بقلم : محمد سالم بارمادة
المتأمل للمشهد في العاصمة المؤقتة عدن يري أن قدراً كبيرا ًمنالفوضى الأمنية تسود عليها, وأن المليشيات التي تحكم سيطرتها علىعدن تمارس العناد والرفض والتمرد والعنف بكافة صوره وأشكاله , فماتشهده عدن من أوضاع استثنائية بفعل انقلاب الانقلابيين الحوثيين أولاً, وما تلاه من انقلاب مليشيا الانتقالي ثانياً على الشرعية الدستوريةللوطن , قد أسهم في هذا القدر الكبير من الانفلات الأمني , وغيابسيادة القانون الذي جعل المواطنون يعيشُون في خوف ورعب من هذاالمناخ المليشياوي الفوضوي والمنفلت .
عطفاً على ما قلت سابقاً أقول .. لم يكن يعلم المواطن اليمني عبدالملكالسنباني ٣٠ عاما من أبناء محافظة ذمار شمال اليمن ويحمل الجنسيةالأمريكية إن عودته إلى ارض الوطن وبالتحديد مدينة عدن التي تسيطرعليها مليشيا ما يعرف بالمجلس الانتقالي سوف تكون نهاية رحلتهالطويلة ، التي قطعها من الولايات المتحدة الأميركية إلى اليمن, بعد أنتم توقيفه من قبل قوة أمنية في نقطة طور الباحة تابعة لمليشيات المجلسالانتقالي بتهمة انه يملك مبالغ من الدولارات و الاشتباه انه جوثي " عذرأقبح من ذنب" .
بعد أكثر من سبع سنوات من مغادرته اليمن، قرّر السنباني العودة إلىبلاده ولقاء أسرته التي تعيش في العاصمة صنعاء. لكنّ الفرحة التيغمرتها وهي تنتظر ابنها المغترب لم تدم طويلاً، إذ قُتل على يد قواتاللواء التاسع "صاعقة" التابع إلى المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً فيبلدة طور الباحة بمحافظة لحج جنوبي البلاد .
وقد سبق مقتل عبد الملك السنباني ترويج دعائي نشرته وسائل إعلامموالية للمجلس الانتقالي، يفيد بإلقاء القبض على "حوثي" بحوزته مبلغاًماليا بالدولار الأميركي , فأحدث ذلك صدمة وغضباً على مواقعالتواصل الاجتماعي .
قتلوا عبد الملك السنباني في مدينة عدن بعد أن زرعوا الحقد وبذورالتفاهة وسفكوا الدماء وقتلوا النفس التي حرم الله قتلها ومارسوا هوايةالقتل بتأثير أهواء وشهوات مَرَضية عدوانية .
إن خطورة ما يحدث في العاصمة المؤقتة عدن يحمل دلالات كبيرة تعكسنوايا فرض أجندات مُصنعة في الخارج تصب في مصلحة المليشياتفي الشمال أو في الجنوب, لذا فان الصمت على الانفلات الأمني فيالعاصمة المؤقتة عدن لم يعد ممكناً , والله من وراء القصد .
اضف تعليقك على المقال