ارسال بالايميل :
8137
نجيب المظفر
من أعاجيب أمرنا في حربنا أن المسؤول التافه الذي لايستحق البقاء يعيش ويتولى ليعاقب بالحرمان من المرتبات من لولاهم ولولا تضحياتهم في الجبهات ما تربع كرسي المسؤولية الذي يأبى إلا أن يصيره كرسيا لمساندة المليشيا التي لو تمكنت لباعته في سوق النخاسة بثمن بخس دراهم معدودة وكانت فيه من الزاهدين.
ولعل ما أوصلنا لهذا هي قيادة شرعيتنا التي جعلت للآسف من حربنا ذات القضية العادلة فرصة لتولية السفهاء الذين لايحملون قضية ممن ألفوا العيش بلا كرامة، فمارسوا المسؤولية بلا وازع ديني، او اخلاقي، او ضمير انساني فساموا الشرفاء في ميدان الكرامة سوء العذاب بقطع مرتباتهم، ومنعهم من أساسيات عيشهم حتى لكأن لسان حال حمقهم يقول للرابضين في ميدان الشرف والكرامة: ليس لبقائنا في مواقع المسؤولية من سبيل إلا ان نحاربكم لنمنعكم من النصر حتى لا تزيحونا وتضعوا شرفائكم في مواقعنا التي ما كنا نحلم يوما من الأيام بالوصول إليها لولا إطلالاتنا برؤوسنا في غمرة انهماككم بالمواجهة في ميادينها.
إننا ونحن أمام وضع كهذا تداعت علينا فيه الرويبضات من كل جانب ليس لنا إلا أن نعمل جادين لنبشر بأن الفجر الذي معه ستعود الرويبضات لجحورها مجبرة ذليلة حقيرة وصاغرة آت قريب فالله لن يضيع دماء أولياءه وأهله وخاصته سدى، فهو سبحانه غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون.
خلاصة القول: لاتخاض الحرب من أجل أن يُدار من يستحقون العيش بحرية وكرامة وعزة بالهمج الرعاع الذين تجردوا من كل تلك القيم.
اضف تعليقك على المقال