ارسال بالايميل :
413
محمد قشمر.
انهالت مقالات المدح والثناء والتمجيد والتقديس والتطبيل والتصفيق بمناسبة الذكرى السابعة لانتخاب فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيساً توافقياً لليمن لفترة ٍ زمنية مؤقتة، ولهذا اظن بأن الكثير نسى أو تناسى أن الوالد رئيس الجمهورية هو رئيس الفترة الانتقالية التي طالت وساهمنا جميعاً بإطالتها مع تدمير اليمن ارضاً وإنسانا بحربٍ شنها علينا جميعاً الحوثيون الذين خرجوا من كهوفهم ليتسيدوا على العالم ابتداءً من اليمن.
شخصياً انا أحمل نوعاً من التقدير لشخص هادي ولو أننا عندما نقرا التاريخ الحالي لليمن وكيف انه حسب بعض الأقوال كان له دور نسبي في وصول الحوثيين للقضاء على آل الأحمر الذين اقلقوا مضجعه ومضجع اليمنيين على العموم، فقضى الحوثيون على آل الأحمر وعلى هادي وعلى الوطن. ما يشفع لهادي كرئيس انه تحمل اعباء الرئاسة وهو لا يملك مفاتيح القوة واسراراها فحاول صنعها من الصفر خصوصاً عندما تم تسليم القوة العسكرية للحوثيين للانقلاب على هادي والانقلاب على مؤتمر الحوار الوطني الذي كان بمثابة مخرج مهم وكبير لليمن أرضاً وانسانا.
هادي في خلال فترة حكمه كما اظن من باب حسن النية حاول أن يبني تاريخه من باب اصلاح الوضع بعد أن وصل التردي في الأوضاع المعيشية لمستوى مخيف، ولكن لم يكن موفقاً في التعاطي مع معطيات الأمر الواقع الذي كان يجب التعامل معه بحذرٍ شديد ، كما أنه لم يكن يمتلك المخلصين من المقربين والمستشارين الذي كان همهم الذات قبل الوطن فانهار الوطن وبقت مصالحهم معشعشة في كل حرب تضرنا .
هادي بعد سبع سنوات عجاف اكلت افئدة اليمنيين ما زال عاجزاً عن إيجاد أبسط الحلول لأي فئةٍ من فئات الشعب، وأصبحت سلطته على ارض الواقع أقل ما يمكن أن نطلق عليها بأنه سراب نحسبه نحن عشاق الشرعية واتباعها حقيقةً، ولو عايناها بعينٍ بصيرةٍ لوجدنا أن 85% من المناطق المحررة لا يوجد بها 10 % آمن ليستقر بها هادي ويمارس منها صلاحياته كرئيس ، صلاحياته التي انتزعها من ارواحنا حباً وكرامة ً ، صلاحية خرج من أجلها ملايين اليمنين ذكوراً وإناثاً ليبصموا في وجه الشيطان ويبصقوا في وجه الطغيان لأنا ارتضينا هادي رئيساً علينا لنتجاوز شفير جهنم الدنيا التي كنا على حافتها ، انا حتى الان لم اتطرق إلى شرعية الانتخابات تلك قبل سبع سنوات ونحن لدينا دستور له وجهة نظر أخرى في تلك الانتخابات التي لو عرضناها عليه لقال بأنها مخالفةً للدستور، ولكنا حيدنا الدستور من أجل أن تحضر اليمن .
كم كنا نتمنى أن يساهم والدنا فخامة الرئيس هادي الذي انتخبناه، وعلقنا عليه الآمال في تخفيف وطأة الألم في أقل تقدير عن المغتربين الذي هو ذاته يعيش بينهم، ويعرف كم هم في حالةٍ يرثى لها، وهو يعلم أنه في ضيافة ملوك ٍ كرام، هل تحدثت إليهم من أجل تخفيف وطأة القرارات التي صدرت بحق المغتربين وأنها تمس أمن اليمن ايضاً واستقراره؟ هل فعلاً بذلت جهدك حتى كسفير في متابعة ابنائك المغتربين الذين يساهموا بشكل كبير في رفد الاقتصاد الميت سريرياً بالعملة الصعبة ويمدوا يد العون لأهلهم الذين أكلوا الأشجار من أجل ان يعيشوا على حد الكفاف وتبقى أنت رئيساً؟ أم أنك اكتفيت بتشكيل لجنةٍ لم ولن تقدم أو تأخر من الأمر شيء. هل بحثت عن حلولٍ حقيقيةٍ لمشاكل اليمن ام أنك مستمرٌ بالتنازل للمجتمع الدولي من أجل تسليم البلد بطريقةٍ أخرى لأعداء اليمن والجمهورية بتوافق دولي؟ هل تسعى يا أبونا هادي إلى لملمة الصف اليمني أم لزيادة التمزيق والشتات لتستمر في الحكم أكثر وقت ممكن؟ ام أنك صرت عاجزاً بسبب السن عن ممارسة مهامك فتركتها لمن هم دونك ليبقى إثم الفشل عليك والفائدة المالية لهم؟
إدارة الأوطان تحتاج إلى إخلاص مطلق وعشق بلا حدود من أجل عزة الوطن والمواطن.
أتمنى الا يخطر على بالك بأننا نكرهك او نحمل في قلبنا لك أي غل ٍ أو كراهية، لا بل نحن محبوك الحقيقيون الذين ليس لهم منك دينارا ولا درهم.
انا من أكثر من تكلم من خلال المقابلات التلفزيونية او من خلال كتاباتي بأن هادي كرئيس تحمل ضغوط إقليمية ودولية لم يتحملها رئيس آخر، وانا اعلم أنك حتى هذا اللحظة لم تقرر بيع اليمن وبالثمن الذي تريد انت، لكن ما زلنا نريد منك وجهاً آخر يمكن أن يعيد الأمل الينا بعد ان كدنا ان نفقده في سبع سنين من أعمارنا ادخلتنا في دائرة المجانين من هول ما رأيناه وما نراه.
أعود فأقول بأن هادي لا يحمل خبثاً ولا كراهية ولكنا ايضاً نحتاج إلى أكثر من ذلك، لقد لمسنا من خلال كلامه انه يرغب بالكثير، فقد كنت ضمن مجموعةٍ من أبناء تعز تشرفنا بمقابلته، وكانت كلماته واضحة وكان استعداده كبير وقالها بعد انتهاء اللقاء (ايش) الي تشوفوه صح اتفقوا عليه وانا أصدر قرار، وذلك عندما تحدثنا عن إقليم الجند.... بعدها لم يسمع هادي كرئيس يمني من الكثير الا طلبات شخصية قد أكون واحد منهم.. لا يهم... الأهم انه وجد تناحر شخصي بين المكونات السياسية او مطالب ذاتية، والجميع يعلم كيف كان يتسابق القادرون فقط على الوصول اليه لانتشال قرارات التعيين لهم ولأبنائهم وذويهم.... وكيف كان أصحاب القدرات والمؤهلات العلمية الذين لا يملكون الوساطات او القدرة على الوصول مهملون، بل أن بعضهم يعيش في اسوء حال وهو يعيش في جوار هادي ويؤمن إيمانا مطلقا بشرعيته....
فلا استطاع فخامة الرئيس اتخاذ قرار تحرير تعز ولا استطاع حتى الآن المحافظة على سلامة الوطن ووحدة أراضيه... كلنا نتكل على هادي لا نطلب منه إلا قرارات التعيين ثم نذهب لنعيش بعيدا عن التكليف الوظيفي الذي صدر به الأمر، لتتحول الوظيفة إلى غنيمة ٍتدر المال والمكانة الاجتماعية خارج الوطن.....ما زلنا بعد سبع ٍ من السنين لم نكتفي ولم يكتفي هادي كرئيس ايضاً من عبث بعض المسؤولين الذين ايضاً حاول إعادة تدويرهم بناءً على تزكيات حزبية اضرت به وبالوطن أكثر مما نفعت،
ما زال البعض من السياسيين والمسؤولين والكتاب والصحفيين ووووووو لم يدركوا ماذا حل باليمن، وماذا يحل بها، وكيف ان الوضع مأساويٌ بشكلٍ لا يصدق لأنهم يعيشوا واهلهم وذويهم (بين الدسم ...)
وبعد سبعٍ عجافٍ عاشها الشعب اليمني، أقولها بصراحة مطلقة فخامة الرئيس هادي يحتاج إلى من يعينه لا من يمتدحه.....
اضف تعليقك على المقال