ارسال بالايميل :
7762
عمر الحار .
تعيش عدن وضع كارثي غير مسبوق، وبما للكلمة من معنى وتزداد معاناة المدينة كل يوم،في ظل تفشي الجريمة ورعايتها الممنهجة بسلوكيات مليشياوية متخلفة لا تتماشي مع انماط حياتها المدنية الاصيلة،وعشقها للنظام والقانون التي لا حياة لعدن بدونهما.
وتمر عدن بمرحلة يمكن وصفها بالاصعب في تاريخها وحياتها،لم تتقبلها بالطبع و تقاطعها مستمر معها حتى يكتب لها الخلاص والخروج الامن منها،وان تحلت بصبر يفوق قدرات مجتمعها المدني طول فترتها الزمنية السوداء،التي تشارف على الست من الاعوام العجاف،تاقلمت المدينة خلالها وكعادتها على التعايش المضني مع افرزاتها القاتلة ورفضها المعلن لها او الاقرار بالقبول بها.وهذا مايفسر الحالة الاستثنائية التي تعيشها في مختلف النواحي منذ همينة مليشيات جهوية مأجورة منفلتة عليها ولا تملك مشروع لدولة او لنظام وارتضت بالبقاء رهينة لمشيئة ممولها الاقليمي والدولي التي كلفها بالقيام بالدور المعطل في لكل شي في المدينة وتحويلها غابة وحوش مفترسة،وستظل قابعة للعيش في هذا الوكر المليشياوي المظلم ومنقلبة بصمت رهيب عليه،ولن تسطع الافلات والخروج من ظلماته الا بعودة الدولة وتفعيل ثلاثية سلطاتها الدستورية،والانطلاق في مواصلة مشروع مناهضة الانقلاب الاول عليها في صنعاء الذي سيكون بعودة عدن الى احضان شرعية الدولة في اضعف مراحله وسيشعر بالذلة والهوان وضرورة خضوعه للارادة الوطنية الجامعة للشعب اليمني،الممثلة للجميع والحاكمة للجميع ولا مجال للخروج عليها بل لا وجود للنعرات والدعوات المتخلفة فيها.
وما اختيار بريطانيا لانقلابي عدن الا لغرض مكشوف في نفسها يهدف الى القضاء على تطرف اشياع الحراك الجنوبي الشوفيني الفاقد للمرونة المطلوبة في الموقف مما جعل عملية تحييده او تغيبيه من الامور الهامة في المرحلة الشديدة الحساسية.
اذن مهمة وجود انقلابي عدن مهمة مؤقتة وقابلة للحسم في اي وقت باعتباره الحلقة الاضعف في معادلة لعبة الحرب والسلام، بمحدودية قدراته البشرية والمادية والجغرافية والعسكرية، وتاطيره على هذا المنوال من المهام،وتمثل عملية دخوله في تشكيلة الحكومة الخطوة الاول لاضمحلال دوره على الارض في مؤشر لقرب الاستغناء عن خدماته، وجعلها بارقة الامل المنشودة لاستعادة الدولة اليمنية ونظامها الجمهوري.
وامريكا اطلقت العنان لارادتها الدولية القاهرة في تسوية الازمة اليمنية بالطريقة التي تريدها والمتوافقة مع رؤيتها الاستراتيجية في قيادة العالم.
وهناك توجهات امريكية جازمة ولا تراجع عنها بعودة قيادة الدولة والحكومة قريبا الى عدن مما يجعل المدينة على موعد اقرب للانفراج من الحالة المزرية التي تعيشها في مختلف مناحي الحياة.
اضف تعليقك على المقال