ارسال بالايميل :
8771
بقلم : عمر الحار
عاودت الدبلوماسية الاممية نشاطها من جديد،بعد تعيين مبعوثها السويدي الى اليمن ،وتحركت بنشاط وهمة عالية على المستوى الدولي والاقليمي ،وسط تباينات واضحة وحادة في وجهات النظرة الداخلية تجاه الازمة ،واستباق البعض لمعرفة رؤية السفير هنس لها ،وبادروا من تلقى انفسهم بوضع المستحيل في طريقها ،والقفز على واقع الازمة وتجاهل مفاتيح حلولها ،ومواصلة التجاهل حتى في البحث عنها ،اوابداء الرغبة بالعمل بها .
وهناك مراجع واعلام يمنية طالبت بكسر عنق زجاجة الازمة للخروج منها ،مما سيزيد من تعقيداتها على كل صعيد ،لمجافاتها للمنطق والمعقول من الطرح ،و سارع البعض بالسير الى ابعد من ذلك والايغال في الكلام بالبحث عن وسائل نقل صلاحيات الرئيس او تشكيل مجلس رئاسي ،وسادة انماط متنوعة من التفكير على هذه الشاكلة المجافية للحقيقة وغير المجدية اصلا،ومن السابق لاوانه التعاطي مع المؤشرات الكلامية الفارغة من المضمون، ان لم تكن تسطيح وترقيع للازمة، ستعمل على تعميقها وتعليقها لسنوات.والقفز على ثوابتها و صب مزيدا من الزيت على نارها والعمل على تأجيجها بدلا من اطفائها او التخفيف من حدة لهب ألسنتها التي تطال كل شئ في اليمن ،خاصة عقب نكبة العملة الوطنية وانهيارها غير المسبوق وانعكاساتها القاتلة على المواطنين .
وهنا مربط الفرس لحلول الازمة الاقتصادية التي ضاعفت معاناة الانسان اليمني وضاق بها ذرعا لدفعها الجميع الى حافة الموت .
اذن معالجة الوضع الاقتصادي من اولى اولويات الحلول للازمة ان لم يكن مفتاحها السحري ،ومقدم على غيره من الملفات الاخرى على اهميتها ،والنجاح في ايقاف معارك البطون الخاوية لها فضائلها وافضليتها في كل الاحول لانها ستمكن اليمن من استعادة تنفسها من الداخل وتجدد عزمها وصبرها على ماتبقى من مراحل الازمة .وعلى المملكة ان تبادر وتلقي بكل ثقلها الاقتصادي لتفادي مايمكن تفادية من خطورة الاشكالية الاقتصادية على الناس حتى لا تتحمل المزيد من اخفاقات الحلول للازمة اليمنية سياسيا وعسكريا واقتصاديا .وضرورة اصرارها على اظهار العمل برؤية منهجية للخروج من الازمة وفقا تسلسها الهرمي ،وابعادها الاقتصادية والسياسية والعسكرية ،على حجم التداخل الوثيق بين الملفات الثلاثية الضخمة .
وهناك من سياسي اليمن من يستبق وضع عربة الحلول الاممية امام حصانها هنس،لاجباره على الوقوف في محطة من سبقوه من المبعوثين في محطات الفشل .
ولعبة الحرب والسلام دولية بامتياز،وبالامكان الاقرار باختلاف قواعد حلولها ،والبحث بجدية لايجاد مرتكزات ومراجع اقوى من سابقاتها يمكن ان تساهم في وضع الاتجاهات العامة والمناسبة للخروج منها ،ومؤمنة لخلق حالة من التوازن بين اطراف الازمة الداخلية وتقليم اظافرها العسكرية والمليشاوية حتى تذعن وتنساق للمطلوب منها ،والقبول غير المشروط بايقاف الحروب واسكات فوهات المدافع على الجبهات.
وعلى مراجع اليمن واعلامها التريث حتى معرفة مافي جعبة المبعوث الاممي الجديد ،والتعاطي العقلاني والحكيم معها،بدلا من الاستباق بوضع العراقيل المصطنعة امامه في الطريق ،والسعي المبكر لتشجيعه على الاخفاق في مهتمه الشائكة. ويمكن احتساب طرح البعض وتعاطيهم بصوت مسموع مع فكرة تغيير الرئيس خارجة عن انساق الحلول واستحقاقات المرحلة ،ويندرج كل ما اوردوه من محاولات الامارات لازاحته في اطار الهرقطة السياسية والضحك عليها ،فالعبة اكبر منها،وغير مخولة في الاساس بالخوض في غمار السياسات الدولية للحرب والمقرة سلفا والتي تمضي بارادة قاهرة على جميع الاطراف المحلية والاقليمية فيها ،والمطالبين بالامتثال لتنفيذ مقررات تسوياتها النهائية في الوقت المناسب .
وللامارات مآرب اخرى في الحرب اليمنية وتعمل على ديدنها الخاص في اليمن ،وتسعى لاغراق المملكة في مستنقها ،وذلك ما تدرك الاخيرة جيدا، ولديها من القدرات التي تؤهلها للخروج منها بسلام .
اضف تعليقك على المقال