ارسال بالايميل :
4258
بقلم / سام الغباري
كُنت قضيت أن أعود بعد رمضان، إلا أن صديقًا بعث لي بمنشورين للأخوين علي الجرادي وسمير النمري، الأول كان مواربًا يغمز ويلمز على حراك الأقيال، والثاني متهور واضح، وقد أصابني الارتياب من أن يكون حزب الإصلاح قد وزّع تعميمًا على أعضائه بمهاجمة الأقيال
لن نهاجم الإصلاح، لأن الأخ علي الجرادي رئيس دائرتهم الإعلامية غمز ولمز، لكننا نقول لهم بكل تجرد، لا تخسروا هذا الحراك المستمر في التوسع والانطلاق بسرعة الصاروخ، طولًا وعرضًا، أفقيًا وعموديًا ، فكل المقدسات والمقدسين الذين لا ينتمون إلى اليمن لن نصنع لهم تماثيلًا، فلا نعبد إلا الله .
على كل من يخالف فكرة الأقيال أن يدعوهم إلى نقاش متحضر، بالنسبة لي فموقفي واضح يرفض العرقية بكل أنواعها، قحطانية أو عدنانية، لكن هل ينتهي الهاشميون عن عرقيتهم؟ هل يتماهون في المجتمع اليماني كما تماهى الأتراك والكُرد والأحباش وأصبحوا يمانيين حقًا ؟
هذا السؤال أشبه بامتحان نهائي للهوية والولاء، يجب أن يكتب في ورقة بيضاء ويحشر في فم كل هاشمي يردد هاشميته داخل اليمن وكأنه جزء من المجتمع، ونحن نعرف جيدًا أن تلك رواية سمجة مملة وكاذبة ، لأنهم لا ينتمون إلينا إلا بالأوراق الثبوتية فقط، يقعدون معنا في فصول الدراسة، ثم يخرجون إلى تعليمهم الخاص في المنازل، هناك في تلك الأقبية يقرؤون مجاميع " أحمد بن سليمان" وعبدالله بن حمزة" بكل ما فيها من عنصرية ودناءة.
هل يمكن للأخ الصديق علي الجرادي أن يقنعهم بيمنيتهم ؟ هم لا يعترفون بنا، لأن الإمامة بالنسبة لهم وطن وهوية، والسلالة عرق يأبى الانصهار، وبه قدم العالم الاسلامي مئات الآلاف من الضحايا، وقدمت اليمن الملايين أكثر من أي بلد في العالم
عليك أن تأخذ سبابتك معي، وتعود إلى العام 1962م قاتلونا 10 أعوام كي تبقى عائلة بيت حميدالدين في السلطة وقد كنت تعرف وتقرأ ما ناله الثوار الأوائل، وخرجنا بنصف جمهورية، ولم يستحوا، أوعزوا للجنوب عبر هواشمه بقيادة حرب مسلحة، ثم بدأت الجبهة بدعم من الهاشميين في الجنوب باسم الماركسية وبقميص ابراهيم الحمدي، وكان "يحيى الشامي" يذبح اليمانيين في المناطق الوسطى بمنجل صدئ ، وانتهينا في 1982م، وأصبح الشامي محافظًا على البيضاء، ولم نكد نغفو قليلا حتى تداعى الهاشميون شمالا وجنوبا لحرب مدمرة قصمت ظهر الوحدة الوليدة في 1994م، وعليك مراجعة الأسماء (حيدر العطاس، علي البيض، بن حسينون، عبدالرحمن الجفري، ابراهيم الوزير، حسين الحوثي، محمد عبدالملك المتوكل)
أتذكر دبلوماسيًا متقاعدًا قال لي أنه تلقى تحذيرًا من الرئيس السابق رحمه الله يقول له أن "علي سالم البيض" يلقى دعمًا من "هواشم الشمال" ولم يصدقه الرجل، وبعد أيام غادر إلى عدن ووجد لدى البيض رؤوسًا هاشمية مثل أحمد الشامي والمنصور وحسن زيد يصفونه بـ سيدي، وينفخون فيه روح الإستعلاء بصورة أثارت تقززه .
بعد حرب الانفصال، لم نكد نهدأ عشرة أعوام فقط، حتى أخرج حسبن الخوثي بندقيته ليواجه اليمانيين بكل صلافة، ومعه تمددت الحرب حتى اقتلعتنا جميعًا من بيوتنا ووطننا، 17 عامًا حتى اللحظة ولم نسمع صوتًا هاشميًا يخلو من المكر ويدعو #الخوثي إلى التوقف عن حمام الدم الذي يستحم به كل صباح . وإن سمعتهم فهمسًا أو بداخل مقيل يسحرون عينيك وأذنيك، لكنها مواقف تفقد للفدائية .
هم هكذا، لن نستطيع تغييرهم، أينما حلوا ينظرون إليك من الأعلى، يشاهدونك نملة ويظنون أنهم جنود سليمان، نحن فقط أردنا مواجهتهم، أن نشكل توازنًا مجتمعيًا رهيبًا، كي لا يظنون أننا سُذج، وأننا لا نعلم : من نحن، وأن كينونتنا أسمى وأجل من كل خرقهم الخضراء والسوداء .
وأن هذا الوطن الكبير الذي نقش بأظافر العدم مكانته في التاريخ والجغرافيا عصيّ على العنصريين الغرباء، الذين ما فطنوا يومًا أن يكونوا جزء منا، وقد سامحناهم على أكثر من عشرة ألف معركة، طوال ألف عام .
في هذه اللحظة، وبهذه الحرب القذرة،، لن نسامحهم مرة أخرى، إذا أردت أن تسامحهم فهذا حقك، إذا أراد "حزب الإصلاح" أن يتنازل عن دم "القشيبي" و "الوائلي" و "الحاضري" و "الشدادي" فليفعل، لكن قبل ذلك عليه أن يسأل عائلاتهم عن رأيهم في العفو قبل المقدرة، فكل ما قدمه "الإصلاح" باسمه ونيابة عن الدولة الوطن العظيم له شركاء من لحم ودم، وأيتام لا يجوز أكل حقهم في الرأي، فإن سامحوا فذلك شأنهم . وعليك أن تسأل مارب التي تحميك اليوم وتحمينا، هل تسامح ؟ أما أنا فلن أفعل، وغيري الملايين لن يفعلوا، نحن ننتظر العدالة قبل السلام، ونرى أن الأقيال حصن رادع، وسوار من ذهب يرتفع كل يوم مطوقًا اليمن بأسرها محبة وهوية وفخرًا، وأنهم حراك كالقيامة، ذات يوم آتي .
حينها لن تُقبَل توبة أحد .
والله المستعان
#سام_الغباري
اضف تعليقك على المقال