ارسال بالايميل :
7459
نجيب المظفر
المفروض يعملوا كذا، ويسووا كذا، وهو جالس في البيت يقيس الواقع الكبير بمتغيراته على واقعه الصغير الذي يصنع متغيراته زوجته وأولاده وبعض جيرانه وأقاربه، أو بعض زملاء وظيفته الذين قد يحدثون معه مشكلة، وجالس يترقب حدوث أي تعثر، أو فشل يصدر عمن يمارسون أدوارهم الكبيرة في الساحة علشان يقول لك قلنا لهم يعملوا ويتركوا لكنهم لا يسمعوا الرأي، ولايؤمنوا بالنقد بجهل مطبق منه بالحقيقة المطلقة أن الذي يده في النار ليس كالذي يده في الماء، وأن الذي يواجه في ساحة النزال ليس كالذي يجلس متفرجا من المدرجات.
عن الذين يعتبرون أنفسهم من فلتات الزمان اتحدث.
خلاصة ما نحتاجه ويحتاجه كل فرد منا في المجتمع هو أن نتعرف على أدوارنا في الحياة لنسجل من خلالها حضورنا الفاعل، والمؤثر في البناء لا الهدم، وفي النهوض لا التخلف، وفي الرقي لا القعود بمؤخر الركب نلطم الخد، ونندب الحظ، فما ينقصنا ليس التخبط، والتيه الذي صار عنوانا لبؤس الكثير ممن يحاولون تصديره للمجتمع بل المعرفة بالدور والممارسة له.
اضف تعليقك على المقال