجئين الـ 5 المتبقين في المخيمات.
ونقلت الأناضول، عن إبراهيم حسن علي جدول، إن حياتهم تغيّرت بشكل كبير عقب وصول الاشتباكات إلى المناطق التي كانوا يقطنون فيها بمدينة الحديدة.
وأضاف أنه مع سيطرة جماعة الحوثيين على ريف الحديدة حيث كانوا يعيشون، ازدادت ظروفهم المعيشية سوءاً بعد أن كانت سيئة في الأصل.
وأوضح أن السكان باتوا لا يستطيعون الخروج من منازلهم بسبب خطورة الوضع في الخارج.
وأشار إلى أن انعدام المياه كان من أكبر الأزمات التي عاشوها في ريف الحديدة.
وأفاد أن عدم قدرة المنظمات الإغاثية الوصول إلى مناطق سيطرة الحوثيين، فاقم من الوضع الإنساني هناك، وعرّض السكان للجوع والفقر.
وعقب ازدياد الأوضاع سوءاً في المنطقة التي كان يقطن فيها بريف الحديدة، قرر التوجّه إلى إحدى مخيمات اللجوء في مدينة مأرب، والتي وصل إليها قبل أشهر برفقة ما تبقّى من أفراد أسرته.
وذكر "جدول" أنه فقد 5 من أفراد أسرته، خلال انتقالهم من ريف الحديدة إلى مأرب، جراء انفجار الألغام التي زرعها عناصر جماعة الحوثي.
وشدد المواطن اليمني على أن جميع من فقدوا أرواحهم من أسرته، كانوا مدنيين، مبيناً أنهم لم يستطيعوا في الوهلة الأولى الوصول إلى جثامينهم لعدم سماح الحوثيين لهم بذلك.
ونتيجة للمفاوضات مع عناصر الحوثي، استطاع الوصول إلى جثامين أفراد أسرته، ودفنهم في منطقة قريبة من موضع انفجار الألغام، بعد أن جمعوا أشلاءهم من المناطق المجاورة للانفجار.
وحول الظروف التي لجأ فيها إلى مأرب، قال المسن اليمني إنه تعرض لصعوبات ولمخاطر عدة خلال مسيرة لجوئه أيضاً، حيث كان مضطراً للمرور من مناطق سيطرة الحوثيين، وبالتالي من حقول الألغام.
وأشار إلى أن وصولهم إلى مأرب استغرق 5 أيام، جزء منها كان سيراً على الأقدام.
معاناة المواطن اليمني لم تنته حتى بعد تركه لدياره وفقدانه عدداً من أفراد أسرته، حيث أصيبت زوجته وابنته بمرض السرطان، الأمر الذي فاقم من معاناته في حياة اللجوء.
وقال "جدول" إنه لا يملك لا خيمة ولا بيتاً يأويه، بل حتى أنه لا يملك لباساً يقيه من برد الشتاء وحر الصيف.
وناشد "جدول" في ختام حديثه، المنظمات الإغاثية لمد يد العون إليه، مطالباً بتأمين مأوى له، والدواء لزوجته وابنته.
اضف تعليقك على الخبر