ارسال بالايميل :
375
بقلم : عمر الحار
تكتب اليمن يومياتها بالدم وتستحم في قطراته الرقراقة بين السطور .
اليمن نسيت عروبتها،وباعت نفسها ،وتخلت عن ارثثها ،تاريخها ،وارضها قابلة لضياع،فقدت كرامتها،وفقدت دينها،حلمها،روجولتها، وتجاهلت قول الرسول،هذه اليمن لانعرفها ولا تشبه حاضرنا ولا تاريخنا ،وهي نسخة لاشرارها الذين جمعهم الشيطان من مخلفات الحقب و العصور ،ومكنهم من اليمن بعد نزع امور الصلاح ،والحكمة، والرحمة فيها، ومحاولة القضاء على ماتبقى من رجال بلدتها الطيبة،ولن يغفر الرب بيعتهم و قتلهم على اسوارها العالية بالرجال .
وستبقى اليمن بلاد الدم والثأر السياسي الذي لايموت و تجري شياطينه في ارودتها،وفي اوصالها ومؤكل باحراق الحرث والنسل بداخلها ولو بعد مائة عام ،خمسين عام ،الف عام،وفي موتها يتداخل ثأر القبيلة بالسياسة والدين وتنتج تشكيلة غريبة من الصراعات المتولدة من رحم بعضها ،و توظيفها لتحكم بجبروتها النظام والدولة على قوة تشظيها على الفرقاء الطامعين بالباطل في حكمها.
تموت اليمن ونخشى سؤالها على اية وجهة تريد ان تموت، امامية ،ملكية ،ثورية، قبلية، قروية ،ولن تجيب بانها جمهورية ،وطنية،وشجاعة ومهابة بوحدة الصف فيها ،وممزقة على مشاريع الخيانة في البحث عن ارضية مشتركة للجميع ،وممزقة برؤوس القنابل واجسام الصواريخ وطيران ايران المسير ،ولاضير ان حكمت صنعاء طهران ،ان تشترك مع الضاحية في حكم عدن ،وترجعها كللبنان المغدورة من ابنائها على كثر مالهم وعلمهم وجاههم في الحياة.
وكل من يحاربنا بالموت لن يقبل اجماعنا حتى عليه او اختيار نسق جماعي لانهاء الحياة وبمفهوم الموت مع الجماعة رحمة،لاننا مطالبون ان نوخذ بالعذاب في الدنيا ليخفف عنا عذاب الاخرة،لذلك علينا الصبر على تحمل تبعات فتنة مقتل علي واولاده الائمة الاخيار قبل الف واربعمائة عام،واحياء حبهم في جوارحنا قبل احياء علوم الدين في حياتنا عملا بموجبات ضرورة الايمان المعاصر بهم لطغيان معالم الشرك والكفر الحديث عليهم ،وظهور معاوية ويزيد في ديار العرب من جديد .
وماذنب اليمن اليوم ان تمزق و تحرق في اخدود الفتنة وقد اطفأ الله نارها منذ ذلك العهد التاريخي السحيق ،ليسهل عليهم ادخالنا في كهوف التخلف والظلام مرة اخرى .
وكان بامكانهم اقناعنا بهوية ايران الحضارية والتاريخية،لا هويتها المذهبية ،ولكنها الفكرة الغائبة عن نوراية عقول الميثولوجيا الدينية والحداثة وما بعدها.
اضف تعليقك على المقال