ارسال بالايميل :
8254
بقلم : عمر الحار
كشفت جماعة الحوثي التابعة لايران ،عن توجهاتها الانفصالية الجديدة، ولم تكتفي بالتعبير عن نواياها تجاه هذه الخيانة الوطنية العظمى التي اعلنت عن خطواتها الاولية بالامس ،مسجلة قصب السبق على نظيرها في الجنوب الذي لم يجرؤ اللحظة على ارتكاب المستقبح من الافعال والجرم في تاريخ الحرب اليمنية منذ اندلاعها .
و تمادت الجماعة في غيها ،واستفحلت في ممارساتها الضارة بحاضر ومستقبل اليمن ،وهي لوحدها تتحمل وزر دمار اليمن ونظامه الجمهوري واستكمال المؤمرة عليها باعلان الانفصال والعودة بها الى مراحل من عصور الظلام ،والتشطير ،والخرافة ،والكهنوت.
استكانة الشعب لافعالها والتعايش مع مظالمها اكبر حافز اجتماعي لتشجعيها على ارتكاب المزيد والمزيد منها وبصورة تفوق مظالم اسلافها في تاريخ اليمن ،وهي تستعيدها بالدم لترهب ابنائها الذين حولت فلذات اكبادهم الى وقود بشرية لحربها الضروس والظالمة عليهم .
ويحمل اعلان الجماعة عن الانفصال الاولي لليمن عدة رسائل سياسية هامة يمكن قراءة خطورتها على اكثر من صعيد ،وهي تلقي بحجرة العثرة الاولى والكبيرة في طريق المبعوث الاممي الجديد ،وفي محاولة الاستباق غير المعلن لافشال جهوده الدبلوماسية في اليمن وقبل استلامه رسميا لمفلها الاممي ،على ما عرف عن الدبلوماسي الاوربي المخضرم ومندوبها في اليمن ، من حصافة سياسية ورجاحة عقل وحب ومعرفة بها.
ويمكن وصف الخطوة وتصنيفها في اطار مسارات التصعيد الحوثي المستمر للاوضاع والحرب في اليمن وعدم قبوله او اقتناعه بالرغبة الدولية لاحلال السلام فيها ،والمبنية على تساهل كثير من الاطراف مع الحركة ،والوقوف الخفي في صفها ودعمها السري الواضح وتشجيعها لسير بضوء اخضر في غيها والتنكيل باليمن وقتلها ،وضرب اقتصاديات دول الجوار وهز عروشها السياسية والمذهبية ،وجعلها تعيش على صفيح ساخن من الاحداث المتجددة الضارة بامنها واستقرارها على المدى القريب والبعيد .
و يمكن احتساب الخطوة كذلك بانها قراءة غير موفقة لطبيعة الاوضاع في جنوب اليمن واحتقان صراعات الاخوة الاعداء فيها ،مما دفع بارادة ولاة الملالي للاقدام على اغلاق دائرتها وتضييقها عليهم وبما يبشر ويعجل بانفجار الاوضاع فيها وسرعة اكلها الاخضر واليابس في الجنوب وعودة كرتهم عليها هذه المرة وبصورة المنقذين لها من جحيم الحروب والاقتتال بين ضعفاء النفوس من ابنائها ،الغارقين في خلافاتهم والقاصرين في علوم السياسة بحسب النظرة الدونية الراسخة والمعروفة عنهم و التقييم الدولي لهم ،دونما اغفال اهمية الضرر الاجتماعي الواسع لهذه الخطوة الانفصالية ،المعني بها ابناء الشعب اليمني من اقصاه الى اقصاه فسكوتهم عنها جريمة لا تغتفر في حق انفسهم وفي حق وطنهم ،وضياع ساحق لمكاسب الوحدة العظيمة المحققة في كافة المجالات ،واستكانة الشعب وسكوته عليها لا تقل عن بشاعة الجرائم التي ينالها على ايادي الامامين الجدد والتي تقطر بدماء الابرياء منهم ، ان لم تكن مدخل لفصل جديد في الحرب اليمنية وانقشاع سراب قرب الانتهاء منها .
وان كانت هناك بوادر واضحة ومتوقعة على اقدام الحوثة الاعلان بكل وقاحة عن جريمة الانفصال المستجدة ،وذلك من خلال استماتهم في القتال على الحدود الشطرية ورسمها بالدم من جديد وهنا تكمن الكارثة .
اضف تعليقك على المقال