ارسال بالايميل :
756
عمر الحار .
لن تكون جريمة مقتل السجين حسين باعوضة الاولى،ولن تكون الاخيرة في مسلسل الجرائم التي ترتكبها الاذرع الامنية التابعة لمليشيا الامارات الانقلابية في عدن بحق الانسانية فيها .
وعادة ماتسعى كل المليشيات المنفلتة في مناطق سيطرتها على اشاعة ثقافة العنف والارهاب والتوسع في استباحة الدم والحرمات لجلب المجتمع على الخنوع لجبروتها المفرط في قمع الحياة و التعدي على مقدراتها البشرية واجبارها على الانصياع التلقائي لها والاستسلام لارادتها القمعية المنزوعة من الرحمات.
وقد تتقبل الناس التعايش مع واقعهم المزري والجديد،والاخذ باسباب الحيطة والاحتراز من بطش المليشيات المهيمنة عليهم حتى لايصبحوا لقمة صائغة لاجرامهم ويلحقوا بسجلات الجرائم المقيدة ضد مجهول،باعتبارها من الاسباب الاولية والجوهرية المشجعة على ارتكاب ابشع جرائم القتل، وحماية مرتكبوها من المسألة القانونية عليها، و يسقطون بذلك خط الدفاع الاول والاخير في مواجهتها ومحاربتها،ويعملون على توليد بيئة الاجرام المناسبة لاستفحال نوازع الشر في المدينة،وتحويلها مع الوقت الى مدينة اشباح ووكر للجريمة.
واستكانة عدن لظاهرة تصفية قواها المجتمعية الحية،شجعت القوى المليشياوية المسيطرة عليها بقوة الحديد والنار على ممارسة مختلف انواع الانتهاكات والجرائم حتى على البسطاء من الناس،واسقطت مع سبق الاصرار والترصد كل الاعتبارات الاساسية والحقوق الانسانية لهم،و لاتقيم وزنا لوجودهم داخل السجون وخارجها وهم من وجهة نظرهم مشروع قتل قابل لتنفيذ في اية لحظة.
وفي هذه الحالة تتحول المدينة الى سجن كبير كل مابداخلها قابل للموت والتنكيل،وقابل للنسيان من الحياة التي لاقيمة ولا وجود لها في فلسفة مليشيات الموت الانتقامية.
ومن عبثية الاقدار ان تقتل الناس داخل سجون مدينة عدن كما يقتلون خارجها ولا حسيب ولا رقيب،وكل مرتكبوها خارج اطار المسألة وهم عاكفون على ممارستها في اوكارهم او سجونهم الرسمية،وشخوصها معروفة باسمائها وتوصيفاتها، ويتربوع هرم الجريمة في عدن وسكانها قابعون مع خوفهم في سجنها الكبير.
ومؤشرات تراجع التصعيد المجتمعي تجاه جرائم الاذرع الامنية التابعة لمليشيا الامارات في عدن، والسكوت عليها تعطيها حصانة ومناعة وشجاعة على الاستمرار فيها وتحفيزها على الاستمرار في ممارسة الجريمة وذبح الحياة في المدينة.
وخفوت صوت التفاعل الاولي مع جريمة تصفية السجين الشهيد حسين باعوضة في معتقل رسمي لدولة بمعلا عدن،جريمة لا تغتفر ولاتقل خطورة عن جريمة مقتله.ولا تعف احد من العمل المنظم لضج مسمامع المجرمين واصابتهم بالذعر داخل وخارج اوكار اجرامهم، واعلان حالة استنفار مجتمعي عارم عليهم يشعرهم بضعفهم وعدم قدرتهم على الفرار من العقاب.
اضف تعليقك على المقال