ارسال بالايميل :
8610
بقلم : عمر الحار
انطلق عقال القيادات السياسية من الرياض التي عاد لها اليوم فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ،قادما من الولايات المتحدة الامريكية،عقب رحلة سياسية ناجحة تحصل خلالها على اخر نتائج الخروج من الازمة ،ووصول رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني الى المكلا العاصمة الادارية لحضرموت ،هذه التحركات تشعرنا بان القيادة مازالت على قيد الحياة ،وتبعث الامال في النفوس بامكانية تحريك مياهها الساكنة او الجامدة من سنين، وتجديد نشاطها القيادي على كافة المستويات العليا لدولة والحكومة ،وتمكينها من الاقتراب الضروري من المواطنين والتماس همومهم ومشاركتهم المعاناة التي يرمون بها بلا رفق ولا رحمة على عواتقهم،وهي مثقلة بحمل الامانة بطبيعتها وبالذات في هذه الاوقات العصيبة التي يمر بها اليمن ،وجأت نتائجها الكارثية على المواطنين .
فعودة الرئيس ربما تمثل كسر لعادة اعتكافه بالرياض ،والخروج من روتينها القاتل الممل والقاتل والتي تجعله عرضة للاقاويل والتاؤيلات غير القادرة على الاحاطة بالواقع الذي يعيشه، وربما يكون مكبلا بانواع معينة من البروتكولات السياسية التي تفرض عليه قيود يصعب توقعها او معرفتها او القبول بها لكن لا مفر منها وضرورة الصبر عليها حتى يبزغ نور الانفراج للازمة ،وان كان مطالب في كل الاحوال الى التمرد التكتيكي والذكي على هذه الضوابط ،والخروج المستور من ظلمات غرفها المغلقة بين الفينة والاخرى .
وعودة قيادة مجلس النواب الى حضرموت لها اهميتها على اكثر من الصعيد ،حالما استدركنا الكاريزما القيادية للشيخ سلطان ،وقدراته على كسر الرتابة القائمة مع السلطات المحلية بحضرموت وغيرها من المحافظات المحررة ،واعادة التلاحم القيادي معها وتعزيز قدراتها ومعنوياتها للانطلاقة لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها ،وتدارس الممكن من اجل تحسين الحياة والخدمات في هذه المحافظات وتأمينها من زوبعة بعض القوى الانتهازية المسيرة والضارة بامنها واستقرارها وتنميتها .
وتأتي عودة القيادات العليا لدولة الى الرياض وحضرموت،في ظل حدوث متغيرات كبيرة وجوهرية على صعيد المواجهات الميدانية مع مليشيا الحوثي الانقلابية ،وانكسار عديد من جبهات المواجهات معها وبالذات في محافظة البيضاء،وتهديدها باجتياح شبوة من جديد ،مما يحتم التحرك النشط لتوحيد الصف القيادي لدولة على الصعيد المركزي والمحلي والحضور المشترك لها في مشهد الاحداث على طريق تعزيز الجبهة الداخلية لمواجهتها.
اضف تعليقك على المقال