ارسال بالايميل :
7454
بقلم / د كمال البعداني
اربع سنوات من الخراب والدمار في الارض والانسان تحت عنوان استعادة الشرعية ، اربع سنوات من المرارة والمعاناة عاشها ابناء اليمن ولايزالون ، وكل ذلك تحت مسمى استعادة الشرعية في اليمن وهو الشعارالذي رفعتموه ، فماذ حصل بعد هذه المدة اخبرونا بالله عليكم ؟
لقد ابقيتم ( الشرعية ) في فنادقكم و ازدادت البلاد تمزقا وتشرذما ، و ازداد النسيج الاجتماعي تفسخا وتفككا وازداد الناس جوعا وفقرا وقهرا وشعورا بالغدر والخيانة .
اوجدتم المليشيات وشجعتم النعرات المختلفة . وعملتم على استمرار العداوة بين المكونات . اوجدتم قنوات وكتاب يجملون كل قبيح ويقبحون كل جميل ،
لقد حضرتم انتم وغيّبتم ( الشرعية ). وبدلا من المطالبة باستعادة الشرعية اصبح اليمنيون يطالبون باستعادة المطارات والموانئ والجزر وحقول النفط وكلما وضع التحالف يده عليه في بلادنا ! لقد توهم الكثير من اليمنيين انكم ستلقون عليهم بقميص ( يوسف) . غير انهم وبعد اريع سنوات لم يجدوا ريح يوسف بل وجدوا فعل اخوته .. وتوهم البعض الاخر انكم ستلقون بعصا موسى ولكنكم احضرتم السحرة وغيبتم العصا !
اخبرونا الى اي نقطة تريدون ايصال اليمن اليها ؟ عليكم ان تدركوا حقيقة واحدة ويجب ان تكون راسخة في اذهانكم وهي ان النقطة التي تريدون ايصال اليمن اليها ستكون هي نفس النقطة التي ستصل بلادكم اليها . اعلموا كذلك ان التاريخ لن يقول: هكذا صنعت الامارات في اليمن بل سيقول هكذا صنعت السعودية في اليمن . فانتم من وثق بكم الكثير من اليمنيين وانتم من ترتبطون مع اليمن بروابط عديدة لا حصر لها وليس الحدود المشتركة فقط . وانتم من ترفعون علم التوحيد وكلمة التوحيد تجمع ولا تفرق توفي ولا تغدر تزرع الخير ولا تزرع الشر ، وانتم اصحاب التأثير الكبير في كل الاحداث وانتم من منيتم اليمنيين الاماني وفوق هذا كله انتم من يقود ما يسمى ب ( التحالف في اليمن ) .
هكذا سيدون التاريخ عنا وينه وانتم العنوان وما دون ذلك تفاصيل ، وهكذا سيلقنها اليمنيون لابنائهم واحفادهم من بعدهم . فاكتبوا تاريخكم في اليمن كما تريدون فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة انما تزرعونه في اليمن ستحصدونه في بلادكم . هكذا تقول عدالة السماء وهكذا تقول نواميس الكون وهكذا يقول التاريخ . فإن تمزقت اليمن وتقسمت فالدور قادم اليكم لا محالة ولا تقولوا ان ذلك من المستحيل فنحن ونحن ونحن . لا تقولوا ذلك فلقد كانت الدولة الاموية اقوى دولة في العالم في عصرها ، وامتدت حدودها من اطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً ، ومع ذلك عشر سنوات فقط كانت هي الفاصلة بين معركة بلاط الشهداء التي خاضتها جيوشها الجرارة في جنوب فرنسا وعلى مسافة ليست ببعيدة عن العاصمة باريس وبين بداية انهيار تلك الدولة العظمى ، وماهي الا سبع سنوات بعد ذلك حتى كان الانهيار الكلي واصبح امرائها ورجال الحكم فيها يطاردون في الشعاب والاودية ويلقون بانفسهم في الانهار ،
فهل كان يدور في خلدهم ان يحدث كل ذلك ؟ هناك سُنن خالفوها ولم يعملوا بها فاستحقوا تلك النهاية . بعد اربع سنوات من مسرحية حرب استعادة (الشرعية ) اصبح مفهوم للجميع انكم لستم في وادي ( شرعية او انقلاب ) ولا وحدة او ( انفصال ) بل اضعاف اليمن وتفكيكه ليبقى اكبر فترة ممكنة في وضع اللا دولة مع وجود ( شرعية ) هزيلة لا تملك من امرها شيء وتأخذ مصروفها اليومي من خزانتكم .. توهمون كل طرف ان الامور تسير لصالحه بينما انتم في الواقع تعملون في اليمن ما تتوهمون انه لصالحكم . قد تستطيعون خداع الجميع تحت مسمى ( السياسة والدها ء) ولكنكم حتماً لا تستطيعون خداع الله جل جلاله العالم بكل شيء والفعال لما يريد وارادة الله هي الغالبة وهي النافذة . لذلك لن نقول ارحمونا بل نقول ارحموا انفسكم فالديان لا يموت . وهذه هي الحقيقة ايتها الشقيقة #كمال_البعداني
اضف تعليقك على المقال