ارسال بالايميل :
9108
بقلم : عمر الحار
تتميز الهيئة الاممية جيدا باختيار معايير مبعوثيها بمواصفات ودقة عالية وكفأة اعلى ،وهم صفوة عقول السياسة ومراجعها ،وذو كرازيميا جذابه وخبرات متفاوتة لا تقلل من قدرات البعض منهم والمحفزة لهم على الابداع في مهمامهم الدبلوماسية لتقليص الهوة فيما بينهم .
والمبعوث الاممي الجديد الى اليمن سيكون في الطليعة منهم ،بحكم فترة اشتغاله لسنوات فيها، وقربه الوثيق من مختلف اوساطها السياسية والفكرية وبالذات الجماعة الحوثية بحسب وصف عديد من المراجع اليمنية الضليعة وتعليقاتها على خلفية تعيين السفير السويدي هانس بيردربيج مبعوثا امميا لليمن ،ولا تعيب الرجل العلاقة معهم من وجهة نظري ان لم تكن عونا له على النجاح في مهتمه وتحريك مياهها الراكدة ،ومن السابق لاوانه الخوض في غمار النوايا والتوجهات لممثلي الامم ،ورميها بالظن المستطير والممكن ان يعجل بصناعة الحواجز في نفسية الاطراف الاخرى ،او اصابتها بخيبة في الآمال المتوخاة من تعيينها،وتعدت المصادر اليمنية المز بالتعبير عن خوفها من انحياز المبعوث الى الجماعة على غرار من سبقوه من المبعوثين ،رغبة منها في عدم البوح بمكنون قرابة الجماعة من المشروع الدولي المعتمل في المنطقة ،ويصعب الجزم او القول بجهلها بخفاياه المذهبية الجاري العمل على تنفيذها برعاية دولية في اليمن وفي غيرها من دول المنطقة بغية تشيعها وصبغها بصبغة مذهبية جديدة ،على الرغم من اصطدام المشروع في اليمن بتداخل مصالح دول الجوار فيها ،وتخوفها القاتل من تحقيق التحولات المذهبية التي ستطالها حتما ولو بعد حين ،مما حدى بها الى التدخل المباغت فيها، وبادرت بالعمل بما تقدر عليه لتغيير دفة الاحداث وانحرافها عن اهدافها الميثولوجية،حتى اذا ما جاؤها فتحت خزائنها واقنعت رعاتها بالعدول عن توتجهاتهم المهددة لوجودها السني، وتكلفها بالعمل على تجفيف منابعه الروحية والاصولية والقضاء التدريجي عليها،و افتدت بالمال والاقتصاد الاكبر عالميا وجودها من طوفان التغيير ،وانساقت في تمويلات تدمير اليمن دون تمليكها زمام الامور،وجرى اندفاعها على قاعدة امكانية استفادة الشركات الدولية العملاقة فيما بعد من مشاريع اعادة اعمار اليمن دون نسيان المتغير الاساس للحرب ،والعمل على ترحيله للقادم من الاعوام في الغالب الاعم .
وفرص نجاح المبعوث الاممي الرابع الى اليمن كبيرة في حالة استفادته من ثروته المعرفية المناسبة عنها خلال شغله لمنصب ممثل للاتحاد الاوربي بصنعاء لثلاث سنوات،والعمل على توطيفها للوصول الى قلوب اطراف ازمتها وحللت تصلبهم في المواقف،واقناعهم بضرورة الاتفاق على رسم خارطة طريق لها ،على ماجرته من الويلات على بلادهم ،وتسببت في ضياعها واضعافها وتجويع وتركيع شعبها الذي اصبح فريسة سهلة للموت والفأقة دونما اكتراث بحالة منازعته للموت في كل طريق ،ويمكن كذلك الاخذ بالاعتبار نجاح السويد التي ينحدر منها المبعوث هنس في تحقيق اتفاق استلكهوم المدر لمخاطر الحرب عن مدينة الحديدة ان تم احتسابها حسنة دولية .
وسبق للمبعوث الاممي هنس بريدنج ان بعث برسائل سياسية عديدة تحث القيادات اليمنية على ضرورة القبول ببعضهم والعمل على انتاج حلول مشتركة للازمة ،محفوفةبالنصائح الذهبية المشجعة لهم على كسر الكبرياء والتعالي وتقديم التنازلات المطلوبة منهم للعمل عليها كمنصة عليا وبوابة وحيدة لاعادة بناء الثقة فيما بينهم ،و لا مناص لهم منها بل استحالته تحقيق اية تقدم في الاتجاه بدونها .
وتتوافق عملية استلام السفير هنس لمهام عمله الاممي في اليمن مع توجهات دولية صادقة لاحتواء ازمتها وتعزيز جهود احلال السلام فيها ،دون اغفال الرسائل الرابعية الموجهة من السفير البريطاني في اليمن قبيل الاعلان عن انتهاء فترة عمله فيها لاقطاب الازمة واربابها ،والموحية بالعجز عن تحقيق الاهداف الاستراتيجية للحرب ،وتولد القناعة لديهم بالاكتفاء بما تحقق من اهدافها الثانوية التي لا تقل في اهميتها عن الاولى .
اضف تعليقك على المقال