ارسال بالايميل :
5230
بقلم : عمر الحار
الدكتور ناصر عبدالله النسي طبيب من شبوة،ومشروع عالم وفليسوف لم يكتمل بعد، عانق الافكار وفاز بها في الحياة،وعانق الاقدار وغاب بها عن الحياة،وهو في اوج عطاؤه الفكري والانساني ليلة الجمعة المباركة في عتق .
رحل الطبيب الفليسوف وقد ارشدته مهنته الانسانية الى مجالات اوسع في البحث عن خدمتها وارشادها على طريق الخلاص مما تعانية من ويلات ونكبات ومحن تعصف بها في كل قطر من اقطارها .
وطرق الدكتور النسي بوابة المستحيل بقوة ونبوغ جلي و فتحها بعلم وعزم لايلين ،ونال الشاب الطموح مايستحق من الذكر جراء عبقرية افكاره الفلسفية المتقدمة التي حملها بايمان عميق باهدافها ،واوقف مستقبله العلمي عليها ،وذاق متاعب الاجهاد من اجل تحقيقها واخراجها الى حيز الوجود .
رحل الدكتور النسي وهو في عنفوان العمر والعطاء، وخسرت شبوة واليمن والعرب والعالم برحيلة واحد من عباقرتها الشباب الخالدين في تاريخها الانساني المعاصر.
رحل الدكتور النسي وبين جنباته اسرار مشروعه الفلسفي والعالمي الكبير الذي يحمل هم الانسانية جمعا.
وغرتني الايام بالوعد على الجهل بما تحمله اقدارها بالجلوس معا ،والخوض في حياة وتجربة هذا العالم العبقري الشاب،واعلنت في مساء شبوي حزين غيابه الابدي عنا دون سابق انذار .
وكان خبر رحليه مزلزل وقابل للتاويل ،ويفتح باب هواجسها على مصرعيه .
واصابني الم رحيله في مقتل مهني بحت ناجم عن عدم امتلاكي خلفية علمية شامله عن مشروعه الفلسفي الكبير الذي يحمل مشروع خلاص الانسانية،وما تفرع عنها من مشاريع فكرية متنوعة في اطارات علمية متعددة وعنوانين متفرعه شملت شتى المعارف والعلوم .على الرغم من تواصلي شبه اليومي معه ومساعدته في التغطيات الاخبارية لانشطته العلمية التي تناولت جوانب من افكاره النيرة الحاملة لمعالجة كثير من الاشكاليات التي تواجهنا في القطاعات الخدمية الاساسية،وجعل من محافظة حضرموت منطلق علميا وعمليا لها،وشدني الحضور اللافت لمختلف الاوساط العلمية والاعلامية في قاهرة العروبة التي احتفلت بالتوقيع على سلسة اصداراته ( مشروع خلاص الانسانيه) على طريقة الكبار،وكانت بحق بوابة التعريف العالمية الاولى بنتاجه الفكري الزاخر وحاز مكتب وكالة الانباء اليمنية (سبأ) في القاهرة شرف التغطيات الرسمية لها .
وهناك اوجه شبه كبير بين العالم الشبوي واليمني النسي والعالم العربي المصري مصطفى محمود وكلاهما تخرجا من مشاه علميه واحدة،وهجراها في مقتبل العمر والعطاء،وسعيا في طريق العلم بوسائل اخرى للبحث عن الذات والتكوين المعرفي الواسع الذي يفوق قدرات العقول وينتقل بها الى مراحل متقدمة من عبقرية الابداع .
رحل عبقري شبوة وطبيبها الفليسوف الشاب بصمت،على طريقة الخالدين من العظماء في حياة الامم .
اضف تعليقك على المقال